نصفه ناشئ والآخر شباب..اكتمل القمر

 

محمد أمين شائع

بدأها أحمرنا الصغير وخطف التأهل وجاء دور الشباب فأكدوا الجدارة ورسَّخوا القناعة بأن اليمني ما أروعه وعند الشدائد ما أمتعه وخطفوا بطاقة العبور، والعامل المشترك بين ناشئينا والشباب أرض قطر وحناجر جمهور يماني عاشق لأرضه، مفاخر بحضارته مهما تكالبت عليه الظروف.
النفيعي بناشئيه رسم البسمة.. والسنيني بشبابه أكد الفرحة.
ولأنها ليالي من ألف ليلة وليلة كان لزاما على القمر أن يكتمل بأشعته الحمراء المنبثقة من روح التحدي وعنفوان الكبرياء وعزيمة الرجال في الحل والترحال، في الداخل والخارج اليمني.
والحين أيش نقول؟.. إلى هنا ويكفي التأهل؟!
بالطبع لا -ومليون لا- فالقادم يستوجب الكثير والكثير لتقديمه لناشئينا والشباب والمسؤولية مضاعفة على عاتق اتحاد كرة القدم الذي يحسب له استمرارية المشاركات الخارجية رغم خلافنا معه حول سياسات كثيرة يدار بها اتحاده لست الآن بصدد التطرق إليها.. فالواجب عليه وعلى مجلس إدارته حاليا الاستفادة من تجارب سابقة خضناها وبعدها لم نعرف أين ذهب نجومنا جراء إهمالنا لهم؟!
كم أنت رائع يا جمهورنا الكبير بفرحك داخليا ورقصك خارجيا على أنشودة “حيوا اليماني حيوه”.. وتناسيك يا جمهورنا الغالي كل جراحاتك جراء واقعك التعيس الذي تعيش مرارته وتتذوق علقمه يوميا بخزعبلات ساساته وتفاهات سياساته..
ولأن صناعة المستحيل أصبحت ماركة مسجلة بأقدام يمنية خالصة بجيناتها ومخلصة بتفانيها وعزيمتها فسجِّل يا تاريخ واكتب يا قلم فالحرب لا تشغل بالي طالما وهناك ناشئون وشباب أكسبونا الرفعة في زمن الانكسار وسطَّروا الإبداع المرتبط بالإمتاع رغم المعاناة، فهنيئا لنا ولليمن مثل هؤلاء الناشئين والشباب..
لهم منا التحية لجمعهم لنا على قلب رجل واحد وطن واحد وراية واحدة.. ولهم منا باقات التقدير المرفقة بالانحناء تعظيما لأنهم انسونا “هذا شمالي وذاك جنوبي”.. وبفرحتنا تلاشت كل الفوارق من صنعاء إلى مارب إلى المهرة، ومن حضرموت إلى صعدة .. وتغنت عدن وهللت تعز وزغردت أبين وتبسمت الحديدة وعانقت إب وبقية المحافظات عنان السماء..
ولهم منا السلام في زمن الحرب التي صنعناها بأيدينا فلم تبق ولم تذر..فجاء من تحت ركامها ناشئون وشباب بمثابة البلسم وضعوا لنا مكانة نستحقها بجدارة في خارطة الكرة الآسيوية رغم أنوف الحاقدين.. وإلى الملتقى مع أفراح تتجدد وتنسينا تعب الغربة وعناء الفراق.

قد يعجبك ايضا