تقنية (الفار) عدالة أم ظلم متعمِّد؟!

 

محمد النظاري

مواكبة التقنيات الحديثة في لعبة كرة القدم مرت بمراحل كثيرة، وكانت الأخطاء أهم من استدعى وجودها، ومن أبرز التقنيات: حكم الفيديو المساعد (الفار) التي جاءت لتصويب أخطاء الحكام.
هناك من يرى في استعمال (الفار) قتلاً لمتعة اللعبة، فيما يراها آخرون طريقة للإنصاف من خطأ الكادر البشري.
بالفعل تم تطبيق التقنية في مختلف بطولات الفيفا- بعض البطولات القارية والمحلية- ولكن يبقى السؤال: هل حلت هذه التقنية الجدل الدائر حول محو الظلم وإنصاف الفريق المظلوم؟.
الفيفا ترى في العملية نجاحا، في حين ينتقد اللاعبون والمدربون استعمالها على فرق دون غيرها!!.
هناك ضوابط لاستعمال (الفار) سواء من خلال شك حكم الساحة من قرار ما، فيطلب الاستعانة بلقطات الفيديو، أو أن الحكام الثلاثة (الجالسين خلف الشاشات في غرفة المراقبة)، هم من يطلبون من الحكم الاستعانة باللقطة المعادة.
حدد القانون حالات يمكن فقط للطرفين العودة من خلالها للفيديو، كركلات الجزاء، والتسلل، وهل اللاعب المستحق للإنذار هو من أنذر وكذلك حالات الطرد التي قد تعطى لغير الشخص المستحق.
إذاً العنصر البشري هو المتحكم بالأمر، بدليل أنه ليس هناك تنبيه يصدر من التقنية نفسها (مثل تقنية تجاوز الكرة خط المرمى)، بل من الحكم ذاته أو الطاقم المتواجد خلف الشاشة، إضافة إلى الحكم يمكنه رفض الذهاب للفيديو.
بذلك يكون العلم بهذه التقنية معلقاً بموافقة الحكم، وتقديره أو تقدير حكم الفيديو المساعد، ولهذا استمرت الاخطاء حتى بوجود هذه التقنية.
إذا.. ما الذي قدمته تقنية الفيديو لكرة القدم؟ وهل سيستمر الفيفا في تطبيقها؟ الأمر عائد كذلك لرئيس الفيفا ومدى قدرته على مواصلة إقناع الاتحادات بجدوى وجودها.
ولكن هل ما زالت كرة القدم لعبة الفقراء؟! بالتأكيد لا.. والدليل أنه يصعب تطبيق هذه التقنية في دول أخرى غير الدول الغنية والبطولات الكبيرة ذات المردود المالي العالي.
وهنا تتسع الهوة بين البلدان الغنية والفقيرة، فتصبح كرة القدم (التكنولوجية) لعبة للأثرياء، فيما يستمر الفقراء في جدلية: هدف صحيح أم لا؟، وتسلل موجود أو غير موجود؟ وتصبح هذه الدول خارج دائرة اللحاق بتقنيات الفيفا.
هذا البون الشاسع لن تستطيع الفيفا تطبيقه، إذ ليس بمقدورها تزويد كل ملاعب العالم بالنظام المشغل للفار.
عندما قال الاتحاد اليمني إنه سيستعين بالفار في المرحلة الأخيرة من الدوري التنشيطي، لم أستوعب ذلك، فلا الملاعب مهيأة ببنيتها التحتية، ولا عشرات الكاميرات متوفرة (يكفي معرفة أن النقل التلفزيوني يتم بكاميرا واحدة في أغلب الاوقات).
جميل جدا السعي للحاق بالآخرين، ولكن ما هي الأسس والإمكانيات والتجهيزات؟! الكلام جدا سهل، ولكن تطبيقه غاية في الصعوبة.
إذا كنا حتى الآن لم نستقر على جاهزية استاد سيئون للعب فيه، ناهيك عن احتوائه على مستلزمات تقنية الفار؟!
حل علينا عام 2020م، فهل سيكون عاما لإصلاح حال المسابقات الداخلية، أم يتم الاكتفاء بدوري مناسبات أو دوري للحارات أو الشركات؟
كل أمنياتنا أن نرى المسابقات الرياضية تعود من جديد في كل ربوع يمننا الحبيب.

قد يعجبك ايضا