أعلن رفضه للتواجد العسكري الأجنبي في اليمن: مجلس الإنقاذ الجنوبي يطالب بوقف العدوان ومواجهة تدخلات السعودية والإمارات
الثورة /
أعلنت قيادات حزبية وشخصيات سياسية واجتماعية وبعض مشائخ القبائل في المحافظات الجنوبية المحتلة تشكيل “مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي”، وذلك خلال مؤتمر عقدته في مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة.
ومن أبرز الأهداف التي أعلنها المجلس في بيان الإشهار “المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار، وإنقاذ اليمن من حالة الانقسام والتشظي، والاستمرار في رفض كل محاولات الاقتطاع والاجتزاء لأراضي البلاد وجزره، ومنع أي استحداثات يقوم بها الاحتلال السعودي الإماراتي بطريقة مباشرة أو عن طريق أدواته المحلية”.
وأكد البيان أن المجلس يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، لكنه أعلن رفضه للتواجد العسكري الأجنبي في اليمن (في إشارة إلى تحالف العدوان بقيادة السعودية) والتدخل في الشؤون الداخلية أو اقتطاع أي جزء من اليمن.
وشدّد على أن “الشعب صاحب السلطة ومصدرها”، مشيرًا إلى أنه “لا يجوز فرض أي مشاريع سياسية وسيادية من قبل أي طرف ما لم تكن عبر الوسائل الديمقراطية الشرعية المتعارف عليها”.
كما شدد البيان على الحفاظ على مقدرات البلاد وثرواتها المادية والبشرية، والتمسك بحق الشعب في التعويض العادل عن كل آثار ونتائج الحرب، واستعادة الأموال والحقوق المنهوبة.
وذكر أن المجلس يسعى إلى “تحقيق شراكة وطنية حقيقية في السلطة والقرار والثروة، لأجل إقامة دولة حديثة تضمن الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والأمن”.
وأعلن المجلس انتخاب اللواء أحمد محمد قحطان (عضو مجلس الشورى اليمني، مدير أمن محافظة المهرة السابق)، رئيسا له، وعيّن الشيخ علي سالم الحريزي (أحد أبرز القيادات القبلية بالمهرة المناهضة للتواجد السعودي) مرجعية إشراقية عليا للمجلس.
ومن بين المكونات المنضوية في مجلس الإنقاذ الجنوبي، لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي والتحالف القبلي لأبناء أبين وتنسيقية أبناء عدن والمجلس الأهلي لأبناء شبوة، إضافة إلى عدد من الأحزاب السياسية، حيث أعلن رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمهرة، عامر سعد كلشات، تأييد أربعة أحزاب -هي المؤتمر والبعث العربي الاشتراكي والناصري الوحدوي والرشاد- لهذا المجلس.
وأقر المجلس، التمثيل المتساوي لكافة المحافظات الجنوبية، وإعطاء وضع خاص لمحافظة سقطرى، مع تدوير الرئاسة على أساس المحافظات وليس المكونات.
واعتبر مراقبون ومتابعون للشأن اليمني إعلان مجلس إنقاذ وطني جنوبي انتصاراً يكسر الجمود الراهن، ويؤكد حيوية اليمنيين ويقظتهم، ورفضهم للخضوع والانكسار وعدم قبولهم لمشاريع وأجندات الاحتلال السعودي الإماراتي.
ورأوا أن أبرز الدوافع لهذا المجلس هو حالة الاستئثار التي ظهر بها البعض في حديثه عن المحافظات في جنوب اليمن، وادعائه تمثيلها، مدفوعا بأجندة خارجية تطمح للوسع، وفرض شكل جديد من أشكال الاستعمار، وتمرير مخططات تمزيقيه يراد لها أن تعود بالوضع إلى مرحلة تخلصت اليمن منها منذ عقود.
كما اعتبروا أن سيطرة الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات، على عدة محافظات يمنية، أدت إلى خلق مشاعر بدأت تتنامى مشفوعة بدعوات تحذير لما يجري رسمه على أرض الواقع، ومثلت أحداث أغسطس الماضي التي شهدتها مدينة عدن منعطفا جديدا أثار التنبه واليقظة.
وأكدوا أن الإمارات وبتماه من السعودية عملت على تسمين مليشياتها المتمثلة بالانتقالي ليصبح الطرف المعبر عن الجنوب في اليمن، ومولت أبوظبي تشكيل وتأسيس قوة عسكرية واسعة تتبع الانتقالي في كل محافظة على حدة بغرض إخضاع تلك المحافظات لسيطرته، وصولا للسيطرة على كل محافظات جنوب اليمن.
وكانت هذه التطورات كافية لإحياء الروح في باقي المكونات الحية بمدن الجنوب لتنتفض معبرة عن إرادتها، متلافية الصورة النمطية التي حاول الإنتقالي رسمها وتقديمها، فتداعت لتشكيل كيان جديد يعبر عن صوت طالما جرت محاولات لإسكاته وتهميشه وإقصائه.