يمن الإيمان.. الوفاء المستمر لرسول الله
جمال أبو مكية
مرت بنا ذكرى المولد النبوي الشريف، ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله ذكرى مولد النور مولد الهدى مولد الرحمة للعالمين، نحن في الشعب اليمني نعمل على إحياء هذه الذكرى وهذه المناسبة العظيمة كل عام لنتعلم من مدرسة محمد ونعرف من هو محمد وماذا يعني لنا محمد وما هي رسالة محمد وما الذي عمله وقدمه طيلة حياته صلوات ربي وسلامه عليه وآله، لا يكفي أن نعرف نسبه وتاريخ ميلاده ومن هي مرضعته وانتهى، لا يكفي أن نعرف أنه ولد صلى الله عليه وآله في الثاني عشر من ربيع الأول وأنه ولد يتيما وأن حليمة السعدية هي من أرضعته وانتهى الأمر، يجب أن نستلهم من هذه المناسبة العبر والدروس في جميع أمورنا وخاصة في ظل ما نعانيه اليوم من عدوان غاشم وغير مبرر على شعبنا اليمني العظيم، فعندما يقول الرسول صلى الله عليه وآله (بعثت بين جاهليتين أخراهما أشدّ من أولاهما)، نتعلم كيف واجه رسول الله محمد تلك الجاهلية؟، رسول الله صلى الله عليه وآله لم يجلس ولم يجمد أمام تلك الجاهلية، بل تحرك في مواجهة الطغاة والكفار، تحرك وحرك المؤمنين وكانت له صولات وجولات في مختلف الغزوات، قاتل حتى كاد أن يقتل في غزوة أحد وتكسرت ثناياه وشق فوه وواجه بكل قوة تلك الجاهلية التي نحن اليوم نعيش ونواجه جاهلية اشد من تلك الجاهلية …
اليوم نحن أمام جاهلية تعرف الله وتعرف رسوله محمد لكنها تعمل على قتل أبناء الإسلام وهي تدعي أنها تنتمي إلى الإسلام، نتعلم من هذه الذكرى العظيمة كيف نواجه هذه الجاهلية الأشد فتكا بالإسلام والمسلمين، نتعلم من محمد عندما فاوضه وجهاء وكبار قريش وقالوا له إن أردت ما لا ملكناك وأن أردت جاها أعطيناك، ما الذي قاله لهم وبما أجابهم؟ قال صلوات الله عليه وآله (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه)، كان رحيما بالمؤمنين وكان شديدا على الكفار ولن نستطيع أن نتعرف أكثر على هذه الشخصية العظيمة إلا من خلال القرآن الكريم الذي يعد أهم مصدر لمعرفة الرسول صلى الله عليه وآله (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)هكذا وصفه القرآن الكريم …
اليوم وأمام هذه المرحلة التي يسعى أعداؤنا اليهود من الأمريكيين والإسرائيليين لأن يبعدونا عن منابع عزنا ومجدنا، فنحن أحوج ما نكون اليوم إلى العودة الصادقة إلى الرسول ورسالته وفي وقت أصبحت الأنظمة العربية تحتفي بقادة النظام الصهيوني وتستقبلهم بكل حفاوة وبلا خجل، تفرش لهم السجاد الأحمر وتجند وسائلها الإعلامية والدينية وكل ما تمتلك للتبرير لمثل هذه الخيانة وتنفق الملايين على احتفالات لمناسبات تضرب الأمة في ثقافتها وذكائها وفي الوقت نفسه تمنع وتهاجم وتكفِّر من يحتفي بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله، لكننا في الشعب اليمني نقول لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله: ها هم اليوم من وصفتهم بالإيمان والحكمة يعملون على إحياء ذكرى مولدك رغم كل التحديات وسيهتفون كعادتهم من كل عام “لبيك يا رسول الله “وهم في متارسهم وطائرات العدوان تحلق فوق رؤوسهم، كما نقول لرسول الله محمد: يا رسول الله لقد حاربونا كما حاربوك وقاتلونا كما قاتلوك واستهدفونا كما استهدفوك وسنخرج من هذه الكارثة منتصرين كما خرجت منتصرا إن شاء الله.