بذكرى رسول الله فلنحتفل
محمد أحمد المؤيد
لست بصدد سرد مآثر ومناقب وسيرة سيد الأنبياء والمرسلين عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم , كون مثل هذا الحديث يتطلب إفراد صفحات عديدة كي نجمل حقيقة الشخصية المحمدية التي تليق بمكانته العظيمة في هذه الحياة , خاصة في زمننا هذا الغريب والبعيد كل البعد عن استيعاب شخصية كشخص رسول الله محمد (ص) وفهم مقتضى رسالته في أرض الله وملكوته للثقلين , حتى ولو بشيء من الأنصاف فيما هو أهل له ف(صلوات الله عليه وآله) , فمن يكتب عن رسول الله يجب أن يستقي معلوماته من مراجع صحيحة مجمع عليها كل الأئمة والرواة المشهود لهم بالمصداقية والنزاهة المطلقة , وكذا عليه أن يفهم الغاية الأساسية من كل حركة أو سكنة أو قول أو لفظ أو فعل حدث من رسول الله (ص) خلال مسيرة حياته , وما مضمون رسالته إجمالاً , لأن هذا الزمان أثبت أن غالبية المسلمين للأسف هم فقط يتشدقون بحب رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله ويتحججون به حين تتناسب مصالحهم مع مقتضى ما جاء به وحث عليه وعلم أهل بيته وأصحابه بالعمل به , وغير ذلك فهم يجعلون في أمرهم نظر , بل وإن أمكنهم التملص أو العدول أو حتى الهروب من أمر أو نهي أتى به رسول الله عندها لا يتوانون في الأخذ بذلك ويعدون الحجج والأدلة الكافية كي يطلقوا العنان للجدال والمناكفة البينية المملة , حتى أنه يصل أحيانا ًإلى جدال بين أعضاء مجالس الشعب لكثير من الدول العربية والإسلامية في هكذا مواضيع وتقر وتسن القوانين والمواثيق للدول على ضوء تلك المجادلات المستفيضة التي تفتقد لأي إتيان واستحضار أو استعانة بعالم دين وفقه موثوق به ولو من باب التحري , وإلا لماذا نرى خللاً حقيقياً في كل قطر عربي يشكو شعوبهم من وضع غير متناسب مع مقتضى حياتهم ودينهم , فترى دولاً يوجد في متناول المواطن الخمر ولحم الخنزير وكذا التعامل مع الكيان الصهيوني الغاصب كحليف ويدعون أنهم مجتمع مسلم وغيورين على دينهم , وهناك الكثير من التناقضات الواقعية ولايسمح لنا المجال لذكرها….كالدعارة « نعوذ بالله من هكذا نهج « والترويج لأفكار هدامة ومميعة وغير صالحة للاستخدام الإسلامي , كل هذا وذاك جعل من زمنا هذا غاية في الحساسية من أمور دينهم ودنياهم , بل وجعل من أحدنا يحسب ألف حساب قبل أن يتفوه بكلمة قد تعجب طائفة وتغضب أخرى وهكذا , رغم أن قول الحق يقال رضي من رضي وغضب من غضب وهذا ما أرغمني على الحديث عن ذكرى مولد النبي عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
نحن اليوم نحتفل بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام , ويبدو على غالبية الناس في الشارع اليمني كثير من الحماس مع هذه المناسبة , وهذا شيء طيب , غير أن هناك بالمقابل الكثير من الأصوات النشاز , فمنهم من يعمل على خلق جو من الجدال والتأويل غير المبرر له , خاصة في موضوع كذكرى المولد , الأمر الذي مهما كان غرضه وتدليله وتأويله ورؤيته إلا أن موضوع كهذا لا يستحق كل هذه الاعتراضات والتشنجات والتحري الزائد عن حده والتحريضات حتى على اللون الأخضر وما السبب من وراء التزيين به في كثير من الشوارع والمحلات والمباني والأحياء , لأنه بالمختصر المفيد إن كنت من المعترضين فلا تكن من البخيلين وصل على رسول الله وآله , فهذا بنظري لن يضرك مثلما أنه ينفعك , فالاحتفال بالمناسبة يضايقك الزم بيتك وصل على رسول الله وآله , اللون يثير حفيظتك أنظر إليه وصل على رسول الله , سمعت الراديو أو المذياع أو ندوة في مسجد فبادر إلى الصلاة على رسول الله وآله , رأيت وتحدثت مع أي كائن كان وذكر موضوع كهذا فصل على رسول الله وآله , فصلاة على رسول الله وآله وصحبه تجمعنا كل المسلمين وحب رسول الله وآله يجمعنا ولا يفرقنا.
..ولله عاقبة الأمور..
في شارع تعز أمام مركز العزاني أغلقت الفتحة أمامه لمن أرد تغيير أتجاه المسير في نفس الشارع بحيث طبقت المثل القائل : “كحلها زاد أعماها”.. افتحوها كما كانت أفضل من الزحام الخانق بإغلاقها.