إن تمكثوا تُدفنوا فيها صاغرين .. وإن تخرجوا فإلى غير رجعة أذلّاء
العلامة / سهل إبراهيم بن عقيل *
هذا هو المنطق الصحيح للأوضاع القائمة الآن في الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي ككل وفي العراق وسوريا واليمن والجزيرة العربية خاصة على واقع الحقيقة التي لا تقبل الجدل في حركاتها ومخرجاتها، فهي إذاً القانون الازلي لهذه المنطقة التي ابتعلت وستبتلع من يأتي لها بروح الشر وتقول هل من مزيد، لأنها خلقت أبية لا ترضى الهوان فالموت ديدنها وشغفها وهو الطلب الذي توهب الحياة له، فكما قال أسلافنا “أطلبوا الموت توهب لكم الحياة”.. فحياتنا هي حقاً في طلب الأمنية من الله هي الشهادة، وجائزتنا من الله رضاه.
“ألا لا يجهلن أحدٌ علينا
فنجهل فوق جهل (الجاهلينا)
فإن قناتنا يا عمرو أعيت
على الأعداء قبلك أن تلينا
بأنا نورد الرايات بيضاً
ونصدرهن حمراً قد روينا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا
ويشرب غيرنا كدراً وطينا
إذا ما المَلك سام الناس خسفاً
أبيـــــــنا أن يقر الـــذل فينا
إذا بلغَ الفطام لنا صبي
تخر له الجبابر ساجدينا”
فاسأل التاريخ عنا إن كنت جاهله:
“بيض صنائــــعنا سود وقائــــعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا
لا يظهر العجز منا دون نيل منى ولــو رأينا المنايا في أمانينا”
فليفهم من لا يفهم وليعقل من لا يعقل أننا نحن حملة راية العزة نحن العقلاء ونعقل المجانين، فإن كنتم ظننتم أنكم أبعد منا نظراً وأوسع منا فكراً وإننا لا نظن ما ترومون، فقد أخطأتم إن الذي تفكرون فيه في شهر نعرف ظاهره وباطنه في دقيقة، وإن قطرة من السم تقتل مجموعة، فما بالكم قد وقعتم في قعر أتون لا ترحم، وصدق الله تعالى ” بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا” وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ”..
أرحلوا بالمظفر قبل ان ترحلوا بما لا يذكر أسمه في المثل اليمني، فإنه والله قد نفد الصبر واحترقت الأعصاب وبلغت القلوب الحناجر، وسيقع قريباً قريباً ما لا تتوقعون ولا تتوهمون وستتمنون الموت في كل لحظة سبعين مرة، فإن شهداءنا أمامنا، وثكلانا أمامنا وأراملنا أمامنا وجرحانا أمامنا وإحراق أسواقنا ومن فيها أمامنا ومزارعنا وثمارها تحرق امامنا” سطوراً تذكي فينا الحياة للانتقام.
واحذر من الحليم إذا غضب، وأن غضبنا من غضب الله الذي لا يرضى لعباده الكفر، وستعلمون أنتم وأحذيتكم أنكم ريشة في مهب تاريخ الأمم المستضعفة، تقذفها عواصف الحرية للمستضعفين.
“هذه أرضي أنا.. وأبي ضحى هنا
وأبي قال لنا.. مزقوا أعداءنا”
فإنا لن نمزقكم كل مزق فقط بل سنطعنكم ونذروكم هباء في مهب الرياح.
* مواطن يمني