“إحراق الحجاب” الرصاصة الأخيرة التي تُطلقها طالبات اليمن في الخارج على “شرعية الرياض”

الثورة / محمد شرف
(إن لم تردعكم مسؤوليتكم ومهامكم القانونية التي تدعون شرعيتها ، عن إعطاء حقوقنا فعلى الأقل لتتحرك نخوتكم والتفتوا إلى معاناة أخواتكم وبناتكم في بلاد المهجر)، مطلع نداء استغاثة وجّهته قبل نحو شهرين طالبات اليمن في الخارج إلى من تُسمي نفسها بـ (الشرعية). لكن الأيام كشفت بأن المُراهنة على (النخوة)، لم يكن سوى رهان فاشل . قناعة أصبحت تؤمن بها طالبات اليمن، فمن يستمد شرعيته من الرياض وأبوظبي ، هو مُجرّد من أي نخوة وغيرة حتى لو عزف ليل نهار على اسطوانة (الشرعية المزعومة) .
وهنا يبقى إحراق الحجاب، خيار وحيد تضطر اليه بنات اليمن في الخارج كرسالة تحتج بها ضد (شرعية فاسدة) اكلت الأخضر واليابس، بحسب ناشطين اشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي هجوما واتهاما ضد قيادة ترفع شعار (لا أسمع لا أرى لا اتكلم).
فبعد نحو 60 يوماً من النداء السابق الذي أطلقته الطالبات المبتعثات في الخارج، وجدت إحدى الطالبات اليمنيات نفسها مُجبرة على إحراق حجابها أمام السفارة اليمنية بماليزيا أمس الأول، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى اليمن إن لم يكن العالم .
في الدخول في التفاصيل؛ فإن الطالبة اليمنية تُطلق رصاصتها الأخيرة على (شرعية) حولت مباني سفارات اليمن بنحو 38 بلداً إلى ساحات اعتصام لآلاف الطلاب والطالبات يتضورون جوعا، مُطالبين بصرف مستحقاتهم المالية من سلطة دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية في طبع أكبر كمية من العملة وبزمن قياسي .
رسالة قوية وجهتها طالبة يمنية ، لخصت مدى الذل والهوان الذي وصل اليه حال الطلاب المبتعثين في الخارج، جميعهم يعيشون اوضاعا متردية ومأساوية، وسط ظروف صعبة وخيارات ضيقة .
الحادثة التي تُحسب لسلطة الشرعية بامتياز، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أجمع روّادها (يمنيين وعرب)، على ابتلاء الوطن بنظام لم يترك لليمنيين شيئا حتى كرامة الطالبات في الخارج .
وكانت الفترة الأخيرة، قد شهدت تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالخارج، تصدّرتها الطالبات، اللاتي استنفدن جميع وسائل الاحتجاج ضد ماكينة فاسدة تُدير ثروات البلاد مع تحالف يُسابق الزمن في تقسيم الوطن ونهب ثرواته، مع عملاء الداخل الذين شرعنوا تواجده، مقابل فتات من المال نظير خدماتهم له .
ففي شهر اكتوبر الماضي، نفذت عدد من الطالبات في روسيا اعتصاماً داخل مبنى السفارة اليمنية بموسكو، للمطالبة بحقوقهن وحقوق كل الطلاب اليمنيين في كل بلدان الابتعاث، مُعلنات إضرابهن عن الطعام، قابلته قيادة السفارة بإغلاق المبنى من الخارج، لتجد المعتصمات أنفسهن محتجزات داخل المكان .
ويبلغ عدد الطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج أكثر من 9 آلاف طالب وطالبة، موزعين على 38 بلداً حول العالم، وتشير بيانات التعليم العالي والبحث العلمي إلى أن إجمالي مستحقات الطلاب المبتعثين للربع الواحد من العام تبلغ 13 مليون دولار.
ويعيش الطلاب المبتعثون ظروفاً استثنائية بفعل انقطاع مستحقاتهم المالية لفترات طويلة، نسبة كبيرة منهم مهددون بالفصل والترحيل، فيما العديد منهم في السنوات الدراسية الأخيرة. حيث يُعاني آلاف الطلاب والطالبات الأمرّين جراء تأخر مستحقاتهم المالية، في أكثر من بلد إيفاد، وعدم تعاون سفارات اليمن والملحقيات الثقافية واستجابتها لحل قضاياهم.

قد يعجبك ايضا