الإرهاب عدو الجميع!! 

مثلما هو مطلوب من الأجهزة الأمنية مواصلة جهودها في ملاحقة العناصر الإرهابية والمتطرفة وضرب أوكارها أينما كانت وفي أي جحر اختبأت لتخليص الوطن من شرور الإرهاب وأعماله الدنيئة التي تستهدف أمننا واقتصادنا الوطني واستقرار المجتمع وثوابتنا الوطنية والدينية ونسيجنا الاجتماعي وقيمنا الحضارية والإنسانية النبيلة فإن المجتمع معني هو الآخر بكافة شرائحه السياسية والحزبية ومنظماته واتحاداته وجمعياته ومكوناته المدنية والاجتماعية والجماهيرية بالاضطلاع بدوره في مواجهة هذه الآفة الخبيثة والمدمرة باعتبار أن مهمة كهذه تندرج في إطار الدفاع عن النفس والدفاع عن الوطن والدفاع عن العقيدة والدفاع عن الحق في الحياة والدفاع عن كل ما يتصل بتطلعاتنا في العيش الآمن والمستقر.
ومن غير الجائز لأحد أن يتنصل عن مسؤوليته في هذا الجانب تحت أي مبرر أو مسمى أو شعار لإدراكنا جميعا أن المستهدف من الإرهاب ليس طرفا بعينه بل أن المستهدف هو الوطن والمجتمع معاٍ وقد أثبتت كل الوقائع والأحداث أن الإرهابيين لا يميزون في جرائمهم بين مواطن وآخر ولا بين شيخ وطفل وبين عابر طريق بقدميه وبين راكب سيارة وبين سفارة ومدرسة وبين مرفق عام وآخر خاص وبين من يؤدون شعار الصلاة في مسجد ومن يكدون في مصنع أو معمل أو مرفق للإنتاج أو منشأة خدمية من أجل تأمين لقمة العيش لهم ولأسرهم.
فمن يركبون موجة الإرهاب والتطرف ويسوقون الأطفال بعد غسل أدمغتهم إلى حتفهم بتفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة ليعيدونهم إلى أمهاتهم وآبائهم أشلاء ممزقة وقطعاٍ متناثرة لا يمكن أن يكونوا مسلمين أو على ملة الإسلام حتى وإن ادعوا انتماءهم لهذا الدين.
كما أن من يتربصون بهذا الوطن وأبنائه الذين حمل أباؤهم وأجدادهم راية الإسلام إلى أصقاع المعمورة وناصروا دين الله ورسالة النبي الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم واستحقوا شهادته ووصفه إياهم بـ(أرق قلوبا وألين أفئدة) يستحيل عليهم أن تكون لهم عقول يفقهون بها أو قلوب تحمل ذرة من إنسانية أو اذان يسمعون بها النصح وكلام الله الذي يحرم قتل النفس البريئة أو يكون لهم فكر يرشدهم إلى جادة الحق والصواب بعد أن أطبقت عليهم الجهالة وأعمت أبصارهم وبصائرهم ليصبحوا أشد خطراٍ على أوطانهم وأشد خطراٍ على مجتمعاتهم وأشد خطراٍ على الدين والعقيدة الإسلامية وأشد خطراٍ على كياناتهم الأسرية فأينما حلوا حل البلاء والكوارث والخراب والدمار وأسوأ مثال ما نشاهده اليوم في أفعانستان أو في الصومال أو في غيرهما من البلدان التي تعاني من آفة الإرهاب التي صارت تمثل شراٍ مستطيراٍ يستهدف مختلف المجتمعات على الإطلاق بعد أن تحولت هذه الآفة إلى ظاهرة عالمية لا دين لها ولا ملة ولا جنسية ولا وطن.
وإزاء كل ذلك فإن من يتستر على إرهابي أو متطرف إنما هو بذلك يلبس ثوب الجاهلية ويصبح شريكا في الجرم والجريمة كما أن من ينجر تحت العصبية القبلية أو العشائرية أو المناطقية إلى موالاة الإرهابيين واتاحة الفرصة لهم للتخفي داخل قريته أو منطقته أو محافظته يعتبر واحداٍ منهم ويتحمل اثمهم وما يلحقونه من أضرار بحق وطنهم ومجتمعهم بل أنه بذلك يكون قد تحلل من واجبات المواطنة وتعاليم دينه التي تصف الساكت عن الحق بالشيطان الأخرس..
 وليس هذا وحسب إذ أن من يجعل من نفسه غطاء للإرهابيين هو أفظع جرما لكون ما يقوم به لا يقدم عليه سوى الجاهل جهلاٍ مركباٍ ومن تستشري في داخله هذه العلة يصعب عليه إدراك موضع جهله ولا عاقبة فعله وهو ما ينطبق عليه قول الشاعر: جهلت ولم تدر بأنك جاهل فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري فالفارق بين الإرهابي والمتستر عليه أن الأول ومهما حاول التخفي في الجحور والمناطق النائية فإنه في الأخير لا بد وأن تطاله يد العدالة لكون الإرهابيين معروفين وحركتهم مرصودة فيما من يقوم بالتستر على الإرهابيين وإخفائهم وتوفير المناخ لحركتهم بعيداٍ عن الأعين هو كالمرض العضال الذي يصعب تشخيصه ومعالجته لكونه يبدي من الأعراض وتماهيه مع الإرهاب والإرهابيين يأتي من موضع الشبهات كما هو حال الشياطين الذين ينفذون من هذه المواضع ابتغاء الفتنة وإغواء ضعفاء النفوس ودفعهم إلى منزلقات خطيرة تلحق الضرر بهم وبوطنهم ومجتمعهم.
ومن الحكمة أن يستوعب الجميع أن الإرهاب هو عدونا جميعاٍ وعلينا مواجهته جميعاٍ والتصدي لعناصره وقطع دابرهم وتخليص الوطن من شرورهم وأفعالهم المنكرة وصولاٍ إلى اجتثاث هذه الآفة من جذورها. فاليمن بلد الإيمان والسلام ولا مكان فيه للضالين والمضلين الذين انحرفوا عن دين الله وانساقوا وراء أهوائهم ليضارعوا بأفعالهم شياطين الجن الذين يوحون لهم ديناٍ غير دينهم وشرعاٍ غير شريعة الله وملة ما أنزل الله بها من سلطان.
قال تعالى (يِعدْهْمú وِيْمِنيهمú وِمِا يِعدْهْمْ الشِيúطِانْ إلِا غْرْورٍا) صدق الله العظيم.

قد يعجبك ايضا