روحاني يتعهد بالتحقيق ومعاقبة المسؤولين

سقوط الطائرة الأوكرانية.. ومحاولات أمريكا والغرب توظيفها سياسياً

 

 

الثورة / قاسم الشاوش/ وكالات
رغم زوبعة بعض الدول الغربية خاصة إدارة ترامب فيما يخص حادث سقوط الطائرة الأوكرانية وهي فوق أجواء العاصمة الإيرانية طهران وراح ضحيته 176 شخصاً إلا أن إيران كان لها موقفها الشجاع حين أعلنت أن سقوط الطائرة نجم عن خطأ بشري وليس مقصوداً ذلك ما أخرس الدول التي ارادت البلبلة واحداث الضجيج الإعلامي بهدف الانتقام من ايران التي استطاعت تجاوز هذه الزوبعة وسد افواه المزوبعين خاصة إدارة ترامب واعتراف وزير دفاعه بشجاعة إيران حيال إعلانها أن الحادث غير مقصود وأنه جاء بالتزامن مع استنفار الحرس الثوري الذي وجه ضربة مؤلمة للقوات الامريكية حين ضرب قاعدة عين الأسد في العراق رداً على اغتيال أمريكا قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ورفاقه.
وفي هذا السياق قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده ستبذل كافة الجهود من أجل مواصلة تقصي الحقائق في حادث الطائرة الأوكرانية التي أسقطت بصاروخ بعد إقلاعها من مطار الخميني الأربعاء الماضي، ما تسبب في مقتل ركابها الـ176.
وتعهد روحاني -في كلمة بثها التلفزيون أمس- بأن لا يتكرر مثل هذا الخطأ الذي وصفه بأنه خطأ “لا يغتفر”، وطالب السلطة القضائية بتشكيل محكمة خاصة برئاسة قاض متخصص للنظر في الحادث، كما طالب أعضاء الحكومة بالوقوف إلى جانب أسر الضحايا.
واعتبر الرئيس الإيراني أن اعتراف القيادة العسكرية بإسقاط الطائرة خطوة جيدة، وقال إن على المسؤولين توضيح سبب التأخير في إعلان أسباب سقوط الطائرة.
وأضاف أن المسؤول عن إسقاط الطائرة يجب أن يلقى جزاءه بمعزل عن منصبه، مؤكدا أن حكومته “مسؤولة أمام الأمة الإيرانية والدول الأخرى التي فقدت رعايا في الحادث”.
وفي تطور لاحق أعلن المتحدث باسم الهيئة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي أن السلطات اعتقلت أشخاصا لهم صلة بحادث الطائرة الأوكرانية.
وأعرب اللواء موسوي خلال اجتماع اللجنة العليا لقادة القوات المسلحة عن تعازيه لعوائل الضحايا والشعب الايراني جراء الحادث الجوي الأخير الذي ادى إلى سقوط ضحايا.. وأضاف: ان هذا الحادث كان مؤلما جدا ومؤثرا بالنسبة للقوات المسلحة الذين يسهرون ويبذلون ما بوسعهم لحفظ أمن المواطنين.
كما أعرب عن شكره وتقديره لخطاب القائد العام للحرس الثوري الذي أدلى به أمام أعضاء مجلس الشورى الإسلامي والذي كان شاملا وواضحا ومبينا للحقائق، وقال : نحن على ثقة بأن الشعب الايراني وعوائل الضحايا لن ينسوا -بسبب خطأ بشري- ما قدمه الحرس الثوري خلال اربعة عقود من إنجازات كبيرة في مجال حفظ الامن .
وأكد القائد العام للجيش الايراني أن الحرس الثوري وخلال العقود الاربعة الماضية كان متواجدا في جميع الساحات العسكرية والامنية والاعمارية وأن انجازاته كانت دائما شوكة في أعين أعداء الثورة الإسلامية .
وأضاف موسوی أن ایران الإسلامیة باتت الیوم وبفضل دماء شهدائها وخاصة محور المقاومة أكثر قوة وأمنا واستقرارا .
وصرَّح بأن المشاركة الملحمية للشعبين الايراني والعراقي في تشيع الشهيد الفريق قاسم سليماني ورفاقه من شهداء المقاومة والرد الصاروخي ضد مقر الارهاب الامريكي اثبت ضعف العدو .
وفي مجال أمن الرحلات الجوية في سماء ايران اكد القائد العام للجيش الايراني أن الاجواء الايرانية باتت حاليا اكثر أمنا لجميع الرحلات الجوية وقال : بالتعاون بين الحرس الثوري والقوات المسلحة بقيادة سماحة القائد سندافع حتى آخر قطرة من دمائنا عن عزة واستقلال وأمن وازدهار الشعب الايراني العظيم .
وكانت هيئة الأركان الإيرانية أعلنت أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية إثر خطأ بشري، لحظة مرورها فوق منطقة عسكرية حساسة.
