اليهودية السعودية والإسلام الحقيقي
عبدالفتاح علي البنوس
الجذور اليهودية لأسرة آل سعود التي تجثم على صدور أبناء نجد والحجاز منذ العام 1923وحتى اليوم ، هي التي تؤثر في المواقف والتوجهات السعودية التي تبدو للعيان مشبعة ( باليهودة والتصهين) ، هكذا تحكي سياستهم وتعاملاتهم وأخلاقهم ، فلا يوجد ما يشير إلى عروبتهم وإسلامهم غير تلك المشاهد والصور والكلمات الديكورية التي يدغدغون بها عواطف البسطاء والسذج من العرب والمسلمين ، الذين يرون فيهم “خداما للحرمين الشريفين” ، رغم أنهم حولوا الحرمين الشريفين إلى مشاريع استثمارية تدر عليهم ملايين الدولارات ، في الوقت الذين ينفقون القليل جدا من عائدات أوقاف الحرمين ورسوم الحج والعمرة وعائداتهما المالية الهائلة التي تستخدم في إشعال الحروب والفتن والأزمات وتشويه صورة الإسلام والمسلمين خدمة لأبناء عمومتهم من اليهود وأسيادهم الأمريكان .
اليهودية السعودية تسابق الريح في مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وتتسارع الخطوات السعودية نحو التصهين وخصوصا بعد تولي المهفوف السعودي محمد ابن سلمان ولاية العهد في مملكة النفط ، حيث جاهر ابن سلمان بيهودته وتصهينه ورغبته في تطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال دوره القذر في تمرير “صفقة القرن” وممارسة الضغوطات وتقديم الإغراءات للعديد من الأنظمة للموافقة على المؤامرة الكبرى التي تستهدف القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين المصيرية .
ومن أجل ذلك كلف ابن سلمان المسخ أنور عشقي للتهيئة للتقارب السعودي الإسرائيلي ، حيث زار تل أبيب لأكثر من مرة ، وقام برعاية زيارات متبادلة بكل جرأة ووقاحة ، قبل أن يسند ابن سلمان مهمة شرعنة التطبيع للمسخ محمد العيسى وزير العدل السابق والذي يشغل منصب أمين عام رابطة العالم الإسلامي ، هذا الكيان الذي يعد ذراع بن سلمان للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي .
المسخ العيسى وفي استفزاز سافر لمشاعر العرب والمسلمين قام الخميس الماضي بزيارة معسكر “أوشفيتز” النازي، في بولندا، للمشاركة في الذكرى الـ 75 لتحرير عدد من الأسرى اليهود ، وقام بأداء الصلاة داخل المعسكر مع الوفد المرافق له ، تضامنا مع اليهود وما يعرف بالمحرقة ( الهولوكوست ) التي قيل بأن هتلر وحزبه النازي ارتكبوها في حق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية ، وهي الزيارة التي احتفى بها الصهاينة وعبروا عن سعادتهم بها ، وها هو المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي يعلق عليها بقوله : (هذا هو الإسلام الحقيقي! رجل الدّين السّعودي محمد العيسى وبعثته يصلّون لذكرى ضحايا الهولوكوست اليهود في معسكر أوشفيتز شاهدوا الفيديو واتّعظوا، فالتآخي بين الديانات علّة كلّ خير ).
وفي مقابل هذا الاحتفاء الإسرائيلي بهذه الخطوة ، فآنها قوبلت بعاصفة من الانتقادات في الداخل الفلسطيني ولدى محور المقاومة وأحرار العالم العربي والإسلامي ، معتبرين ما يقوم به ابن سلمان وأدواته المتصهينة ، مبعث خزي وعار وذل وهوان ، يضع آل سعود خصما لفلسطين وللفلسطينيين وللعرب والمسلمين ، وبات جهادهم ملازما لجهاد الصهاينة فكلاهما في خندق واحد ، وهما على وفاق تام ، لاستهداف فلسطين والمسجد الأقصى وكل المقدسات الإسلامية .
بالمختصر المفيد الإسلام الحقيقي لا يمثله ابن سلمان والعيسى والسديس وبقية حاخامات الوهابية السعودية ، الإسلام الحقيقي يمثله كل الأحرار الشرفاء من يقفون ضد المشروع “الأمريكصهيوني” في المنطقة ، ومن يقاومون المحتل الإسرائيلي ويتصدرون المشهد الرافض للتطبيع معه والاعتراف بدولته ، ومن ينطلقون في عدائهم لليهود من تعاليم و توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، التي فضحتهم وأظهرت ما هم عليه من غدر وخيانة وإجرام ووحشية.
هذا هو الإسلام الحقيقي المحمدي ، وما سوى ذلك مجرد خواء فارغ ، ومشاريع ديكورية ، وظواهر صوتية مؤدلجة ، تعمل تحت سلطة آل سعود وتسترزق من فتات أموالهم ، وتأتمر بأمرهم ، وتنتهي بنهيهم ، وشتان بين الإسلام المحمدي ، والإسلام السعودي على الطريقة الصهيونية اليهودية الإسلام الذي تغنى وأشاد به أفيخاي أدرعي وأثنى عليه كثيرا ، فالإسلام لا تمثله السعودية ولا آل سعود وأحبارهم خدام البلاط الملكي الذين يحللون ويحرمون بأمر ( الزهايمري سلمان ونجله المهفوف) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .