من وحي المشهد الوطني الراهن

 

صخر عبدالله الكبسي

أبسط قراءة للمشهد الوطني الراهن توصل أي متابع وراصد له إلى حقيقة مؤكدة هي أن الجمهورية اليمنية أضحت قوة إقليمية صاعدة وإضافة قوية لمحور المقاومة والممانعة.. فعلى ضوء المعطيات الأخيرة المتمثلة في الانتصارات المتتالية التي حققتها القوات المسلحة واللجان الشعبية في مواجهة أخطر وأشرس عدوان واجهته اليمن على مدى تاريخها الحديث والمعاصر وكذلك القدرات العسكرية والتصنيعية التي تمتلكها اليوم بلادنا تؤكد مكانتها كقوة إقليمية.. هذه الحقيقة لم تعد اليوم بحاجة للتأكيد ،فحقائق الواقع ومراحل الخمسة أعوام التي خاضها اليمن بانتصار واقتدار عاليين سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأمنياً يقر به العدو قبل الصديق حتى قوى العدوان ومن خلفها من مشغليها تعي في أعماقها وفي دهاليز أجهزتها الاستخباراتية والمعلوماتية هذه الحقيقة التي باتت ظاهرة للعلن في ما تبديه من بكاء ونواح إزاء الضربات والتقدمات التي تحرزها القوات اليمنية..
فما آل إليه حال تحالف العدوان اليوم وبعد خمسة أعوام خير دليل وبرهان لكل ذي بصر وبصيرة..
إن من تابع وسمع كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والتي ألقاها في الحشود المليونية التي أذهلت العالم بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أزكى الصلاة والتسليم سيجد جملة من الرسائل التي حرص السيد قائد الثورة على إبلاغها للمجتمع الدولي بأن اليمن اليوم لم تعد تلك الدولة الضعيفة الرهينة أو ذلك البلد المنسي الذي كان في هامش التاريخ، بل أضحت اليوم في مرتكز محور صناعة أحداث التاريخ راهنا ومستقبلاً وعاملاً رئيساً مؤثراً في مواقفه السياسية إزاء الأحداث الإقليمية والدولية سلباً وإيجاباً..
على العالم اليوم أن يغير من نظرته ورؤيته السابقة لليمن وللشعب والتي كانت عادة ما تتسم بالدونية والاستضعاف، فاليمن اليوم ،بفضل الله قد اختط وشق طريقه بالمنهج القرآني والنور المحمدي وفي ظل قيادة حكيمة ،مجسداً لهويته الإيمانية ومنطلقاً لتحقيق كامل سيادته واستقلاله مندفعاً نحو الاهتمام بالقضايا المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الإسرائيلي الذي ليس ببعيد عن المشاركة في العدوان على اليمن ،حيث تجلى ضلوعه الأكبر في العدوان على اليمن منذ يومه الأول ومن خلال ما نشرته وسائل إعلامه والمتابعة المستمرة لمجريات الأحداث طيلة الفترة الماضية، وما تبديه من تخوف وقلق إزاء التطورات والإنجازات التي يحرزها الجيش اليمني واللجان الشعبية، كما أن ما ورد على لسان مسؤولين صهاينة من تصريحات عبروا من خلالها عن حالة استياء إزاء المستجدات الميدانية لا يخرج عن منطق المعني بإدارة المعركة.
حيث لا تغيب عن الأذهان الأطماع الإسرائيلية القديمة الجديدة في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، فمن ضربة شعب الجن الشهيرة في باب المندب، مروراً بضرب العديد من البوارج العسكرية المعادية في سواحلنا والتي سقط على إثرها العديد من الخبراء الإسرائيليين، وصولاً إلى معركة الحديدة، وبالتالي من خلال المعطيات السابقة يتضح جلياً جدية ومصداقية ما حذر منه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأن عواقب أي اعتداء إسرائيلي مباشر ستكون وخيمة في عمق الكيان الصهيوني وسيواجه رداً لم يسبق له أن تلقى مثله منذ تأسيسه وحتى اليوم.

قد يعجبك ايضا