” معصرة أرامكو “

عباس السيد
خمسة أشهر وستة أيام فصلت بين عمليتي ” الردع الثانية والثالثة ” اللتين نفذتهما القوة الصاروخية والطيران المسيرّ في العمق السعودي ، واستهدفتا ” معصرة أرامكو ” ومرافقها .
وبين العمليتين ” مبادرة سلام ” أعلنها الرئيس المشاط من طرف واحد . مبادرة أساءوا فهمها لأنهم مرضى ، الكبار بالزهايمر والصغار بالغطرسة والغرور وجنون العظمة . واستمروا في جرائمهم ضد اليمنيين ، ودماء الضحايا من النساء والأطفال في مجزرة الجوف لم تجف بعد .
ومع ذلك ، لا تزال عمليات الرد التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية محكومة بمنظومة من القيم الأخلاقية والإنسانية من خلال تحييد المدنيين في دول العدوان . وهي قيم يندر أن يلتزم بها أي جيش في العالم .
في عمليتي الردع الثانية والثالثة ، تم التركيز على ضرب المصادر التي يستمد منها الأمير الشقي غطرسته وغروره وتساعده على مواصلة سلوكه البربري الإجرامي .
الأمر أشبه بسكير يمارس جرائمه تحت تأثير الخمر ، وفي مثل هذه الحالة ينبغي البدء بإبعاد زجاجات الخمر من متناوله ، قبل أي إجراء آخر . وبالمثل ، يمارس أمراء النفط في السعودية والإمارات عربدتهم السياسية والعسكرية في اليمن تحت تأثير سكرة النفط ..
هم يريقون دماء المدنيين ، ونحن نعمل على إبعاد براميل النفط عن متناول أيديهم ، ولو بتدمير ” المعصرة ” أرامكو . قد يؤدي ذلك إلى شعورهم بالألم ، لكنه علاج كـ “الكي” ، والهدف معالجة هؤلاء الأمراء وتحويلهم من برابرة متوحشين إلى آدميين يصنعون الخير لأنفسهم وشعوبهم على الأقل .
حتى في اختيارنا لأسماء العمليات ، قلنا أنها ” عمليات توازن الردع ” ولم نقل أنها لتوزان الرعب ، فتحالف العدوان يعمل على صناعة الرعب في شعبنا طوال خمس سنوات . لكن جيشنا تجنب اللجوء للرعب ، حتى في التسمية .
خمس سنوات مرت على العدوان والحرب والحصار ، لم يحقق منها النظام السعودي ومن يقفون خلفه سوى المزيد من السقوط والمزيد من الجرائم والهزائم ، وقد كانت السنوات ونتائجها كفيلة بأن يراجع هذا النظام سياساته ، وخصوصا بعد أن ارتدت العاصفة التي أعلنها على اليمن ، شمالا وهي تعصف بعرشه ومملكته . لكنها سكرة النفط .
هل يدرك أمراء النفط المراهقون تاريخ الجزيرة واليمن ، هل يعلمون أن اليمن دولة وشعبا ، وجد قبل آلاف السنين ، ولا يمكن إزالته أو السيطرة عليه بمرتزقة مأجورين ، أو بالتحالف مع الصهاينة والأمريكيين . ؟
يمتلك اليمنيون ، كل عوامل النصر : الحق ، المظلومية ، إرادة الاستقلال ، وفوقها وعد الله ، وعلى دول العدوان أن تختار ، بين السلام ، أو الدخول في ” مرحلة الوجع الكبير ” .

قد يعجبك ايضا