قبل أن يدمر الإرهاب حياتنا!! 

الحقيقة أنه ما كان لبعض التصرفات المنحرفة والممارسات التي يغلب عليها الطابع الإجرامي¡ أن تجد فرصتها لاختراق قيمنا الأصيلة والحضارية¡ المتوارثة جيلا بعد جيل¡ لولا طغيان السلبية¡ وتخلي الكثير من أبناء المجتمع عن دورهم وواجباتهم ومسؤولياتهم في مواجهة أي سلوك معوج ومنحرف¡ والتصدي لمن يقدم عليه وزجره وردعه ونبذه وقطع أية رابطة أسرية أو صلة قرابة به¡ وتسليمه لأجهزة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه¡ حتى لا يلحق الضرر بمنطقته وقبيلته وأسرته ووطنه ومجتمعه.
وليس تجنيا◌ٍ أو تحاملا◌ٍ إذا ما قلنا أن كل النتواءت التي تظهر علينا بين حين وآخر¡ متدثرة بلبوس الإرهاب والتطرف والغلو والتشدد¡ أو برداء الدافع الإجرامي والنزعة العدوانية¡ أو بغطاء المناطقية والجهوية والعنصرية¡ أو بأي ستار آخر مصلحي أو نفعي¡ ما كان لها أن تجد متسعا◌ٍ للحركة داخل مجتمعنا لو أن الجميع استشعر حقيقة التأثيرات الخطيرة التي قد تنجم عن تغاضي المجتمع عن تلك النتوءات¡ والتي تتضاعف كارثيتها بسقوط البعض في مهاوي المهادنة والتماهي وتوفير وسائل الحماية والتخفي للعناصر التخريبية والإرهابية والخارجة على الدستور والنظام والقانون¡ وتركها تتحرك كما تشاء¡ وتمارس أنشطتها الهدøامة والضارة بالوطن واقتصاده وأمنه واستقراره وسلمه الاجتماعي.
والمؤسف أكثر أنه وبمجرد اضطلاع الأجهزة الأمنية بمسؤولياتها في ملاحقة أي إرهابي أو مخرب أو عابث أو مستهتر ينتهك حرمات الطريق الأمن ويستبيح دماء الأبرياء ويعتدي على المنشآت العامة والاقتصادية التي تخص كل أبناء المجتمع كتفجير أنابيب النفط والغاز وخطوط الكهرباء¡ وإثارة القلاقل وزعزعة الأمن والاستقرار¡ وتعكير مناخات السلم الاجتماعي¡ نجد هناك من يحاول وضع العراقيل أمام تنفيذ الأجهزة الأمنية لمهامها¡ مع أن الواجب عليه تقديم كل العون والمساعدة لهذه الأجهزة¡ التي تسهر على حمايته وحماية أسرته¡ وتقدم التضحيات تلو التضحيات من أجل توفير الاستقرار له¡ والحفاظ على ممتلكاته¡ وبما يوفر له ولكافة أبناء المجتمع المناخات الآمنة وأجواء السكينة والشعور بالطمأنينة.
والسؤال: هل كانت الأجهزة الأمنية بحاجة للتعمق في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مارب لملاحقة عناصر إرهابية متطرفة تنتمي إلى تنظيم القاعدة تورطت في أعمال القتل والتخريب وتفجير أنابيب النفط والغاز وخطوط الكهرباء¡ لو أن المواطنين حددوا موقفهم من تلك العناصر الإرهابية وقاموا بإخراجهم من تلك المنطقة وامتنعوا عن إيوائهم في قراهم¡ وأغلقوا منافذ الشر التي تنفذ منها تلك العناصر الإجرامية التي تسيء إليهم وإلى منطقتهم¿ الإجابة بالطبع أنهم لو قاموا بذلك لجنبوا منطقتهم وأنفسهم ومحافظتهم ووطنهم الخسائر الناجمة عن تلك المواجهة¡ ولكن سلبيتهم ومهادنتهم للعناصر الإرهابية كانت السبب المباشر في تشجيع أولئك المخربين والإرهابيين على التمادي في غيهم وأفعالهم المنكرة التي يستهجنها الدين والعقيدة وقيم وتقاليد المجتمع وكل ذي عقل سليم.
إن قراءة أحداث الواقع تدعونا اليوم إلى تسمية الأشياء بمسمياتها عن طريق تفنيد كل السلبيات التي عشعشت في رؤوس بعض أبناء المجتمع¡ ليغدو هؤلاء بتلك السلبية الضارة – سواء قصدوا أو لم يقصدوا – عونا لأعداء الوطن أكثر منهم حماة لأمنه واستقراره.
ونعتقد أنه قد آن الأوان أنú يدرك هؤلاء أنهم بتماهيهم وإيوائهم للإرهابيين والمخربين يضعون أنفسهم تحت طائلة المساءلة القانونية¡ لكونهم بتلك المواقف صاروا شركاء في الجرم والجريمة¡ بل ويتحملون جزءا◌ٍ كبيرا من الأضرار والخسائر البشرية والاقتصادية والمادية والمعنوية التي لحقت بالوطن جراء الأعمال الإرهابية والتخريبية.
نقول ذلك قبل أن يتسع طابور مثل هؤلاء السلبيين فمن يبرر للإرهابيين والمخربين أو يؤيهم أو يتستر عليهم ه◌ْو◌ِ مöنúه◌ْمú¡ بحكم شرع الله وطاعة شرع الله توجب تنفيذ ما أمر سبحانه به. وليس هناك أخطر من أن تصبح العصبية القبلية أو الأسرية أو المناطقية منفذا◌ٍ لتبرير إيواء القتلة والإرهابيين والمخربين وتوفير السبل الآمنة لهم¡ حيث وأن من يقترف هذا الفعل إنما يتبع الضلال وينساق إلى الباطل بدلا◌ٍ عن طريق الحق والصلاح والصواب¡ وإنه بذلك المسلك يوسع منافذ الشر ويهيئ لتلك العناصر الإجرامية الفرصة لتدمير حياتنا وحاضرنا ومستقبلنا¡ وفي أقل التقديرات إعادة هذا الوطن إلى عصور الجاهلية والانغلاق والظلام.
وهؤلاء السلبيون هم من يؤذون وطنهم ومجتمعهم ومناطقهم من حيث لا يشعرون¡ وما يرددون من مبررات ليس سوى مغالطات واضحة ومفضوحة¡ ينبغي على كل صادق مع نفسه ودينه ووطنه فضح زيفها وتعرية كل من يقول بها¡ فالحق أحق أن يتبع وما دونه هو الباطل والبهتان.

قد يعجبك ايضا