حقوق الإنسان وحصاد1700يوم من العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
سلطت وزارة حقوق الإنسان الضوء على الخسائر والأضرار التي تسبب فيها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني في تقرير لها بمناسبة مرور 1700يوم من عمر هذا العدوان الغاشم ، حيث أظهر التقرير حجم الإجرام والوحشية التي أفرزها التحالف السلولي الإجرامي الحاقد الذي تجاوز كافة الأعراف والأخلاق والمبادئ والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية ، ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بواقع حقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة التي شملها التقرير، الواقع المرير غير المسبوق والذي تم رصده وتوثيق كل تفاصيله بالصوت والصورة ، الواقع المؤلم والمحزن المعروف والمعلوم لدى الأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها وكافة الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية ، والتي أعلنت تنصلها عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها القانونية والإنسانية ولم تجد بعضها أي حرج في إظهار انحيازها واصطفافها إلى جانب القتلة ضد الضحية ، وذهب بعضها إلى إدانة الضحية وتحميلها مسؤولية ما لحق بها من أضرار وما تكبدته من خسائر .
تقرير وزارة حقوق الإنسان كشف عن إجمالي الضحايا والخسائر خلال 1700يوم من العدوان، حيث بلغ عدد الشهداء والجرحى المدنيين جراء العمليات العسكرية المباشرة لدول العدوان أكثر من 43.345 ، فيما بلغ عدد الضحايا من المدنيين جراء العمليات العسكرية غير المباشرة قرابة 476.197 مدنيا ، وأشار التقرير إلى أن أكثرَ من 9835 مدنياً أُصيبوا جراء الاستهداف المباشر بإعاقات دائمة ومختلفة بينهم 800 طفل ، قرابة 800طفل تعرضوا للإعاقة نتيجة العربدة السعودية ودول التحالف ، وحرموا من أطرافهم نتيجة للهمجية السعودية التي لم ترع حرمة ، الطفولة المذبوحة من قبل التحالف السلولي في اليمن لم تتوقف مآسيها عند هذا الحد ، إذ تحدث التقرير عن الحالات النفسية التي خلفها العدوان طيلة الفترة الماضية في صفوف الأطفال والتي وصلت إلى قرابة 80 ألف طفل وطفلة جميعهم مصابون بحالات نفسية وعصبية متعددة نتيجة خمسة أعوام من القصف والعدوان والاستهداف المباشر لمنازلهم ومساجدهم وطرقاتهم وأسواقهم ، القصف الذي استخدمت فيه القنابل المحرمة دوليا ، والصواريخ الذكية التي تم تجريبها لأول مرة في أطفال ونساء اليمن .
التقرير تطرق إلى التداعيات الكارثية التي خلفها العدوان والحصار على المواطن اليمني وخصوصا في ظل قطعه للمرتبات ، حيث فاقم ذلك الأوضاع المعيشية ، وهو ما أدى إلى تدهور الوضع المعيشي ، مما تسبب في ارتفاعَ نسبة الفقر إلى 85% وارتفاع معدل البطالة إلى أكثر من 65% مع استمرار العدوان والحصار على اليمن ، وأضحى غالبية الشعب اليمني بحاجة ماسة إلى مساعدات (غذاء، صحة، ماء، إيواء وتعليم) ، ونتيجة لإغلاق مطار صنعاء بصورة تعسفية تقطعت السبل بأكثر من 70 ألف شخص عالقين في الخارج ولم يسمح لهم بالعودة إلى بلادهم وأهلهم وذويهم ، في الوقت الذي يعاني فيه قرابة 340 ألف مواطن يمني من مشاكل صحية حال تحالف العدوان دون تمكينهم من السفر للعلاج في الخارج .
وأشار التقرير إلى مأساة أهالي الدريهمي مشيرا إلى أن أكثرَ من 8 آلاف أُسرة داخلَ مديرية الدريهمي المحاصَرة تحتاج للمواد الغذائية والدوائية ، في الوقت الذي يعملون فيه على محاصرة الشعب اليمني بأكمله والتضييق عليه في معيشته بهدف إخضاعه والنيل من صموده وثباته .
بالمختصر المفيد ما تضمنه تقرير وزارة حقوق الإنسان شواهد حية على حجم الصلف والإجرام والوحشية السعودية الإماراتية الأمريكية الإسرائيلية التي مورست وما تزال تمارس في حق اليمن واليمنيين ، لا لشيء سوى أنهم لم يقبلوا بولاية ترامب أمريكا ومهفوف السعودية وغر الإمارات ، ووقفوا ضد مؤامرة الخيانة للقضية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان الصهيوني ، ولكنهم مهما أجرموا وبغوا لن يحصدوا غير الهزيمة والخيبة ولن ينالوا من شعب الإيمان والحكمة ، وستكون اليمن مقبرتهم ، وستكون معركتهم في اليمن شاهدة على عار سيظل يلاحقهم إلى أن ينفخ في الصور ، ويبعث الله الخلائق .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.