آفة الإرهاب ..!! 

كان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية محقا◌ٍ حينما أكد خلال زيارته التفقدية الأخيرة لمحافظة حضرموت أن ما تهدف إليه عناصر التطرف والإرهاب التابعة لتنظيم القاعدة من وراء أعمالها الإجرامية في أكثر من قطر عربي وإسلامي¡ هو إضعاف هذه الأمة والإساءة لقيمها وعقيدتها وتاريخها الحضاري¡ وتأليب الآخرين عليها¡ ووصم كل أبنائها بتهمة الإرهاب¡ وإشغال العقل العربي والإسلامي بالبحث عن دوافع تلك العناصر الإرهابية والمتطرفة¡ التي اتجهت إلى إفراغ أحقادها الدفينة في شعوب هذه الأمة وبتلك العدوانية المقيتة إلى درجة أن آفة الإرهاب باتت تشكل التحدي الأول الذي يتهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
والأغرب من كل هذا أن تصبح الأقطار العربية والإسلامية ومجتمعاتها هي المستهدف الرئيسي من الإرهاب وعناصره الملطخة أيديها بالدماء¡ فيما هي لا تخجل من ادعاء انتمائها لهذه الأمة ودينها الحنيف. وتبرز موضوعية ما طرحه الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في هذا الصدد وهو يصف تلك العناصر المتطرفة والإرهابية بالجهلة والمتنطعين والضالين والمنحرفين سلوكا◌ٍ وفكرا◌ٍ وفهما◌ٍ¡ وتلك حقيقة تعبر عنها أفعال هذه الفئة الضالة¡ التي ظلت تتربص باليمن وشعبه العربي المسلم منذ وقت مبكر¡ سبق أحداث الـ11 من سبتمبر 2001م¡ حيث عمدت إلى استهداف أفواج السياح والمنشآت الاقتصادية والمصالح الأجنبية في اليمن¡ مدفوعة بالرغبة الدنيئة التي صورت لها أن بإمكانها تحويل اليمن إلى أفغانستان ثانية¡ وإقامة إمارتها الإسلامية في هذا البلد على غرار نموذج طالبان¡ معتقدة أن ذلك سيسهل لها السيطرة على الجزيرة العربية إن لم يكن على المنطقة العربية بأكملها.
وقد ظلت اليمن تدفع ثمن هذا الوهم الكاذب والزائف الذي سيطر على تلك الفئة الضالة والباغية¡ التي تجردت من هويتها وثقافة أمتها والمنهاج القويم للدين الإسلامي الحنيف¡ ولم تعد تربطها بهذه الأمة أية صلة أو وشائج أو انتماء.
وأمام هذا التحدي الإرهابي فإن ما يجب أن يفهمه الجميع أن معركتنا في اليمن مع الإرهاب قد ف◌ْرضت علينا دون أن نختارها¡ وأن هذه المعركة ليست معركة الأجهزة الأمنية وحدها¡ وإنما كافة أبناء المجتمع – أحزابا◌ٍ وأفرادا◌ٍ¡ سلطة ومعارضة. ويحسن◌ْ بنا ونحن نواجه هذا الشر المستطير أن نتحلى بالوعي والإدراك العميق أن المستهدف من الإرهاب هو الوطن أرضا◌ٍ وترابا◌ٍ وبشرا◌ٍ¡ وأن العناصر المتطرفة والإرهابية¡ لا تستثني أحدا◌ٍ¡ فكل من في هذا الوطن هم أعداؤها¡ بل أنها لا تميز بين مواطن وآخر¡ ولا بين حاكم ومحكوم. ومن الحكمة والصواب ألاø نجعل أهواءنا السياسية أو تبايناتنا الحزبية تؤدي بنا إلى الانقسام إلى فريقين في هذه المواجهة.
بل أن من الواقعية أن نعي ونستوعب أن تنظيم القاعدة الإرهابي قد بنى استراتيجيته “الجهادية” على فكرة العنف والتدمير ضد كل مشروع ديمقراطي ينشأ في أي بلد عربي أو إسلامي¡ باعتبار أن مثل هذه المشاريع في نظر أولئك الجهلة والمتطرفين والمتعصبين تتعارض مع الدين.
وإنه لمن المهم في هذه الحالة التي نحن فيها أن نضع أيدينا معا◌ٍ في مجابهة تهديدات الإرهاب وشل حركة عناصره وذلك من خلال التعاون الجاد والصادق مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أية معلومات تفيد في القبض على مثل هذه العناصر الإجرامية¡ وإحباط أية تحركات مشبوهة لها وكشف مراميها الخبيثة وتوعية الشباب وتحصينهم من فكر التطرف وبما يحول دون وقوع أي منهم في حبائل الغواية لتلك العناصر التي تستخدمهم كحطب لأهدافها المدمرة غير عابئة بالمصير الذي يلقونه وهم يفجرون أنفسهم دون هدف أو غاية وإنما لمجرد إشباع نزوات الفئة الضالة بشلالات الدماء والأرواح البريئة.
والأكيد أن خطر الآفة الإرهابية يتطلب من الجميع يقظة عالية وتحركا◌ٍ جماعيا◌ٍ لما من شأنه اجتثاث المنابت التي يتغذى منها الإرهاب وتجفيف منابعه وإغلاق كل المنافذ التي يتسلل منها فكر التطرف والتعصب والغلو. وعلينا أن نثق بأن الإرهاب نبتة شيطانية لا مقر ولا مستقر لها في هذا الوطن الذي ينبذ التطرف والتعصب والغلو ولا يقبل إلا بالعمل الصالح وأهله!!
 

قد يعجبك ايضا