شركاء.. لا فرقاء 

بتوقيع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه يوم أمس على المحضر الذي تضمن أسماء ممثليهم في لجنة الإعداد والتهيئة للحوار الوطني يدخل اتفاق 17 يوليو الذي رعاه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حيز التنفيذ¡ سواء في شقه المتعلق بتنفيذ اتفاق فبراير 2009م¡ أو في ما يتصل بمباشرة عملية الحوار الوطني الجاد والمسؤول حول مختلف القضايا التي تهم الوطن.
وفي ذلك دلالة حية على أن طرفي المعادلة السياسية على الساحة الوطنية حريصان بالفعل على السير سويا◌ٍ في ترجمة الأهداف المتوخاة التي حددها اتفاق 17 يوليو¡ انطلاقا◌ٍ من طي صفحة الماضي وردم الهوة التي سادت علاقاتهما في الأشهر الأخيرة وبدء مرحلة جديدة يتكئ فيها الجميع على مفردات التفاهم واحترام الرأي والرأي الآخر ومقارعة الحجة بالحجة¡ في حلقات حوارية تفضي إلى تكريس وتغليب المنطق الرصين والطرح الصائب¡ والرؤى العقلانية والناضجة التي تتقدم فيها مصلحة الوطن العليا على ما دونها من المصالح¡ حزبية كانت أو شخصية¡ باعتبار أن مصلحة الوطن هي في صالح كل اليمنيين.
وما من شك أن إعلان طرفي اتفاق 17 يوليو يوم أمس عن مباشرة الإجراءات العملية بتسميتهما أعضاء اللجنة المشتركة التي ستوكل لها مهمة الإعداد والتهيئة للحوار الوطني قد مثل خطوة هامة استبشر بها كل أبناء اليمن وأشقاؤه وأصدقاؤه الحريصون على أمنه واستقراره ووحدته الوطنية وتجربته الديمقراطية المتميزة¡ خاصة وأن هذه الخطوة قد بددت كل المخاوف والتوجسات التي ظلت تتردد في وسائل الإعلام حيال إمكانية توافق الطرفين على آليات الحوار¡ ليبرهن الجانبان يوم أمس على أن ما ينبغي أن تكرس له الجهود هو خلق حالة من الاصطفاف الوطني في مواجهة التحديات الراهنة التي تجابه الوطن¡ والسير به في طريق الأمن والاستقرار وإنجاز استحقاقاته التنموية والديمقراطية¡ وفي مقدمتها الانتخابات النيابية وإجراؤها في موعدها المحدد المقرر في الـ27 من ابريل 2011م¡ لكونه الاستحقاق الذي تتهيأ فيه كل الفرص للجميع عبر التنافس الديمقراطي والبرامجي على تقديم الأفضل وخدمة الناس وكسب ثقتهم¡ وفي هذا تجسيد حقيقي أن اتفاق 17 يوليو مثل بالفعل انتصارا◌ٍ للوطن وانتصارا◌ٍ للتجربة الديمقراطية اليمنية¡ وانتصارا لمكونات العملية السياسية وانتصارا للحاضر ولمستقبل الأجيال وأحلامها وتطلعاتها المنشودة¡ مما يصح معه القول أن الكل بذلك الاتفاق قد خرج رابحا◌ٍ¡ وإذا كان هناك خاسر فليس سوى أعداء اليمن وأعداء وحدته والحاقدين على ثورته ونظامه الجمهوري ونهجه الديمقراطي. وبكل تأكيد فإن هذه الحالة من الوعي حصيلة طبيعية لتحول يعبر عما وصل إليه شركاء الحياة السياسية من نضج سياسي واستشعار للمسؤولية إزاء الاستهدافات التي يتعرض لها وطنهم مدركين أن عزة الوطن هي أسمى من أي مغنم أو مكسب¡ وأن الإيثار من أجل هذا الوطن واجب وطني وديني وأن الإنسان كبير بوطنه وأن الكبار كبار◌َ بإخلاصهم وعطائهم السخي من أجل وطنهم وإيثارهم لمصالحه على مصالحهم الشخصية.
وفي كل حال فإن من المهم أن يعي ممثلو الطرفين في لجنة الإعداد والتهيئة للحوار الوطني أن جميع أبناء الوطن ي◌ْع◌ِوøل◌ْون عليهم العمل بروح وطنية تؤكد أنهم بالفعل فريق واحد لا فريقين¡ وأن ما يجمعهم هو اليمن وأن انتماءهم لهذا الوطن هو أعظم شأنا◌ٍ من أي انتماء آخر¡ مستوعبين أن كل العظماء في التاريخ لم يكتسبوا هذه الصفة إلاø بتعظيمهم لأوطانهم. ونعتقد أنه قد حان الوقت أن نكون جميعا◌ٍ في هذا الوطن في مستوى تلك المنزلة متسامين على الصغائر ومترفعين عن الأهواء والملذات الدنيوية الزائلة.
لقد كرمنا الله بهذا الوطن الذي وصفه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بيمن الحكمة والإيمان¡ فعلينا أن نعلو بعلو هذه المكانة. وليس هناك من هو أحق وأجدر بالولاء له أولا◌ٍ وثانيا◌ٍ وثالثا◌ٍ وأبدا◌ٍ سوى هذا الوطن¡ الذي لا عزة لنا إلاø بعزته ولا رفعة لنا إلاø برفعته ولا صواب لأي موقف لنا لا يكون في صالحه. فلنكبر بكبر هذا الوطن مستشعرين أن لكل مرحلة شخوصها وشروطها ومسؤولياتها¡ والإنسان حيث يضع نفسه

قد يعجبك ايضا