فيما أكد مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن نظيره الإيراني حسن روحاني قدم اعتذارا نيابة عن بلاده عن إسقاط الطائرة.
وكان زيلينسكي قال إن بلاده تصرّ على ضرورة اعتراف طهران بالذنب، معربا عن أمله في تقديم إيران المسؤولين عن الحادث للعدالة، وإرجاع جثث الضحايا، ودفع تعويضات، وتقديم اعتذار رسمي.
وقتل في الحادث 176 شخصا كانوا على متن الطائرة المنكوبة، وهي من طراز بوينغ 737-800، معظمهم من حملة الجنسيتين الإيرانية والكندية، وبعضهم من أوكرانيا وأفغانستان وبريطانيا والسويد.
ووقع الحادث بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون، ردا على اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد.
في سياق متصل، دعت إيران منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) التي تتخذ من كندا مقرا لها، إلى دعم التحقيق في إسقاط الطائرة الأوكرانية.
وقالت المنظمة -في بيان – إنها قبلت دعوة الحكومة الإيرانية وسترسل فريقا تقنيا من الخبراء لتقديم المشورة والمراقبة في التحقيق، ولا تشارك المنظمة عادة في التحقيق نفسه ولكن يمكن دعوتها للعمل بصفة مراقب.
وتقود طهران التحقيق لكنها دعت عدة فرق أجنبية من الخبراء، بما في ذلك خبراء من بوينغ إلى جانب خبراء إيرانيين وأوكرانيين، للمجيء إلى طهران ودراسة ظروف التحطم.
وعلى مر التاريخ لم تكن الطائرة الأوكرانية هي الأولى في العالم التي تسقط عن طريق الخطأ، وفيما يلي أبرز حوادث إسقاط الطائرات المدنية بصواريخ حول العالم خلال أربعين عاماً:
-في 17 يوليو 2014م: سقطت طائرة بوينغ 777 تابعة للخطوط الماليزية في رحلة بين أمستردام وكوالالمبور وعلى متنها 298 شخصا بينهم 196 هولنديا قرب منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا الذي يشهد نزاعا مسلحا ، دون أن ينجو أحد من التحطم.
وقد توصل المحققون الدوليون في مايو 2018م إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ بوك السوفياتي انطلق من اللواء 53 الروسي للدفاع الجوي في كورسك، في جنوب غرب روسيا.
-في 23 مارس 2007م: سقطت طائرة من نوع إليوشين تابعة للخطوط البيلاروسية بصاروخ بعد إقلاعها فوق العاصمة الصومالية مقديشو التي كانت تشهد حربا أهلية، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا، وكانت الطائرة تقل مهندسين وتقنيين بيلاروسيين توجهوا إلى الصومال لإصلاح طائرة ضربت بصاروخ قبل أسبوعين.
-في 4 أكتوبر 2004م: انفجرت طائرة توبوليف تو 154 تابعة لشركة سيبير الروسية التي تربط بين تل أبيب ونوفوسبيرسك في سبيريا الغربية، في السماء أثناء طيرانها فوق البحر الأسود، على بعد 300 كم عن سواحل شبه جزيرة القرم، وقتل 78 شخصا معظمهم من الإسرائيليين، وبعد أسبوع أعلنت كييف أن الكارثة وقعت جراء إطلاق صاروخ أوكراني عن طريق الخطأ.
-في3 يوليو 1988م: تحطمت طائرة إيرباص أي-300 تابعة للخطوط الجوية الإيرانية، متوجهة من بندر عباس إلى دبي، بعد إقلاعها، إثر إصابتها بصاروخين أطلقا من فرقاطة أميركية في مضيق هرمز وقتل 290 شخصا في الكارثة.
وأكد فريق الفرقاطة “يو أس أس فينسين” أنه اعتقد أن الطائرة كانت مقاتلة إيرانية تحلق لأهداف عدائية، وتلقت إيران من الولايات المتحدة تعويضا بقيمة 101.8 مليون دولار.
-في الأول من سبتمبر 1983م: مقاتلة سوفياتية تسقط طائرة بوينغ 747 كورية جنوبية تابعة للخطوط الجوية الكورية فوق جزيرة سخالين، بعدما انحرفت عن مسارها، وقتل 269 شخصا من ركابها وطاقمها.
ولم تعترف موسكو بمسؤوليتها عن تحطم الطائرة إلا بعد خمسة أيام، وتحت ضغط دولي وإدانة من مجلس الأمن الدولي.
-في21 فبراير 1973م: الطيران الحربي الإسرائيلي يسقط طائرة بوينغ 727 تابعة للخطوط الجوية العربية الليبية، في رحلة بين طرابلس والقاهرة فوق صحراء سيناء، وقتل 108 من بين 112 شخصا كانوا على متنها.

قد يعجبك ايضا