من قبلُ ومن بعدُ .. خذله الجميع ونصره أهل اليمن
جميل أنعم العبسي
في عام الفيل وُلد سيد الخلق محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وبعد حادثة الفيل أهل مكة وقريش المشركين يتفاخرون بالله سبحانه وتعالى الذي نصر أهل مكة وحمى الكعبة المشرفة بمعجزة إلهية، معجزة طيور أبابيل وحجارة من سجيل من غزو واحتلال حبشي مؤكد، وأهل مكة وقريش ينعمون بالأمن والأمان والرخاء والازدهار الاقتصادي بإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف وليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف الفيل واحتلال الأحباش، وتلك تهيئة الله سبحانه وتعالى لأهل مكة المشركين بعبادة الأصنام والأوثان بوحدانية لا إله إلَّا الله، في يوم في شهر في عام مولد محمد رسول الله سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين.
وعندما جاء رسول منهم يعلمهم الكتاب ويطهرهم ويزكيهم ويتلوا عليهم طيراً أبابيل وحجارة من سجيل، وإيلاف قريش إيلافهم، كفروا به، وبالتكذيب والاستهزاء والمقاطعة والحصار والمؤامرة والحروب فاعلون فاعلون بالتحالف مع الأعراب والقبائل العربية واليهود والكفار والمشركين، وحتى إبليس الرجيم حضر بزي شيخ نجد منبت قرن الشيطان لتمرير مؤامرة اغتيال الرسول الكريم، فتنكر له وطنه مكة وقبيلته قريش وهو من فخذ بني هاشم سدنة بيت الله الحرام، وأهل اليمن الأوس والخزرج وطوعاً وسلماً بالانتصار للرسول الكريم ببيعة العقبة الأولى والثانية، ووسط ذهول قوات تحالف العدوان أهل مكة والأعراب واليهود، وبزامل يمني، وطن أهل اليمن يثرب الأوس والخزرج يستقبلون رسول الرحمة للعالمين بزامل “طلع البدر علينا”، والموكب يتقدم بـ”القصواء” اسم ناقة الرسول التي تتوقف فجاءه في دار أبو أيوب الأنصاري، وهناك قال الرسول محمد صلَّ الله عليه وآله وسلم: “دعوها إنها مأمورة”، نعم مأمورة، وبأهل اليمن أيضاً.
مأمورة بأهل اليمن
قبل عام الفيل بقرون من الزمن، الملك تُبَّع اليماني حط الرحال في مكة المكرمة ويكسوا الكعبة المشرفة بالحرير لأول مرة في التاريخ ثم يتوجه إلى يثرب وهناك يستعد لقتال اليهود واجتثاثهم من يثرب، ومن عنده علم بالكتاب من أحبار اليهود قال للملك تُبَّع: “أيها الملك إنّ هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل، مولده بمكّة اسمه أحمد”، والملك تُبَّع اليماني يستبقي قبيلة الأوس والخزرج في يثرب، ويكتب لهم كتاب بنصرة رسول الهداية والحكمة حين ظهوره، ويضع الكتاب في مكان عُرف لاحقاً بدار أبو أيوب الأنصاري، المكان الذي بركت فيه ناقة الرسول القصواء المأمورة، اللهم صلي على محمد وآل سيدنا محمد.
وأهل الكتاب اليهود يهود يثرب بالخيانة والتحريف والتزوير والطمس ومحو اسم وصفات أحمد العربي الذي كانوا يستفتحون به معاركهم للانتصار على القبائل العربية، وعندما جاء رسول الرحمة للعالمين مصدقاً لما بين يديهم، كفروا به والأحسن حالاً منهم كانوا المنافقين، مسلم بالظاهر واليهودي في داخله، فباءوا بغضب على غضب، والمصير الاجتثاث والشتات بالمهاجرين وأهل البيت الإمام علي بن أبي طالب والأنصار، اللهم أنصر الأنصار وأبناء الأنصار وأحفاد أحفاد الأنصار، ولو سلك الأنصار شِعباً ووادياً وسلك الناس شِعب آخر، لسلك رسول الهداية والرحمة والحكمة شِعب الأنصار.
