عن المبادرة والرد المشروع على جرائم العدوان

 

العلامة/سهل إبراهيم بن عقيل
إن الدماء التي سالت من أجساد عشرات الآلاف من الشهداء وأضعاف ذلك من عشرات الآلاف من الجرحى، ومن طهروا تحت أنقاض بيوتهم وأحرقت مزارعهم، بل وصلتهم النار التي أحرقت مزارعهم ومصانعهم ومدارسهم ومستشفياتهم وطرقاتهم وو… إلى ما لا يحصى من الجرائم في حق الشعب اليمني، الذي دمرت قوات العدوان كل بنيته التحتية وشردتهم في الوديان والشعاب هم وحيواناتهم، واصبحوا لا يملكون شيئاً حتى القوت الضروري ونشرت المجاعة والأمراض الفتاكة من قصف الطيران وغيره باستعمال القنابل المحرمة دولياً وإنسانياً وغير ذلك من الجرائم العظيمة في حق هذا الشعب المظلوم من استئجار الجيوش والمنظمات التخريبية من جميع انحاء العالم مع جرائم الهيكلة وغيرها، والبدء في نشر الفتن الطائفية والمذهبية وغير ذلك من الحصار المفروض طيلة ما يقارب الخمس سنوات هو في حد ذاته رد على أي مبادرة تأتي من الأعداء مهما كانت إلا بالخضوع للشروط التي يميلها المسؤولون عن هذه الأمة ومقدراتها وهي أولاً في فك الحصار التام عن الموانئ والمطارات والمنافذ البرية وغيرها وعودة البنك اليمني وودائعه إلى صنعاء عاصمة الشعب اليمني وثورته الشعبية ورفض أي إملاءات مهما كانت من قبل أي طرف ثم من بعد ذلك تبدأ المفاوضات بين جميع الأطراف المعتدية وبين رجال الثورة الشعبية المباركة.
وبدون ذلك سترفض كل مبادرة مهما كان الثمن لأنه لم يبق لنا نحن الشعب اليمني شيئاً نخسره غير جثث أبنائنا في الشعاب والجبال فهم هذا من فهم وجهله من جهل.
نحن الجبال الشامخة لن نخضع إلا لرب العالمين والله ناصرنا وحسبنا الله ونعم الوكيل والله أكبر والموت لأعداء الإنسانية.
نداء لكل الحشاشين في العالم وأصحاب الخمر الحلال
ما كنا نحبُ أن نتطرق إلى هكذا موضوع ولكن للضرورة أحكام “وعند الضرورات تباح المحظورات” وهكذا قال العلماء في القانون والشرع وما علينا إن طرقنا هذا الموضوع لنقدمه هدية من قلوب مكلومة تقطر دماً مما أصابها وأصاب العالم العربي والإسلامي بل وجميع من على الكرة الأرضية من بلاء وتآمرات خبيثة شملت الجنس البشري على أيدي أولئك الذين لا يُعرفون إلا بعناوين “يا قذى العيون ويا مغص البطون ويا جيل الحشيشة والخمرة والأفيون” وهنا تم التعريف اللازم لأصحاب “الاستخراء” الحقيقي ويقف القلم عن التعريف “فأبو زيد معروف بشملته” كما يقول المثل العربي وسواء تمت المفاوضات على خير أم..، وهنا نقول بفصيح العبارة ما قاله الشاعر العربي: “ومُكلّف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار”.
ويقول المتنبي رضي الله تعالى عنه:
لقد أسمعت إذ ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
ونار لو نفخت بها أضاءت
ولكن ضاع نفخك في الرماد
ومن لا يعجبه المظفر كما في المثل اليمني يعجبه غيره “الذي لا يكتب لفظُه” فالبدار البدار إلى الطائرات المسيرة والصواريخ وعمليات الرجال الرجال فهي الدواء الناجع والنافع كما قال الشاعر المتنبي:
ووضعُ الندى في موضع السيف بالعُلا
مُضر كوضع السيف في موضع الندى
“فمن لا يعرف بالجميل يعرف بالصميل” ولسنا مستعدين أن نتنازل عن قطرة دم أو حتى عن ريش دجاجة.
هذه رسالة إلى من يجلس على الكرسي لتمثيل الطرفين “المعتدي والمعتدى عليه”.

مفتى محافظة تعز

قد يعجبك ايضا