«صـفقة القرن».. الجــهاد خـيار إسقاطها

 

الثورة /صنعاء
لم تقف حالة النكوص والخذلان العربي عند حد المبادرات والتواصلات السرية مع العدو الصهيوني، فقد باتت اللقاءات فوق الطاولة وعلى رؤوس الأشهاد، وباتت العلاقات الخيانية التي تنسجها أنظمة وحكومات وممالك وإمارات في الخليج وغيرها معلنة في الشاشات والصحف، وما إعلان الصفقة المشؤومة إلا انعكاس للحال المتردي والبائس، وحالة الضعة التي تعيشها الأمة تحت وطأة التمزق والشتات والتيهان بعد فقدان البوصلة، وقد اعتبرها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش مقدمات تضاف إلى صفقات «السلام» التي عقدتها دول انكفأت عن مواجهة العدو بالسلاح وراهنت على مهادنته.
ثمة عوامل عدة أوصلت الأمة في القضية الفلسطينية إلى ما هي عليه الآن، وأتاحت للأمريكيين طرح ما يسمى «صفقة القرن»، ومن أهم تلك العوامل البيئة العربية والإسلامية التي تتسم اليوم بالتمزق والانقسام، وقد بدأ مسلسل الانحدار بتوقيع اتفاق كامب ديفيد وأسلو ووادي عربة، على المستوى السياسي جاءت مبادرة بيروت 2002م، ثم قمة البحر الميت التي تحدث فيها النظام الرسمي عن السلام التاريخي مع العدو الصهيوني، لتكون فاتحة المشبوهات والمحرمات التي انتهت بما هو عليه الحال الآن، وكل تلك المقدمات استفاد منها الأمريكي لكي يقدم صفقة القرن التي تُنهي فلسطين، وتُعيد بناء «الكيان اليهودي»، على أساس تحقيق مصالحه الأمنية والاقتصادية، والتطبيع في المنطقة مع العدو، وأيضاً تشريع وجوده في المنطقة العربية.
التطبيع خيانة وعمالة وجرم وهوان وضعة، والمهرولون إلى ذلك لا يخونون القضية الفلسطينية فحسب، بل ويعرضون شعوبهم وبلدانهم للمخاطر الأمنية والاقتصادية، فتصبح ساحات مفتوحة للعدو الصهيوني، وأمريكا لم تكن منظمة خيرية توزع الورود وقطع الحلوى على العرب والمسلمين، والحال نفسه بالنسبة للعدو الصهيوني، وبالتأكيد فإن سباق الأنظمة والحكومات المذعورة والخائفة والتي تواجه أزمة وجودية تتعلق بشرعيات بقائها، لن تكون الخيانة بلبوسها الراهن قميص النجاة، فالتطبيع لن يكون إلا سواطير وسكاكين مشرعة في جسدها الواهن، وهو مصلحة صهيونية بامتياز، لن يستفيد منه العرب، وإنما يبيعون بلدانهم وثرواتهم وشعوبهم للصهيوني الرخيص وبدون مقابل.
على أن التصدي لصفقة القرن وإسقاطها هدف ممكن، سيما وأنها كاشفة تعري المواقف وتكشف زيف الادعاءات، لكن هذا الهدف بحاجة أولا لموقف فلسطيني موحد، كما يشير الأستاذ خالد البطش، وتحرك شعبي واسع،..
ليأتي تالياً تحرك موحد لحركات المقاومة والجهاد في المنطقة كلها تلتقي عند هذا الهدف ويتلاقى سلاحها مع سلاح المقاومة الفلسطينية ليتحقق الانتصار الموعود، وهو ما دعا إليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأكده في أكثر من مناسبة وخطاب، على أن دعوته الأخيرة لدعم المقاومة بالسلاح والمال لقيت استجابة واسعة من قبل المقاومين في فلسطين، فالمعركة واحدة والمصير مشترك وفلسطين ستبقى قضيتنا الأولى.

قد يعجبك ايضا