عبد المطلب في صنعاء يتلقى البشارة
خلال سنتين فقط بعد حادثة الفيل تم تحرير اليمن من الاحتلال الحبشي بالقائد “سيف بن ذي يزن” وبإسناد من “800 ” ثمانمائة مقاتل فقط من كسرى فارس، كسرى الأول “أنوشروان”، والوفود العربية بالتوافد إلى صنعاء اليمن لتهنئة ملك العرب واليمن الملك سيف بن ذي يزن الحميري، ومنهم وفد أهل مكة وقريش، ومن ضمن الوفد عبدالمطلب الذي انفرد به سيف وبشره ببشارة أوان موعد مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، ثم عدد له صفات المولود وأهله، وعندها عبدالمطلب قال لقد وُلد الرسول الكريم من سنتين في عام الفيل وأنا جده، فقال له سيف احذر عليه من اليهود، وأتمنى أن أدركه لأكون من أنصاره، وبعد سنتين مات سيف بن ذي يزن، وبعد أربع سنوات توفي عبدالمطلب جد رسول الله.
وبعد حوالي خمسين عاماً حدث العكس الوفود اليمانية تتوافد إلى حاضرة دولة عصر النبوة المباركة إلى المدينة المنورة وفود من كل أنحاء وقبائل اليمن من همدان وحضرموت والمعافر وتهامة ساحل اليمن بالإسلام طوعاً وسلماً، وحينها رسول الهداية والحكمة قال: “جاءكم أهل اليمن الأرق أفئدة والألين قلوباً الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
واليمن ولأول مرة في التاريخ وطوعاً تُحكم من غير أبنائها وبولاة وحكام من المدينة المنورة ودمشق وبغداد وحتى مدينة الرس بالإمام الهادي عليه السلام، وأبناء اليمن سائحون بالجهاد بدين الرحمة للعالمين في العالمين قارة آسيا وشمال إفريقيا حتى أوروبا جنوب فرنسا بالشهيد عبدالرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء.
من اليمن إلى القدس
أهل اليمن أرض الجنتين وسد مأرب بالانهيار قبل عام الفيل بكثير كثير، والقبائل اليمنية بالهجرة ومنهم الكنعانيون الذين يسكنون الشام لأول مرة في التاريخ ويبنون القدس ويبوس وفلسطين، والنار برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام، وسيدنا إبراهيم بالهجرة من بلاد ما بين النهرين بلاد الرافدين “أور” إلى الأرض المقدسة، أرض كنعان أهل اليمن فلسطين الشام، اللهم بارك في شامنا ويمننا، وهنا أبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن “من ذريتي” فقال أرحم الراحمين “لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ”، وذرية إبراهيم عليه السلام تنال عهد الله سبحانه وتعالى بالمسؤولية الإلهية لهداية العالمين للصراط المستقيم بالكتب والشرائع السماوية المقدسة والأنبياء والمرسلين، وبني إسرائيل الفرع الأول من ذرية إبراهيم عليه السلام من السيدة سارة عليها السلام يفشلون بالمسؤولية الإلهية بما فسدوا بما كانوا يعتدون بل بقتلهم الأنبياء والربا، والجزاء والعقاب بنفس المستوى اللعن بلسان الأنبياء ومصيرهم للشتات بعد أن فضلهم الله سبحانه وتعالى على العالمين.
وفي عام الفيل -عام مولد رسول الرحمة للعالمين- انتقلت المسؤولية الإلهية إلى الفرع الثاني “من ذريتي” أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر عليها السلام إلى النبي إسماعيل عليه السلام، الذي أسكنه والده بوادٍ غير زرع “بكة” إلى جوار قبيلة “جُرهم” اليمنية الأصيلة ومنها يتزوج إسماعيل عليه السلام، ومن نسله أحمد العربي عليه الصلاة والسلام المولود في عام الفيل.
اليمن مدد للإسلام وما تبقى يدفعون الجزية صاغرين
بعد حادثة الفيل بسنتين فقط تم تحرير اليمن من الاحتلال الحبشي النصراني فكان أهل اليمن مدداً للإسلام، وما تبقى من نصارى اليمن نصارى نجران يدفعون الجزية وهم صاغرين بمعجزة إلهية وسلماً لا حرباً بمعجزة أهل البيت الكرام بآية المباهلة.. (أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)، ونتيجة المباهلة حُسمت سلفاً قبل أن تبدأ، وماهي إلَّا لحظات ودقائق حتى صرخ راهب نصارى نجران.. ما هذا!؟… مالذي أرى وأشاهد!؟… غير معقول.. يا ويلتنا.. لقد جمع محمد أعزَّ من يحب من أهله فاطمة وعلي والحسن والحسين ليباهل بهم نصارى نجران، والرب ويسوع إننا هالكون هالكون نحن وذريتنا من بعدنا، وعندها رفض راهب نصارى نجران المباهلة ودفع نصارى نجران الجزية وهم صاغرين وبمعجزة أهل البيت الكرام.
