الثورة/وكالات
عمّت محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة مسيرات غضب عارمة، شارك خلالها آلاف المواطنين رفضًا لصفقة القرن الأمريكية. وأحرق المواطنون خلال تظاهرة حاشدة غرب مدينة غزة، دعت لها القوى الوطنية والإسلامية أمس العلم الأمريكي، وصورًا لكل من الرئيس دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما أحرقوا الإطارات المطاطية، رفضًا للصفقة الأمريكية، وهتفوا عبارات مناوئة لواشنطن، واكتست المظاهرة بالعلم الفلسطيني، ورفعت اللافتات التي خُط على بعضها عبارات «فلسطين ليست للبيع.. صفقة القرن لن تمر».
وفي كلمة الفصائل، خلال تظاهرة قطاع غزة، طالب عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» د. خليل الحية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الاتفاق على استراتيجية موحدة لمواجهة صفقة القرن.
وثمن الحية دعوة عباس إلى الاجتماع بكل الفصائل والفعاليات في الضفة الغربية، مبينًا أن رغم أهمية الاجتماع إلا أنه غير كافٍ، ويلزمه اجتماعات أخرى، مشددا على ضرورة أن يجتمع قادة الفصائل للاتفاق على استراتيجية واحدة عنوانها إسقاط صفقة القرن. لن تمر، وشدد على أن «صفقة القرن لن تمر ما دام فينا عرق ينبض، ومجاهد يقاتل، وثائر يدافع عن فلسطين والقدس واللاجئين»، مؤكدًا أن ترامب يظن أنه يمكن في غفلة من التاريخ أن يمرر صفقة تنهي القضية الفلسطينية، وأن يمرر إجراءات يمكن من خلالها شطب حق العودة أو التهام أرضنا. وأضاف: «نقول اليوم بكل طمأنينة هذا شعبنا الموحد، عند الملمات، تراه رجلًا واحدًا ببندقية واحدة وسياسة واحدة وثورة هادرة في وجه الاحتلال»، مبينًا أن هذا المشهد الوحدوي هو أول مسمار في نعش صفقة القرن.
ودعا لتكرار واستمرار الوقفات الوحدوية ضمن فعاليات شاملة «ضد صفقة القرن وضد عدونا الظالم»، مضيفًا أنه رغم خلافاتنا فدون القدس رقابنا، ودون فلسطين كل ما نملك. وقال: «نقول للاحتلال، أنت تلعب بكل النيران ويقترب زمان أفولك، وكلما اقتربت من القدس وحق العودة تقترب نهايتك»، مشددًا على أن حماس ستبقى على طريق مقاومة الاحتلال بكل الأشكال. وأكمل «نقول لترامب إذا كنت تريد بذلك أن تنقذ نفسك فلن تنقذها من عار التاريخ وعار شعبك الذي سيتحول إلى عدو لشعبنا».
صفقة العار
وأردف: «ونقول للأمريكان إن رئيسكم يضعكم في عداوة شعبنا والأمة والمناصرين فاختاروا أن تكونوا أعداءً أو تطردوه من البيت الأبيض». وشدد الحية على أن ترامب ودولة الاحتلال «لن يجدوا في شعبنا من يوافق على صفقة العار، وإذا وجدوا واحدًا فهو ليس فلسطينيًا»، مضيفا «الصفقة لن تنجح نتنياهو». وطالب عضو المكتب السياسي لحركة حماس جميع الدول العربية بإعلان واضح لرفض صفقة القرن، مبيّنًا أنه لا يوجد في شعبنا مَن يوافق على الصفقة، فيما دعا المجتمع الدولي إلى التوقف عن سياسية «المكاييل الظالمة».
وضمن فعاليات الغضب في قطاع غزة، شارك العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، في وقفة، بمخيم الشاطئ غربي غزة رفضا لصفقة القرن. وردد المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها اللجنة الشعبية للاجئين الفلسطينيين، هتافات تندد بالسياسات الأمريكية والإسرائيلية، وتدعو إلى إسقاط الصفقة المزعومة. وقال مسؤول اللجنة نصر أحمد، في كلمة له «الإعلان عن الصفقة، وفرض الوقائع على الأرض، هو تصرف أحادي الجانب مخالف للقانون الدولي، ومرفوض على المستويات الفلسطينية الرسمية والشعبية».
وتابع «نحن على مفترق خطير ولحظة تاريخية تستهدف وجودنا وقضيتنا، وشطب حلمنا بالعودة ومشروعنا الوطني المتمثّل بإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس». وحذّر أحمد من «تطبيق الصفقة المزعومة»، داعيا الفصائل الفلسطينية للعمل الجاد على إنهاء الانقسام «لمواجهة التحديات والمؤامرات المشبوهة التي تستهدف القضية».
