تجليات الرسالة ودروب القوة والإعزاز

 

سعاد الشامي
تمتاز رسالة الإسلام بسمو غاياتها الإنسانية وعلو مراميها الروحانية ، وتشتمل على مبادئ جوهرية تهذب النفوس وتجمل الأخلاق وتهدىء العقول الضآلة وترفع الحجب التي تتراكم على البصائر ؛ فينبلج نور الحق ساطعا ويتوارى غلس الضلال مدبرا ، وينساق البشر مساق القوة والإعزاز التي يمنحها الله لمن حمل هذه الرسالة وتقلد أمورها واستشعر قداستها وتيقن بحكمة الله في تدابير شؤون هذه الحياة .
الإسلام أعظم رسالة عالمية وأقوى دين للبشرية والرسول محمد صلوات ربي عليه وآله كان الشخصية التي كان فيها من الصفات والمزايا ما جعلها النموذج الإنساني الكامل والراقي والأسوة الحسنة لكل الناس ، والرسالة والرسول هما ركنا قوة الله في الأرض ولا يمكن أطلاقا أن يكون الإنسان قويا ومستنيرا إلا إذا تمسك بهما واستنار بنورهما.
ما كان محمد صلوات ربي عليه وآله ضعيفا ولا جبانا ولا ذليلا ولا منكسرا بل عاش قويا شامخا مجاهدا ، فلم تزعزعه المؤامرات والتحديات ولم تزلزله الحوداث والنكبات ولم تثنيه المحاولات والإغراءات وهو القائل منذ الوهلة الأولى في مشوار التحدي بينه وبين كفار قريش ” والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه ” ؛ إن عدالة القضية الإنسانية التي حملها النبي محمد صل الله عليه وآله ومشروعية النهج الرسالي في إرساء دعائم الحق والقسط الإلهي جعلت من القوة المنبثقة من رحم التضحيات أهم قاعدة ينبغي الاعتماد عليها في مواجهة قوى الظلم والجبروت في كل زمان ومكان .
الآن وجهوا عقولكم صوب التفكير وأسالوها لماذا أصبحت العزة و القوة اليوم أبرز عناوين الشعب اليمني ؟!
ثم أعطوا لأنظاركم حق التطلع إلى تلك السيول البشرية التي غمرت الساحات في ذكرى مولد سيد البشرية وأسالوها لماذا لم ترهب الصواريخ هؤلاء اليمانيون وتجتث جذورهم الإيمانية وتنكس راياتهم الخضراء وتنزع من قلوبهم حب محمد ؟!
وتأملوا طويلا في منطق القوة وسلاسة الحق ورسائل التهديد الموجهه إلى صهاينة الروح “السعوديين ” وصهاينة الدم “إسرائيل” والتي برزت في خطاب علم الهدى وقائد الثورة الذي شرف الله قدره وعظم جاهه وأنار في قلبه مصابيح الحكمة وفسح أمامه مسالك العزة والكرامة وأسالوا ذواتكم ما سر تلك اللهجة الحادة والثقة الشديدة بسوء العاقبة لمن أراد أذية الشعب اليمني ؟!
ودعوني أخبركم بأنها النفوس اليمانية التي اشرأبت عزة الله واستنارت بنور الهداية ، وما معالم العزة وطقوس القوة البارزة في الساحة اليمنية إلا وليدة القوة العظمى والمعجزة الكبرى التي جاء بها محمد صلوات ربي عليه وآله ليتنشل البشر من مستنقعات الذل والهوان والجمود ويرفعهم بجهادهم وصبرهم مكانا عليا.

قد يعجبك ايضا