واليوم الإسلام السعودي التكفيري السلفي، من يسمون أنفسهم أهل السُنَّة والحديث والجماعة.. وهم سُنّة محمد بن عبدالوهاب وجماعة ولي الأمر الملك الفاسد سلمان وولده الداشر يقتلون أحفاد أهل البيت الكرام في اليمن والحجاز والشام والعراق ويدفعون الجزية صاغرين للنصراني الصهيوني ترامب الأمريكي، مرحبين ومهللين مبشرين بحديث إمام الحرم المكي “السديس” الملك سلمان الوهابي وترامب النصراني الصهيوني يقودان العالم إلى مرافئ الأمن والأمان الصهيوني اليهودي بصفقة قرن الشيطان النجدي.. حديث صحيح أخرجه العلَّامة “أفيخاي أدرعي” في مسند الإمام الصهيوني “أيدي كوهين” بالنص: “سيحضرون وهم صاغرون للمشاركة لمؤتمرات حماية أمن بني صهيون”.
جاهلية القرن الواحد والعشرين وأم ليلى رؤية 2030
واليوم هناك حديث صحيح أخرجه الصهيوني الإسرائيلي والدعاية والتسويق لجماعة ولي الأمر السعودي وسُنَّة بن عبدالوهاب وقولهم بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فهو مكروه مكروه، لأنه يوافق يوم وفاة الرسول محمد صلَّ الله عليه وآله وسلم، والاحتفال بيوم الحُزن حرامٌ حرامٌ وبإجماع الجمهور، وكيف يا قوم تحتفلون بيوم مولد الرسول هو نفسه يوافق يوم وفاته.. أَفلا تعقلون؟!.. أليس منكم رجلٌ رشيد؟ أتجمعون بين الفرح والحزن ومعاً تحتفلون!؟ فأصبحتم كمن جمع بين الأختين في الجاهلية، إنها جاهلية القرن الواحد والعشرين، جاهلية جماعة بن عبدالوهاب بأبو بكر البغدادي وأبو حفص الهولندي وأبو حمزة المهاجر وجلال بلعيدي وهلمَّ جرَّاً.
وتناسى أهل الحديث وسُنَّة وجماعة بن عبدالوهاب الحديث القائل: “إنما الأعمال بالنيات”، وحباً بالله ورسوله رسول الرحمة للعالمين ومعه المهاجرين المؤمنين بالهجرة إلى يثرب المدينة المنورة، وحاطب بن أبي بلتعة أيضاً مهاجر مع المهاجرين، ولكنه مهاجراً إلى امرأة ينكحها وبالفعل تزوج بن أبي بلتعة من المرأَة التي أحبها، فأَطلق عليه القوم لقب “مهاجر أُم قيس”، واليوم يمن الأنصار بالهجرة بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف بإحياء واستحضار سيرة وأخلاق الإسلام والسراط المستقيم، ومن كانت لديه نية “مهاجر أُم قيس”، فاحتفاله حسب ما نوى “أبو قيس وليلى الزمان”.
ليلى رؤية 2030م للملك غير المتوَّج بن سلمان الرجيم، هجرة التذكير بأفضال ليلى وبركات الغناء منذ صدر الإسلام، حتى صدر المغنية الإباحية “نيكي ميناج” التي امتنعت عن إحياء ليلة الرقص الإباحي في مدينة جدة السعودية، ليس لتزامنه مع توافد حجاج بيت الله الحرام ولا لأن حضورها سيزعج الصحابة وأم المؤمنين، بل لغرض آخر وهدف أسمى بكثير كثير من مقاصد السعادة والترفيه الحلال، حيث قالت المشطوفة الأمريكية بأنها لن تحضر إلى دولة لاتعترف ولاتقر بحقوق الإنسان بحقوق المثليين، حقوق اللواط للرجال والسحاق للنساء، ولن ترضى عنك الاباحية ليلى وألف ليلة وليلة من العهر والاباحية، حتى لو أصبح للِّواط قانون في بلاد أم المؤمنين والصحابة!.
