رسائل ومؤشرات السيد القائد في خطاب (يمن الإيمان)
عبدالفتاح حيدرة
أن يأتي خطاب السيد القائد اليوم للعلماء والشخصيات الاجتماعية ومسؤولي الدولة في الجامع الكبير بصنعاء ، معززا مفهوم الانتماء الإيماني اليمني، وبعد يوم من لقائه بمبعوث الأمم المتحدة (غريفثت) فإن ذلك يعني أن نستوعب جيدا معنى الخطاب وأن نركز جيدا بخلفيات رسائل الخطاب وتوجيهاته ، وواضحا جدا أن الرسالة التي يريد السيد القائد إرسالها للشعب اليمني ، واضحة وصريحة مفادها أن المجتمع الدولي يسعى للسلام ووقف الحرب، وأن على الشعب اليمني أن يعرف جيدا أن طبيعة الاستهداف القادمة أثناء أي عملية للسلام هي استهداف وعيه وقيمه ومشروعه.
نحن أمام حقيقتان اليوم، الحقيقة الأولى هي أن السيد وضعنا أمام مرحلة جديدة، استطيع تسميتها (مرحلة تولي المؤمنين والصادقين)، والحقيقة الثانية هي انه لم يعدنا ويصدق بوعده معنا كشعب يمني أيّ نظام أو قائد أو رئيس أو سياسي سابق ، أن اليمن سوف تصبح بحجم الدنيا بل أكبر منها ، كما تفعل فينا خطابات وكلمات ومحاضرات وعي وقيم ومشروع السيد القائد ، إننا نندهش كل يوم وكل شهر وكل سنة من توسع وتضخم هذا الحجم اليمني في وعينا وقيمنا ومشروعنا كمواطنين يمنيين، وطبيعة مصارحتنا وإعلامنا بمهامنا ومسئولياتنا لنكون شركاء هذا النصر اليمني العظيم..خطاب السيد القائد يوضح أن مؤشرات المرحلة القادمة مرتكزة على وعي وقيم شعبنا، وتتحمل النخب السياسية والإعلامية والعلمائية والاجتماعية والكتاب مسؤولية نشر الوعي والتمسك بالقيم ، فالحياة السياسية خلال الفترة القادمة سوف تكون مليئة بالعدائية – بعضها علني وبعضها سري – والنزاع فيها أمر حتمي ، وصراعات القيم والأخلاق ضرورة إثبات وجود أو بقاء ، ولا احد يحظى أبدا بالسلام الشامل ، وبدلا من تصور انه يمكن تجنب صراع كسر الإرادات بالذات ، يمكن تقبلها مع الإدراك أن طريقة التعامل معها هو ما سيحدد نجاحنا من فشلنا في كل الأمور لبناء مستقبل الدولة اليمنية والشعب اليمني ..لنسأل أنفسنا (ما الفائدة من ربط السيد القائد مرحلة مساعي السلام الدولية بالهوية الإيمانية اليمنية وأخلاقها وعاداتها وتقاليدها ومواقفها الإيمانية بالله والمتوكلة عليه ..؟!!) ، لأن طبيعة الصراع القادم هو سعي العدو لنجاح مساعيه في دفع الناس هنا وهناك الهوية اليمنية ، يعني يخلق ضدها على المدى البعيد أعداء صامتين مننا وفينا ، سوف يدمروننا لاحقا ، من خلال الحرب الناعمة ومسخ الهوية الإيمانية اليمنية، وهذا الأمر لا يمكن مواجهته إلا بتفعيل ثلاثة أسس في تفكيرنا الاستراتيجي هي (الوعي – الأخلاق – المشروع) ومن خلال هذه الأسس الثلاثة نستطيع ان نسيطر على رغباتنا أثناء مقاتلة الأعداء والخصوم مباشرة ، ونحن من نحدد ونتحكم بنهايات أو بدايات كل الصراعات.. خلاصة خطاب السيد القائد اليوم هو أن توجيه الحديث للعلماء والشخصيات الاجتماعية يعني أن التأثير في المجتمع هو العلم الحقيقي والمشيخة الحقيقية، وخاصة ونحن قادمون على الدخول في عالم مساعي السلام العالمي، والبعد السياسي هنا، أي بعد إيقاف الحروب العسكرية ، يعني ان الهدف الذي يريد العدو تعويض هزيمته العسكريه والميدانية وتحقيق انتصاره فيه هو خاصرة المجتمع اليمني في استهداف قيمه وأخلاقه وعاداته وتقاليده، وهويته الايمانيه اليمنية ، التي هي خاصرة القوة فيه .
إن الأهداف النهائية اليوم لانتماء المسؤولية بالإيمان هي انتصار تحالف (الوعي والأخلاق والمشروع) التي ضحى من اجلها اليمنيون خمسة أعوام ، وبها نستطيع أن نحتل خاصرة خصوم وأعداء اليمن ، وننزع سلاحهم، وهذا يوجب علينا أن نخمد حس القتال والصراع الداخلي، ونركز على مواجهة صراعات كسر الإرادات والمصالح العالمية ، لآن الإيمان اليمني والحكمة اليمانية وعادات وتقاليد اليمنيين تلغي كافة النزاعات والصراعات الداخلية، وتتفرغ دوما لمواجهة العدو الخارجي.
علينا أن نتحمل المسؤولية اليوم كنخب سياسيه وكتاب وصحفيين ومفكرين، وتقديم الرؤى والأفكار لمواجهة الحروب الناعمة وحروب استهداف الإيمان اليمني وعادات وتقاليد اليمن، وإذا لم نعمل ونجد ونجتهد في هذا الأمر سوف نجد بلادنا وشعبنا ومجتمعاتنا وقبائلنا يمرون في قادم الأيام ، بأمور فاضحة وصاعقة ومؤلمة وتصيب الناس بالجنون والهذيان ، إننا نواجه أعظم نزاعات وصراعات وأكبر بكثير مما واجهت كل شعوب وأمم البشرية على مدى التاريخ البشري..
وعلينا أن نتحمل المسؤولية كما تحملها رجال الله في الميدان العسكري، فدائما في الحروب يضع القادة العسكريون الدبابيس أو السهام على خرائط المعارك والمواجهات، وإذا كنا مضطرين لوضع خارطة لمعارك وصراعات ونزاعات وحروب مساعي السلام والحياة السياسية اليمنية اليومية التي تواجهه بلدنا وقيادتنا ومجتمعنا اليمني ، فسوف نضع مليارات الدبابيس ونضع ملايين السهام التي تعبر عن ازدحام دائم في حركات دسائس ومناورات مكائد هذه المعارك ودسائس تلك النزاعات ..