لمصلحة من ¿! 

لمصلحة من يا ترى ما جرى من أعمال تخريبية استهدفت مشاريع يستفيد من خدماتها بدرجة رئيسية المواطنون كما حصل لكهرباء الضالع وغيرها من المشاريع الخدمية التي طالتها أيادي الحقد والغدر والعدوان الآثمة التي باعت نفسها للشيطان مقابل ثمن بخس نظير ما تقوم به من الجرائم وأعمال التخريب وتدمير المشاريع الخدمية المتصلة بحياة الناس بغية خلق حالة من المعاناة لديهم وتكدير أوضاعهم اليومية وحيث يبدو الأمر وكأنه انتقاماٍ من المواطنين وعقاباٍ لهم على عدم مسايرة هذه العناصر التخريبية والانفصالية في ما تقوم به من استهداف للوطن وأمنه واستقراره ووحدته ومسيرته التنموية¿
ولمصلحة من قيام بعض الأحزاب السياسية بالدفاع عن هذا المسلك الإجرامي والتماهي مع من اعتنق هذا المسار المنحرف الذي صار يصوب سهامه المسمومة وأحقاده الدفينة إلى المواطنين مباشرة انتقاما منهم لرفضهم تلك الأنشطة الهدامة والمشاريع القذرة التي تتدثر بها تلك الشرذمة المارقة تنفيذاٍ لأجندة من استأجرها ودفع بها إلى هذا المستنقع الآسن والملوث..¿
ولمصلحة من أيضا استمرار تلك الأحزاب في تبرير ممارسات هذه الشرذمة القليلة والمحدودة الخارجة على الدستور والنظام والقانون التي ما كان لها أن تصل بها الجراءة والحماقة والخبث إلى التمادي في غيها وجرائمها والإقدام على التقطع في الطرقات والاعتداء على المواطنين الآمنين وسفك دماء العديد منهم على أساس جهوي ومناطقي وتخريب المنشآت العامة والخاصة ومحاولة بث الفوضى وإذكاء الفتن والترويج لثقافة الكراهية والبغضاء والنزعات المناطقية والقروية والعشائرية والعنصرية واللجوء إلى إقلاق السكينة العامة والإيغال في إرهاب المواطنين ما كان لذلك أن يحدث من قبل تلك العصابة الانفصالية والتخريبية لولا الغطاء السياسي والإعلامي الذي وفرته للأسف أحزاب اللقاء المشترك لهذه الشرذمة الإجرامية والمأجورة ..¿
وهل ثمة فائدة أو مكسب أو مصلحة تجنيها أحزاب اللقاء المشترك من وراء تلك المواقف التي جعلتها تسير على خط واحد مع عناصر التخريب والأذيال الانفصالية المتطرفة والإرهابية¿.
وما هو الثمن الذي تقبضه أو تأمل أن يعود عليها من وراء هذه الخدمات التي تسديها لهذه الحفنة الملطخة أيديها بالدماء وسجلها الأسود بالبشاعات والفظاعات خاصة وأن مواقفاٍ كهذه تمثل جنوحاٍ غير مسبوق لم نسمع أن معارضة في العالم كله قد أقدمت عليه مهما كان حجم خلافها مع من في الحكم¿.
أما إذا كان الأمر ليس سوى مجرد نكاية وانتقام من الحزب الحاكم فإن المؤسف أن من تنتقم منه هذه الأحزاب ليس سوى الشعب اليمني ومصالحه العليا.
والأنكى من كل هذا أن تقع أحزاب – يفترض فيها النضج – في مثل هذه المثالب دون تمييز بين اختلافها مع الحزب الحاكم واختلافها مع الوطن وأن يصل بها هوسها السياسي إلى التمترس مع مجموعة من المخربين والانفصاليين والإرهابيين واللصوص ومثيري الفتن الذين لا هدف لهم سوى الإضرار بمصالح الوطن وأبنائه في حين أن دورها يحتم عليها أن تكون في مقدمة من يتصدى لهؤلاء اللئام الذين تجردوا من كل القيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية.
لذلك كله وللكثير غيره نجد أن من غير المجدي تشبث هذه الأحزاب بتوجهات صارت تثير جملة من علامات الاستفهام لدى كافة أبناء المجتمع اليمني الذين لم يعد بالإمكان إقناعهم بتلك المصطلحات والعبارات الطوباوية والفضفاضة التي طالما رددتها أحزاب اللقاء المشترك في بياناتها وخطابها الإعلامي حيث والجميع صار على وعي بأن ما يردد في تلك الأسطوانات المشروخة ليس سوى محاولة لذر الرماد في العيون وأن الغاية منها هو منح العناصر التخريبية والانفصالية والإرهابية المزيد من الفرص والوقت لخلط الأوراق وإشاعة الفوضى وتكريس مناخات عدم الاستقرار والأمن لاعتقاد هذه الأحزاب أنها في ظل الانفلات ستتمكن من بلوغ مطامعها في السلطة بعيداٍ عن صناديق الاقتراع.
ولعل هذا ما يفسر التعامل السلبي لهذه الأحزاب مع مبادرة رئيس الجمهورية المتمثلة في دعوته للحوار وعدم التقاطها لتلك اللحظة التاريخية والاستثنائية التي أتاحتها هذه المبادرة للخروج بتوافق وطني حول كافة القضايا التي تهم الوطن حيث لجأت للتسويف واختلاق الأعذار والمبررات الواهية ووضع الشروط التعجيزية لتنأى بنفسها عن المسؤولية الوطنية والتزاماتها في تنفيذ اتفاق فبراير دون وعي أو إدراك أنها بتهربها من الحوار إنما تراهن على أوراق خاسرة وأن ما استسهلته أيضاٍ من خلال تماهيها مع مجموعة من المرتزقة والبلاطجة والمأجورين الهمج والمخربين والإرهابيين لا يمكن أن يعود عليها بأي فائدة إذ يستحيل ومهما كانت الرهانات أن يتحول الوطن إلى سلعة تباع أو تشترى من قبل دعاة الفوضى والطامحين للوصول إلى السلطة بأي ثمن.
فالوطن أسمى من كل هذه الأوهام والأحلام السقيمة وهو مصان بشعبه وأبنائه الشرفاء الذين وإن صبروا لبعض الوقت فإنهم لن يصبروا كل الوقت على أولئك اللئام من مخربين وانفصاليين وإرهابيين وحاقدين ومأجورين الذين لا بد وأن تصل إليهم يد العدالة ولن يفلت كل من ثبت جرمه بحق هذا الوطن من العقاب طال الزمن أو قصر وقد أعذر من أنذر.

قد يعجبك ايضا