بعد أن تخلت عنهم واشنطن

المسلحون الأكراد يستسلمون للحكومة السورية

 

 

الثورة / متابعات
أعلن المسلحون الأكراد الاستسلام لقوات الجيش السوري بعد الاتفاق مع قوات “قسد” ودخول الجيش السوري “تل تمر بالقرب من الحدود التركية في مؤشر فقدانهم الأمل في الولايات المتحدة الأمريكية إثر تخليها عنهم أيام الهجوم العسكري التركي.
الاستسلام يأتي بعد خمسة أيام على التقاء ممثلي الحكومة السورية بعدد من مسؤولي وقادة الميليشيا الكردية السورية المعروفة باسم “قوات سوريا الديمقراطية” وذلك بعدما لعبت روسيا دور الوسيط لإنجاح هذا الاجتماع وهذا اللقاء الذي سربت خبر انعقاده قناة “الميادين” الاخبارية بعد يوم واحد على عقده بمساعدة “بسام عبد الله” مستشار وزير الاتصالات السوري.
لم يتم التوقيع على مسودة اتفاقية من قبل الطرفين وذلك لأن ممثلي الحكومة السورية لم يكن لديهم الصلاحية بالتوقيع على تلك الاتفاقية. وتم التوقيع من جانب واحد من قبل “فرهاد عبدي شاهين” والقادة الثلاثة لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي ومظلوم كوباني وشاهين جيلو” و”سيبان حمو”، قائد وحدات الدفاع الشعبية الكردية.
و “مظلوم عبدي” هو قائد قوات سوريا الديمقراطية والابن الروحي لـ”عبد الله اوجلان”، الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني الإرهابي، كان مع “أوجلان” في سوريا منذ طفولته، ولديهما صورة جمعتهما منذ زمن بعيد على ساحل اللاذقية.
اعتمدت الولايات المتحدة كثيرا على “مظلوم عبدي” وقدمت له الكثير من الدعم المالي والعسكري خلال السنوات الماضية، لتحقيق بعض الاطماع الامريكية في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية السورية .
وكشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن “عبدي” كان يقوم بتنسيق جميع الأنشطة التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية الكردية مع المسؤولين الأمريكيين ولهذا وقبل أن يتوجه إلى دمشق للاجتماع مع ممثلي الحكومة السورية، قام في البداية بمناقشة تفاصيل تلك المحادثات مع وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”. المصادر الاخبارية نفسها أفادت بأن رئيس الولايات المتحدة “دونالد ترامب”، أجرى يوم 15 أكتوبر الماضي مكالمة هاتفية مع “عبدي” لمعرفة آخر التطورات في سوريا. وبمعنى آخر، تلقى “ترامب” تقارير عن مفاوضات قادة قوات سوريا الديمقراطية مع ممثلي حكومة الرئيس “بشار الاسد”. ثم أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، مدعيا أنه أخذ تعهداً من “أردوغان” بعدم مهاجمة القوات المسلحة التركية في الكوباني “عين العرب”.
وبعد هذه التطورات، كانت تصريحات “أردوغان” التي أطلقها في مؤتمر صحفي قبل زيارته إلى باكو، عاصمة جمهورية أذربيجان لحضور الاجتماع السابع لمجلس الدول الناطق باللغة التركية، قابلة للتأمل، حيث استخدم للمرة الأولى في تصريحاته، اسم “كوباني” بدلاً من “عين العرب” وقال: “هناك الكثير من الأقوال والأحاديث، ولكن بالنظر إلى النهج الروسي الإيجابي، لن تكون هناك مشكلة في كوباني.
وبالنسبة للقرار الذي اتخذناه فيما يتعلق بمدينة منبج، سوف نقوم بتنفيذه”. وعلى الرغم من وسائل الإعلام التركية نشرت الكثير من الأخبار عند بداية عملية “نبع السلام”، تفيد بأن القوات المسلحة التركية مستعدة لمهاجمة كوباني (عين العرب)، لكن لم يتم تنفيذ أي عمليات عسكرية في تلك المنطقة حتى الآن.
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل الإعلام التركية بأن قوات مليشيات ما يسمى الجيش السوري الحر “الفرع العسكري والارهابي لجماعة الاخوان المسلمين السورية” حاولت التقدم خلال الايام الماضية نحو مدينة “منبج”، لكن قوات الحكومة السورية كانت السبّاقة، حيث تمكنت من السيطرة على هذه المدينة قبل وصول العناصر الارهابية إليها.
وفي ظل هذه الظروف، سوف تقوم قوات الجيش السورية بمواجهة قوات الجيش السوري الحر الارهابية إذا ما قررت التقدم نحو هذه المدينة. بالطبع، يمكن القول هنا بأن القوات المسلحة التركية لن تسمح لقوات الجيش السوري الحر القيام بأي عمل استفزازي، لأن القوات التركية تتجنب المواجهة المباشرة مع قوات الحكومة السورية في الوقت الحالي.
وتسببت الجماعة الإرهابية المعروفة باسم الجيش السوري الحر في العديد من المشاكل الدولية لتركيا بسبب الأعمال الوحشية وغير الإنسانية التي قامت بها في مدينة “عفرين”، ومؤخراً في مدينة “تل أبيض”، عندما قامت باعدام ناشطة سياسية كردية وسائقها وعدد من مرافقيها. وأثارت صور هذه العملية الوحشية العديد من الانتقادات الدولية وحتى المحلية ضد حكومة “أردوغان”.
وحول هذا السياق، انتقد النائب “مصطفى ينوغلو”، عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم، هذه العملية التي وصفتها صحيفة “يني شفق” بالناجحة، حيث قال: “إن قتل المدنيين المستسلمين كان فظيعًا ووصف هذا الجريمة بالعملية الناجحة هو جريمة أخرى. ويجب القول بأن الجماعة التي ارتكبت هذه الجريمة ليس لها علاقة بالجيش التركي وإنما هي مجموعة من المتوحشين وأنا أدين بشدة هذا الفعل وهذه الجريمة”.

قد يعجبك ايضا