ربيع الإنسان وربيع الشيطان
نحتفل بالذكرى مرة واحدة فقط في العام، كم نحن بخلاء! فالرؤوف الكريم سبحانه وتعالى كريماً بتكريم رسول الرحمة للعالمين بالذكر خمس مرات باليوم بالأذان للصلوات الخمس، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، تصديقاً لما ورد بالقرآن الكريم “وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”.
والقوم، قوم أفيخاي أدرعي والشرعية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بالاستنكار والاستهجان والتكفير لاحتفالنا بيوم ربيعنا، ربيع البشرية والإنسانية ربيع الثاني عشر من شهر ربيع الأول، والقوم بالاحتفال بالربيع الإخواني والربيع العربي والربيع الصهيوني، وربيع الشجرة وربيع الأم، وربيع شَم النسيم، وربيع مولد زعيم الديمقراطية والخطابات الرنانة والطنانة بالإشادة بالقائد الحكيم والقيادة الرشيدة للزعيم الفلتة والشعب العرطة، ومات الملك وتوفي الزعيم وأصبحوا جزء من الماضي البغيض، والمنافقين والمنافقات يلعنون العهد البائد، وبالطبل والمزمار يهتفون للزعيم والملك الهمام ولي أَمر الزمان، زمن رؤية “2030م” بهيئة الترفيه والديسكو الحلال وصفقة القرن، وكل أُمة تلعن أُختها، وهكذا دواليك، العهد البائد والعهد الجديد.
ياسادة ياكرام، الاحتفال بمولد الزعيم في حياته شيء، والاحتفال بالمولد النبوي الشريف بعد وفاة الرسول الكريم شيء آخر، فمن كان يحتفل بمولد الزعيم أي زعيم أي ملك أي سلطان أي أمير أي مدير عام في حياته هو نفسه من يلعنه بعد مماته بعد رحيله لما لذلك من مكاسب المال والسلطة تزول بعد الوفاة والرحيل وتتجدد بالطبل والمزمار للملك والعهد الجديد وكل أُمة تلعن أُختها، إنه احتفال المنافقين والمنافقات بالفوز برضى المخلوق لنيل مكاسب الدنيا فقط، بينما أُمة الإسلام والإيمان تحتفل بمولد قائد وزعيم واحد فقط لا سواه حتى يوم القيامة محمد رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم، إنه احتفال المؤمنين بالتجديد والعهد والولاء لرسول الصراط المستقيم وما لذلك من تضحية وإنفاق وجهاد للفوز برضى الخالق جلَّ وعلا من أجل عزة وكرامة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة.
ولد الهُدى في عام الفيل وما بعد عام الفيل ليس مثل ما قبله، زمن ما بعد مولد رسول الصراط المستقيم لا يشبه ما قبله، وكذلك من يحتفل بالمولد النبوي الشريف حتماً لا يشبه من يستنكر ويُكفِّر من يحتفل بالمولد النبوي الشريف بدعة وشرك وكفر وظلالة في النار، وبالتالي من يحتفل بربيع المولد النبوي الشريف هو ينتمي إلى زمن ما بعد مولد سيد الخلق، ومن لا يحتفل بل يستنكر ويُكفِّر هو حتماً بالانتماء إلى زمن ما قبل عام الفيل بالوقائع والأحداث من الماضي في الحاضر شاء من شاء وأبى من أبى.
اليمن يحتفل رسمياً وشعبياً.. والقوم يستنكرون كأجدادهم “متربصين”
أهل اليمن بالاحتفال رسمياً وشعبياً بالمولد من أصل 57 دولة إسلامية، ويمن الأنصار محررة من الاحتلال النصراني الحبشي الأمريكي من الاحتلال بالتطبيع اليهودي الصهيوني، وأرض الأنصار خالية من أصنام الفيل الأمريكي، خالية من تماثيل حرية المثليين، خالية من خمور ومراقص الاعتدال الجمهوري، خالية من خمور وراقصات هيئة الترفيه للإسلام السعودي، خالية من معابد هندوس الأصنام والأوثان، وبالمجاهدين المؤمنين وبعون خالق طيور الأبابيل وصانع صواريخ وأبابيل الزمان الطيران المسير اليماني سيتم تطهير شبه الجزيرة العربية من رجس قوم المغضوب عليهم والضالين وأذنابهم ثم الانطلاق نحو عالمية عبدالرحمن الغافقي إن شاء الله تعالى بالمسيرة القرآنية المباركة.
وبالمقابل أهل مكة المكان وقريش الزمان بني سعود وإسلامهم وإخوانهم وأسيادهم وأذنابهم وعبيدهم ومعهم قرن الشيطان النجدي بالاستنكار والتكفير لمن يحتفل بالمولد النبوي الشريف، والأهداف تتمثل بالتداعيات والنتائج على أرض الواقع باستدعاء الاحتلال النصراني الصهيوني الأمريكي بالتطبيع اليهودي الصهيوني في شبة الجزيرة العربية والحجاز والتي أصبحت موبوءة بأفخر وأجود أنواع الخمور العالمية ومراقص هجرة ليلى الليلية بالراقصات الإباحية من كل أنحاء العالم، وكذلك أصنام وأوثان معابد هندوس الأبقار لها مكان من عواصم أعراب نفط شبة الجزيرة العربية ونجد قرن الشيطان فأصبح وأمسى القوم من زمن ما قبل عام مولد رسول الصراط المستقيم من حيث يعلمون ويعلمون علم اليقين.
سنحتفل أبد الدهر بالمولد النبوي الشريف مكاناً وزماناً انتهاجاً لحكمة يمن التاريخ ويمن الأنصار يمن الكنعانيين وجُرهم وتُبَّع اليماني وسيف بن ذي يزن الحميري وعمَّار بن ياسر والأوس والخزرج والأنصار وأهل البيت الكرام وأنصار الله والجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني المحتفل اليوم بمولد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
اليوم الداخل المرتبط بعدوان الخارج الغربي المسيحي الصهيوني الوهابي السعودي الإخواني التركي بالاستنكار لأنصار الله الذي دشن الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف قبل شهر من الموعد 12 ربيع الأول، وهم يعلمون علم اليقين وبالتوراة والإنجيل والقرآن الكريم، بأن الرحمن الرحيم بَشَّر بمولد رسول الرحمة للعالمين قبل حوالي 650 عاماً “وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ”، وقبل ذلك “الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ”.
وأهل يمن التاريخ والأرق أفئدة والألين قلوباً وبالفطرة الإنسانية بالتهيئة لقدوم رسول الهداية والرحمة قبل المئات من السنين، بالكنعانيين، بقبيلة جُرهم، بتُبَّع اليماني، بالأوس والخزرج في يثرب بكتاب دار أبو أيوب الأنصاري دعوها إنها مأمورة، بملك اليمن سيف بن ذي يزن الحميري وقبل 38 عام من -زملوني زملوني- مُبشراً عبدالمطلب بأوان موعد مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، محذراً عليه من اليهود وحلفائهم بالزمان والمكان، بني قينقاع وقريظة وبنو النضير، بأمريكا وإسرائيل وإسلام بن سعود وبني عثمان ومن معهم وقولهم الاحتفال بدعه وفي النار.
كأجدادهم، متربصين ببشائر خالق السماوات والأرض قبل القبل وبعد البعد، مترصدين لأفراح البشائر، ومن ذا الذي يُنكر ويجحد ويكابر ويعاند بأن بعد البشرى والبشارة هناك احتفالات وفرح وسرور وبهجة تسرُّ الناظرين موالد وولائم ومدائح بحق “فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا”، بالهجرة إلى الله ورسوله، لا هجرة ليلى، “وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ”.. اسمه محمد، محمديون كانوا وكنا وسيكون كذلك أبناءنا وأحفادنا من بعدنا، ولسان حالهم دائماً وأبداً..
محمديون باسمِ المصطفى هتفوا.. ما همَّهُم تستمرُّ الحربُ أو تقِفُ… محمديون طه سرُّ قوَّتِهم.. لو زُلزِلَ الكونُ ما اهتزوا ولا وجفوا… صُبّت حروبُ العِدا فيهم لتصرفهم.. عن نهج طه، فخاضوها وما انصرفوا.. لو جيشوا ضِعفَ من في الأرض لاحتفَلت.. قلوبُنا، وتهاوى كلُّ من عصفوا.. لأنهُم وطواغيتُ الورى طرفٌ.. ونحنُ والمصطفى في حربهم طرفُ..
محمديون، بالفعل والقول والفرحة والبشرى والاحتفال، وأنتم ما أنتم فيه؟، وهابيون! اخوانيون سلفيون! سعوديون؟ شرعيون؟ مثقفون! ديمقراطيون؟ عثمانيون! حلفاء وأصدقاء الترامبيون وبن صهيون اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض، باستثناء نصارى “أقربهم مودة” بحيرى الراهب والنجاشي وورقة بن نوفل أنقياء الضلال والتضليل اليهودي.
محمديون جرت بحبه في أصلابه النطفُ
بالأمس تنكر له أهله وعشيرته ثلاثة عشر عاماً وحوصر ثلاثاً في شِعب بني هاشم وفي الطائف حدث له ما حدث ورُمي بالحجارة حتى سال الدم من رأسه، وفي ليلة الهجرة حوصر بأربعين مقاتل من قبائل الأعراب لسفك دمه، وبالمعجزة الإلهية هاجر ليلاً من مكة ناجياً بنفسه ودينه إلى أنصاره الأوس والخزرج في يثرب، هناك ومثلما خرج الأنصار عن بكرة أبيهم رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفال لاستقباله والاحتفاء به وبزامل يمني أصيل، “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع”، فكان مجتمع وموطن الأنصار والمهاجرين قلعة وعرين دين الرحمة للعالمين، وبثلاث سنوات فقط تم اجتثاث اليهود من الجزيرة العربية حتى عام 1948م، وانتشرت أخلاق القرآن في كل الجزيرة العربية خلال عشر سنوات فقط وأصبحت وطناً لكل العرب والمسلمين بعد القضاء على أصل ومصدر الفتن والحروب اليهود.
واليوم وكما ظلَّت بالأمس وقبل الأمس قبائل الأوس والخزرج مرابطةً في يثرب لمئات السنين ينتظرون مُهاجر نبي من بني إسماعيل ليصبحوا أنصاره وقاعدة رسالته الإنسانية للعالمين، وبرغم المجازر والجوع والتجويع، برغم الفقر والإفقار، برغم الحصار والدمار، ورغماً عن الرغم نفسه، سيجدد يمن الإيمان عهده الأزلي السرمدي الخالد، أجداداً وأحفاد يتقاطرون من كل وادٍ وشِعب، إلى الموعد الإلهي العظيم إلى شِعب ووادِ الأنصار العظيم حيث لقاء الحب والعشق والوفاء الفريد الخالد، بوثيقة سيد الخلق لهم “حب الأنصار من الإيمان، ولو سلك الناس شِعباً وسلكت الأنصار شِعباً، لسلكتُ شِعب الأنصار، فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، الناس دثاري والأنصار شعاري، إنكم ستلقون بعدي أثره فاصبروا حتى تلقوني على الحوض، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار”.
اليوم، نعم اليوم، يحتفي أحفاد الأوس والخزرج رسمياً وشعبياً وبقافلة الأنصار الأكبر عربياً واسلامياً، في عاصمة الثورة صنعاء الصمود والانتصار، في كل وديان وشِعاب وساحات الأنصار، يجددون العهد والولاء والوفاء في ذكرى المولد النبوي الشريف، احياء للثقافة القرآنية النبوية قيم ومبادئ ومنهج واستراتيجية معادية لأعداء الله ورسوله منذ أول متربص قبل مجيئه وحتى آخرهم.
محمديون.. ولم نرَ الحربَ عُذراً عنكَ يُشغلنا، إذ يُشغل الناسَ عنكَ السِلمُ والترَفُ.. فنحنُ أنصاركَ الأحرار من زمنٍ، جرَت بحبكَ في أصلابِهِ النُطَفُ.. كأنَّنا يثرِبٌ هاجرتَ في دمنا، وعشتَ فينا وعشنا منكَ نغترفُ.. محمديون رافعين القبضات بالأيدي والسلاح عالياً، وبالهتاف المدوي مجددين بيعة الأنصار لرسول الله: “يا رسول الله.. يا رسول الله.. فداك الروح والدم.. والأب والأم.. والأهل والولد.. إن دمائنا وأرواحنا وأولادنا ترخص لك، والله على ما نقول شهيد، ودماء شهدائنا تشهد، وجراح جرحانا تشهد، وبيوتنا المهدمة تشهد، مادام فينا دم لن نحيد أو نستكين، يمانون محمديون على العهد، وسيبقى الصوت عالياً، لبيك يا رسول الله، لبيك يا رسول الله، لبيك يا رسول الله.