لأجل منع حمل السلاح …كن إيجابيا

بدأت الأسبوع الماضي حملات منع حمل السلاح في كافة محافظات الجمهورية بموجب خطة وزارة الداخلية بعد أن ضاق الناس ذرعا من أعمال القتل والسلب والنهب التي حولت ما كان يعد أكثر بقاع الأرض أمنا وأمانا مثل الحالمة تعز إلى أحد أكثر الأماكن خوفا بسبب سطوة قانون الغاب ومبدأ ” البقاء لمن زاد عدد المسلحين من رجاله ” , والأمر ذاته ينسحب على كثير من المدن .
ما أدهشني وأنا أتابع أخبار حملات منع السلاح تلك ونتائجها هو إحجام أفراد المجتمع عن مد يد العون ولو بالدعاء لرجال الشرطة والجيش الذين يعرضون أنفسهم لمخاطر القتل جراء مواجهة مجاميع الإجرام المسلحة ( وذلك أضعف الإيمان ) .
أرى النقد غالبا◌ٍ في كل منشورات وتعليقات مستخدمي الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وغيرها وكأن حال كثير من المواطنين يقول ” نحن متلذذون بما نحن فيه من العذاب ولا نريد لمأساة حمل السلاح أن تنقضي !!
يجب علينا أن ندرك أن حال وطننا اليوم مختلف تماما عن حاله بالأمس من نواحي عديدة , وأن ما كان ممكنا بالأمس تنفيذه بقرار من مجلس الوزراء أصبح من الصعب تنفيذه ولو كان بقرار صادر من البرلمان إلا في ظل العودة إلى الله سبحانه وتعالى وفي ظل التكافل والتكاتف المجتمعي الذي أمرنا به ديننا وتأمرنا به عاداتنا وتقاليدنا , وأرى أن من أهم واجبات المجتمع لمنع حمل السلاح ما يلي :
1 _ مد يد العون إلى حملات منع الأسلحة بالاستجابة أولا على المستوى الشخصي.
2 _ الصبر والرضا بالتقدم البطيء الذي يتحقق لأن تعقيدات الوضع تفرض ذلك البطيء , فإذا بدأت الحملات بالسيطرة على العناصر التي تحمل السلاح من عامة الناس فإن ذلك خطوة للسيطرة على من يحملون السلاح من الجبابرة المرتكنين إلى قوة السلطة والمنصب والمشيخة والمركز الاجتماعي وغيرها.. إذ يستند هؤلاء المتنفذون على الفوضى العارمة في تعجيز الشرطة والجيش عن السيطرة عليهم أكثر من استنادهم على مراكزهم.
3 _ التوعية والإرشاد لكل من يستطيع الوصول اليهم من الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء , واستخدام مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لتأييد الحملات واتخاذ شعار منع حمل السلاح عنوانا بحيث يظهر التأييد الذي يشد من أزر رجال الوطن المنفذين لحملات منع حمل الأسلحة ممن وضعوا رؤوسهم على أكفهم لتأمين الوطن والمجتمع , وفي الوقت ذاته يضعف شوكة الخارجين عن القانون من المسلحين الذين عاثوا في الأرض فسادا فسفكوا دماء الأبرياء ونهبوا ممتلكات الآخرين , ونشروا الخوف والرعب في نفوس الآمنين من الناس.
همسة أمنية :
صحبة السوء عواقبها وخيمة على مستقبل أبنائنا وبناتنا … علينا أن نصاحبهم وأن نراقبهم ونتفحص أصدقاءهم , فالصاحب كما يقال ساحب .
دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين.
قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا

قد يعجبك ايضا