الدول العربية
ودعا الدول العربية والإسلامية إلى رفض الصفقة المزعومة و«مواجهتها والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني». وصفقة القرن، هي خطة تدعي واشنطن أنها لتسوية القضية الفلسطينية، دون أن تعطي للفلسطينيين كامل حقوقهم المعترف بها دوليًا. كما نظّمت وزارة الداخلية والأمن الوطني، مسيرًا عسكريًا في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة؛ ضمن الفعاليات الفلسطينية الوطنية الرافضة لصفقة القرن المزعومة. وجاب المسير، الذي ضمّ عددا من الجنود المُشاة وآخرين محمولين بالمركبات، شوارع مدينة خان يونس، ورفع المشاركون في المسير الأعلام الفلسطينية. ونظمت اللجان الشعبية للاجئين، وفصائل العمل الوطني والإسلامي، وقفات احتجاجية غاضبة، بمحافظتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، رفضًا للصفقة رفع المشاركون الغاضبون فيها لافتات كُتب عليها: «لا لصفقة القرن، فلتسقط الصفقة، فلتسقط صفقة العار، نعم للوحدة الوطنية»؛ بجانب حرق صور الرئيس الأمريكي ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. وقالت اللجان الشعبية في بيانٍ لها، خلال الوقفتين: «اليوم يعيد التاريخ نفسه بوجه أمريكي جديد، بالأمس وعد بلفور المشؤوم، واليوم صفقة القرن الصهيوأمريكية، منصبة نفسها شرطيًا عالميًا يُقسم الأوطان، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين».
وأكدت اللجان أن «جماهير شعبنا ومن خلفها الجماهير العربية ترفض بشكل قاطع صفقة العار»؛ مشددة على أن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ثابتة واضحة، رغم المؤامرات وشراسة العدوان. إفشال المؤامرات ولفتت اللجان الشعبية، إلى أن «الشعب الفلسطيني، وقواه الثورية، ومن خلفها الأمة العربية، قادرة على إفشال كل المؤامرات والخطط التي ترمي لتصفية القضية الفلسطينية». واعتبرت «صفقة القرن مشروعًا صهيوأمريكيًا، يهدف لحل القضية الفلسطينية، بإملاءات صهيونية مرفوضة من كافة فئات شعبنا الفلسطيني، والأمة العربية كذلك». وشددت على أهمية تعزيز الحوار الوطني الشامل للقوى الوطنية والثورية كافة، في ظل الهجمة الشرسة على الشعب وقيادته؛ والمطالبة بالخروج ببرنامج نضالي مشترك، وصولاً إلى وحدة وطنية، لتحقيق البرنامج. وأكدت اللجان ضرورة تعزيز التكافل والتكامل الاجتماعي، بين شرائح المجتمع الفلسطيني، ودعم صمود اللاجئين في الوطن والشتات؛ داعية للعمل على تفعيل دور الجماهير العربية لنصرة القضية، والوقوف في وجه العدوان. وفي فعاليات الغضب في مدن الضفة الغربية وتحديدا في مدينة الخليل، أصيب عشرات الطلبة بالاختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، عقب مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم العروب شمال المدينة. وشاركت فعاليات ومؤسسات وطنية في الوقفة الجماهيرية الرافضة لـ«صفقة القرن»، أمام ميدان الشهيد ثابت ثابت وسط طولكرم.
الحقوق والثوابت
ورفع المشاركون في الوقفة، الأعلام الفلسطينية والشعارات الرافضة للصفقة، مؤكدين أنها لن تمر وأن شعبنا سيُفشل هذه المؤامرة ولن يتخلى عن الحقوق والثوابت الوطنية.
وأكد عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي محمد علوش، ضرورة التصدي لهذه الصفقة من خلال الحراك الشعبي، قائلا: إننا سنواجه هذه الصفقة حتى نُفشلها ونُسقط المشروع الأميركي الإسرائيلي التصفوي الذي يستهدف قضية شعبنا وحقوقه الوطنية. وشدد على ضرورة تلاحم شعبنا بكل مكوناته السياسية في مواجهة الصفقة المشؤومة، داعيا الشعوب العربية والعالم الحر لوقفة جادة ومسؤولة تجاه ما تقوم به إدارة ترامب بحق شعبنا، مؤكدا الوقوف خلف القيادة والرئيس محمود عباس في مواجهة الصفقة حتى إفشالها.
وشارك المئات من المواطنين في فعالية شعبية حاشدة على دوار المنارة وسط رام الله دعت لها القوى والفعاليات الوطنية والشعبية بالتزامن مع الإعلان عن «صفقة القرن». وفي مدينة قلقيلية نظمت مديرية التربية والتعليم في محافظة قلقيلية، وقفة منددة لما تسمى بـ»صفقة القرن»، أمام مقر المديرية. وأكد مدير عام التربية والتعليم في المحافظة صالح ياسين، أن الصفقة المشؤومة لن تمر، وستفشل كافة المؤامرات على شعبنا بمقاومته وثباته، وبروح التحدي والثبات للقيادة الفلسطينية.