شعب الإيمان يستقبل ميلاد الهدى
زيد البعوة
طلع البدر علينا طلع النور والهدى طلعت الرحمة الإلهية على العالمين في كل عام هجري يأتي شهر ربيع الأول حاملاً معه ذكرى عظيمة في تاريخ البشرية هي ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله الذي أوكل الله اليه مهمة هداية الانسان في هذا العالم فاستطاع بفضل من الله ان يحدث تغييراً كبيراً على كوكب الأرض من الأسوأ الى الأفضل في مختلف الجوانب خصوصاً الجانب الفكري والثقافي والإنساني ولأن المناسبة عظيمة والذكرى مهمة والحدث استثنائي فإن الشعب اليمني يتفاعل مع ذكرى المولد النبوي الشريف بشكل لا ينافسه احد من الشعوب في هذا العالم.
تحضيرات كبيرة وفعاليات متعددة واحتفاليات جماهيرية في مختلف المحافظات اليمنية تبدأ من بداية شهر صفر حتى يوم الثاني عشر من ربيع الأول يوم ميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله يثبت الشعب اليمني انه في الصدارة في الحب والولاء والطاعة لله ولرسوله وللدين الاسلامي ولتوجيهات القرآن الكريم في التعظيم والتقدير والاهتمام لنعم الله تعالى على الإنسان وفي مقدمتها نعمة الهداية وما يحصل اليوم في اليمن من استعداد كبير وواسع لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف هو دليل على الحب الكبير الذي يكنه اليمنيون لرسول الله استجابة لله تعالى القائل «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا»
المجتمع اليمني المسلم يعطي مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف اهتماماً بالغاً ويعبر عن ذلك بكل ما يستطيع، يرسخون في انفسهم معنى الحب والولاء والطاعة لله تعالى ولنبيه محمد صلى الله عليه وآله امتثالاً لقول الله تعالى «لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر « وما نلاحظه ونلمسه في واقع المجتمع اليمني في شهر ربيع الأول من كل عام يدل على ان الشعب اليمني المسلم يوطد علاقته برسول الله كل عام ويثبت لسيدنا محمد صدق الولاء والعهد في التمسك بهديه ورسالته مهما كانت الظروف وكيفما كانت التحديات.
وصار واضحاً ان الشعب اليمني يتميز عن غيره من الشعوب العربية والاسلامية باحتفائه واهتمامه بذكرى المولد النبوي الشريف كل عام وهذا ليس مجرد استعراض إعلامي وحشود جماهيرية لمجرد الظهور والاحتشاد ولا شكليات والوان وزخارف بل يعبر عن مدى العلاقة المتجذرة بين الشعب اليمني وبين سيد البشرية رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وكذلك لحبهم الشديد والعميق لشخصية رسول الله منذ عهد الاسلام الأول الى اليوم وتمسكهم بما جاء به من قيم ومبادئ ايمانية يجسدونها في واقعهم قولاً وعملاً وايضاً هم يجسدون معنى قول الله تعالى «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا» وهذا استجابة عملية لله تعالى وشكر له على ما انعم به على هذه الأمة من هداية ورحمة.
وليس غريباً على المجتمع اليمني ان يحتفل كل عام بذكرى المولد النبوي الشريف فهم شعب الأوس والخزرج وشعب الانصار لهم علاقة تاريخية متجذرة برسول الاسلام محمد صلى الله عليه وآله علاقة يشهد لها التاريخ علاقة رسختها المواقف والدماء والانتماء والعمل والتمسك والاستمرار في المضي قدماً على ما جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مبادئ وأخلاق عظيمة تستحق ان يحتفى بها وان يتم شكر الله عليها لأن تعظيم نعم الله فيه العزة والكرامة والتمكين في الدنيا والآخرة.