الإمارات وداء الغباء والعظمة
عبدالفتاح علي البنوس
الغباء الإماراتي مركَّز جدا ، حاله حال الحماقة الإماراتية ، فهذه الدويلة الزجاجية التي تدار من قبل مستشارين غربيين وآسيويين يمسكون بزمام الأمور في مكاتب غلمان زايد آل نهيان وآل مكتوم ، والتي يقودها اليوم المسخ المتصهين محمد بن زايد ، تواصل اللعب بالنار ، من خلال إقحام نفسها في مسائل وقضايا وملفات خارجية لا صلة لها بها ، بعد أن تحولت إلى أداة رخيصة بيد الأمريكي والإسرائيلي ، فمن دورها القذر في الحرب على سوريا والتواطؤ من أجل تدميرها ، إلى حماقة المشاركة في العدوان على بلادنا ، وسعيها لاحتلال أرضنا ونهب ثرواتنا ، مرورا بحماقاتها تجاه ليبيا والعراق ولبنان ، وتآمرها القذر على سلطنة عمان ، ومشاركتها في مقاطعة وحصار قطر ، علاوة على سياستها التآمرية المتصهينة تجاه القضية الفلسطينية من خلال مشاركتها الفاعلة في المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية السعودية المسماة صفقة القرن ، والترويج لها وتناغم خطابها الإعلامي مع خطاب الكيان الصهيوني والبيت الأبيض واللوبي اليهودي الأمريكي ، يتضح بكل جلاء ووضوح غباء وحماقة وعمالة قيادتها، بما يعكس قبحها وإجرامها ، ويظهرها على حقيقتها ، وتسقط الأقنعة التي كانت ترتديها ، ويزيل مساحيق التجميل التي كانت تجمِّل بها وجهها القبيح .
الإمارات دويلة الزجاج ، المحمية بالقواعد الأمريكية ، وجدت نفسها أمام مهمة أكبر من حجمها ، مهمة تلعب فيها البطولة ، مهمة قذرة وحقيرة ترى بأنها بوابة العبور نحو العظمة والرفعة والسمو ، وأنها الطريق الأقصر لدخول التاريخ الذي لطالما ظلت تبحث عنه ، وتسعى عبر ناطحات السحاب والجزر العائمة في البحار والمشاريع العقارية الحصول عليه ، على اعتبار أنها دويلة حديثة النشأة لا تاريخ ولا حضارة لها ، ولولا الصيت والسمعة الطيبة التي تركها الشيخ زايد بن سلطان لما كان لها أي ذكر على الإطلاق ، حيث تلعب هذه الدويلة اليوم دور ( القواد ) غير مكثرة لتداعيات وانعكاسات ذلك ، فكل ما يهم محمد بن زايد أن يحصل على شارة الزعامة وأن يكون (الوصي ) على العرب ، وهي الغاية التي يسعى من أجلها مسخ السعودية محمد بن سلمان ، حيث يخوضان منافسة محمومة من أجل ذلك بإيعاز أمريكي قذر ، لضمان الحصول على أعلى سقف من الأموال والمصالح والمكاسب مقابل الدعم والإسناد والتهيئة من الطرفين ، وفور تحقق هذه المصالح والمكاسب الأمريكية ستعلن أمريكا تخليها عن أحذيتها العرب وتتركهم يواجهون مصيرهم المحتوم .
بالأمس ظهر ما يسمى بقائد العمليات المشتركة في اليمن المسخ الإماراتي عيسى سيف المزروعي نائب رئيس أركان القوات الإماراتية في احتفالية خاصة قال إنها بمناسبة عودة القوات الإماراتية المشاركة في التحالف العربي في اليمن حد وصفه ، المسخ الإماراتي تحدث عن مشاركة 15ألف جندي إماراتي في الحرب على اليمن وأكثر من 130 ألف طلعة جوية وأكثر من نصف مليون ساعة طيران على أرض العمليات ، وأكثر من 50 قطعة بحرية مختلفة وأكثر من 3 آلاف بحار مقاتل وأكثر من ألف رحلة بحرية لنقل المدرعات والأسلحة والذخائر على مدى خمس سنوات ، ليختم المسخ المزروعي هرطقاته بالحديث عن تجهيز وتدريب 200 ألف جندي يمني في المناطق المحررة ، في إشارة إلى المرتزقة الجنوبيين ومخلفات العفافيش الذين تم تجنيدهم للقتال تحت راية الإمارات وبتمويل منها بعد أن وجدت نفسها غير مؤهلة للدخول المباشر في الحرب على اليمن ، وبعد كل الخسائر التي تكبدتها على مختلف المستويات .
بالمختصر المفيد، بعد خمس سنوات من الإجرام الإماراتي في اليمن ، تحاول اليوم من خلال إعلان سحب قواتها، والحديث عن مواصلة مشاركتها في التحالف عبر القوات الجوية، التغطية على جرائمها وتحسين صورتها أمام القوى الوطنية اليمنية، في هذا التوقيت الذي أوعزت فيه لأذنابها بتفجير الأوضاع في الساحل الغربي ، لكي تبدو هذه الخطوة مرتبطة بمرتزقتها ووحدهم من سيتحملون التبعات ، أما هي فقد انسحبت حسب زعمها ، هذا ما تهدف إليه من وراء الحديث عن الإنسحاب الصوري الذي لم يشمل الجزر المحتلة ، وسواء اقتربت الإمارات في اليمن مباشرة بجنودها أو بطريقة غير مباشرة بأحذيتها ، فإن ذلك لن يعفيها عن الجرائم التي ارتكبتها في اليمن والتي اعترف بها المزروعي دون أن يشعر بالكشف عن طبيعة المشاركة الإماراتية في العدوان على بلادنا وشعبنا ولن يجعلها ذلك خارج دائرة استهداف قوة الردع الصاروخية والجوية اليمنية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم ..