أخلاق الفرسان وخساسة الأنذال
عبدالفتاح علي البنوس
في الوقت الذي كانت فيه السلطة المحلية والإشرافية والأمنية بمحافظة إب تقوم بالإفراج عن قرابة الثلاثين من المغرر بهم والمخدوعين المعتقلين في المحافظة ، تنفيذا لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ 56 لثورة 14أكتوبر ومراعاة لمعاناة أهاليهم وذويهم وحرصا منها على المضي بملف الأسرى والمعتقلين إلى حيز التنفيذ ولو من طرف واحد ، كان مرتزقة العدوان في مدينة مارب المحتلة يجهزون على ثلاثة من أسرى الجيش واللجان الشعبية في أحد معتقلاتهم تحت تأثير التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له في سجنهم من قبل سجانيهم الذين مارسوا في حقهم أشنع وأقذع صور التعذيب والتنكيل الوحشية اللاإنسانية.
الأسرى الأبطال خالد احمد علي عبدالله القريش من أبناء حراز محافظة صنعاء ، ومحمد حسين المحبشي من أبناء المحابشة محافظة حجة ، واحمد صالح احمد علي جهموس من أبناء مديرية عنس محافظة ذمار ، كانوا ضمن قائمة أسرى الجيش واللجان الشعبية ، وأحدهم كان معتقلا لدى السلطات السعودية ، وتم نقله عبر الصليب الأحمر من السعودية إلى مارب ، تعرضوا للتصفية الجسدية ، بعد عمليات تعذيب إجرامية ، فارقوا الحياة تحت تأثيرها ، ليفارقوا الحياة ، دونما إستشعار لفداحة وفظاعة ما أقدموا عليه من جرم قبيح ، وفعل مشين ، يتعارض وكافة الأعراف والقوانين الدولية والشرائع والديانات السماوية ، غير آبهين بالأمم المتحدة ولا بردود فعلها على هذه الجريمة ، وخصوصا أن الأسرى الثلاثة كانوا ضمن قائمة الأسرى التي تقدم بها الوفد الوطني الخاص بملف الأسرى على هامش مشاورات السويد ، وهو ما يحمل قوى العدوان ومرتزقتهم والأمم المتحدة كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن هذه الجريمة النكراء وهذا الفعل الخسيس والجبان.
إن صمت الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها إلى اليمن على جرائم قوى العدوان ومرتزقتهم على الجرائم التي تعرض لها أسرى الجيش واللجان الشعبية خلال الفترة السابقة ، وعدم قيامها بأي إجراءات رادعة في حقهم ، ولو مجرد إصدار بيانات إدانة أو استنكار لها ، شجع قوى العدوان ومرتزقتهم على التمادي والإغراق في صلفهم ووحشيتهم وإجرامهم ، ومثل حافزا ودافعا لهم للإقدام على ارتكاب جريمة قتل الأسرى في مارب ، في جريمة استفزازية لمشاعر الجيش واللجان الشعبية وأهالي الأسرى والمعتقلين ظنا منهم بأن قيامهم بهذه الجريمة القبيحة وأمثالها ، سيدفع بالجيش واللجان إلى الرد بالمثل بحق أسرى قوى العدوان والمرتزقة ، وايقاف المبادرات الوطنية الإنسانية الأحادية الجانب التي تتضمن إطلاق سراح بعض الأسرى والمعتقلين لدى الجيش واللجان الشعبية ، والدفع بهم لوضع عقبات وعراقيل من شأنها عرقلة أي تقدم قد يطرأ على ملف الأسرى والمعتقلين.
بالمختصر المفيد، أخلاق فرسان أبطال الجيش واللجان الشعبية من الأسباب التي تجلب لهم النصر والتمكين وخصوصا في جانب تعاملاتهم مع أسرى ومعتقلي قوى العدوان ومرتزقتهم ، ومن الظلم والإجحاف والتجني عمل مقارنة بينهم وبين تعامل قوى العدوان ومرتزقتهم مع أسرى الجيش واللجان الشعبية ، فلا وجه للمقارنة على الإطلاق ، فرق كبير بين من يمتلك القيم والمبادئ والأخلاق وبين من يمتلكون الخسة والنذالة والوضاعة ، وأمام صلف وإجرام ووحشية مرتزقة العدوان في حق الأسرى الثلاثة في مارب ، ينبغي أن تكون هنالك ردود أفعال ومواقف رسمية تجاهها ، ويجب أن تتصدر هذه الجريمة ومثيلاتها قائمة أولويات كافة وسائل الإعلام والإعلاميين والناشطين والناشطات على شبكات التواصل الاجتماعي ، ليعرف الجميع مدى خسة ونذالة وإجرام وصلف ووحشية قوى العدوان ومرتزقتهم ، وانحياز وتجاهل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي لجرائم العدوان ومرتزقتهم المتكررة والتي وصلت إلى حد تعذيب الأسرى حتى الموت.
رحم الله الأسرى الأبطال الشهداء الأبرار ، والخزي والعار واللعنة على القتلة المجرمين ومن دار في فلكهم أجمعين.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.