المكفوفون في اليمن يحتفلون باليوم العالمي في ظل تفاقم الاوضاع الانسانية
العصا البيضاء… لم تسلم من سوداوية العدوان !
احتجاز سفن المشتقات النفطية سبب رئيسي لزياده معانتهم
الاسرة / خاص
ضاعف العدوان على اليمن من معاناة المكفوفين فلا دواء أو غذاء بل ازدادت نسبة أعداد المكفوفين خلال الخمس السنوات الاخيرة وفقد الكثير من الاشخاص ابصارهم وانجبت النساء مكفوفين ومشوهين بفعل القذائف التي ترسلها طائرات العدوان السعودي على اليمنيين ليلا ونهارا ويزداد الوضع سوءاً لدى المكفوفين بشكل يومي مع استمرار العدوان الأمر الذي يجعل حاضر ومستقبل هذه الشريحة الاجتماعية قاتما خاصة وان العدوان يضيف وبصورة شبه يومية المزيد من المكفوفين إلى قائمة ضحاياه الطويلة.
ولم تسلم حتى دور المكفوفين من غارات العدوان فقد شنت مقاتلات العدوان السعودي في يناير من العام 2016م غاراتها على مركز” النور” لرعاية وإيواء المكفوفين في حارة الفتح بمنطقة الصافية وسط العاصمة صنعاء ما أدى إلى إصابة عدد من العاملين والمواطنين بجروح مختلفة وتدمير قسم الاطفال واتلاف محتوياته.
وتتفاقم معاناة المكفوفين جراء تدهور الاوضاع الاقتصادية بسبب الحرب والعدوان ولم تعد الجمعيات المتخصصة تقدم لهم الرعاية إلا القليل من تلك الجمعيات التي تعتمد على المشاريع الخيرية التي تعود عوائدها لهذه الشريحة .
مسيرة السلام
يعتبر الـ 15 من اكتوبر كل عام يوماً عالميا للعصا البيضاء في اليمن وسائر البلدان حيث تحتفل شريحة المكفوفين في اليمن بهذا اليوم العالمي وحدد الخامس عشر من اكتوبر من كل عام يوم للكفيف العالمي حيث يحظى بالرعاية والتشجيع ويتم تكريم المكفوفين سنويا في هذا اليوم وتوفير الدعم لهم والعلاج غير ان مكفوفي اليمن في معاناة مضاعفة.
وفي هذا اليوم يتم تذكير جميع فئات المجتمع بهذه الشريحة وفعاليتها في المجتمع وتقدمه وقد نظمت الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل الكفيف مسيرة راجلة للمكفوفين والمسؤولين والمهتمين من جسر الصداقة بالعاصمة صنعاء الى مجلس النواب في “مسيرة السلام ” في رسالة لليمنيين بأن على الجميع ان يقفوا مع هذه الشريحة الهامة وأقيم في مقر جمعية رعاية المكفوفين يوم مفتوح تخللته فقرات فنية متنوعة تشجع المكفوفين وتشدد على دور المجتمع في الوقوف الى جانب المكفوفين ودعمهم .
وتقول الكفيفة ايناس محمد: ان اليوم العالمي للمكفوفين يأتي لدعم هذه الشريحة ويحتفل به في ارجاء العالم وعلى الجميع مساندة ودعم الكفيف وتقديم العون له.
ويقول مسؤولو جمعية رعاية المكفوفين انه يجب على الجميع التكاتف في رعاية وحماية المكفوفين والوقوف الى جانبهم ودمجهم في المجتمع وعلى العالم كله في الداخل والخارج ان يساند الكفيف.
ويقول الكفيف محمد: ان الاعاقة البصرية لا تقف امام الحواجز والصعوبات وتجد هناك الكثير من المكفوفين من المبرزين في المجتمع وهناك الكثير من المبدعين بل اصبح الكثير منهم رافدا اساسيا في بناء المجتمع وبالتالي فإن اليوم العالمي للعصا البيضاء فرصة لنقل معاناة ذوي الاعاقة البصرية ولايصال رسالة للمجتمع ولاثبات قدراتنا وإرادتنا الصلبة وتقديم ما انجزناه ولننطلق في عام جديد ورحلة جديدة رحلة عطاء ومعاناة وتذليل الصعاب وكل معاناة الحياة .
ويكمن الاهتمام بالكفيف في تسهيل الدعم والاهمية اللازمة له وتسليط الضوء على جميع المستجدات التي تهمه في هذا المجال والتركيز على القدرات والمهارات الكبيرة وضرورة دمجه في المجتمع.
احتجاز سفن الوقود
وتزاد معاناة المكفوفين في ظل مواصلة العدوان تشديد الحصار على المشتقات النفطية وتفاقم الاوضاع الصحية والانسانية واحتجاز سفن المشتقات النفطية لاكثر من شهرين متتاليين حيث أدى احتجاز السفن الى كارثة انسانية تهدد حياة الآلاف من المرضى والمواليد والمكفوفين كما يعرض مؤسسات القطاع الخاص والعام للتوقف عن العمل نهائيا وتوقف القطاع الصناعي الخدمي والدوائي وعدم القدرة على تلبية احتياجات المرضى والمكفوفين بشكل خاص.
ويعاني معظم المكفوفين في اليمن من عدم حصولهم على أدنى الحقوق التي كفلها لهم الدستور اليمني والقوانين والمواثيق الدولية ومع اشتداد وتيرة الحرب والعدوان والمعارك اضطرت أكثر من 300 منظمة وجمعية محلية ودولية إلى إقفال أبوابها وتوقف خدماتها التي كانت تقدم بشكل منتظم للأشخاص ذوي الإعاقة والمكفوفين من كافة المحافظات والفئات.
دعم نفسي
وتقول الدكتورة شفيقة من مؤسسة التنمية والارشاد الاسري: إنه لابد من دمج شريحة المكفوفين في المجتمع ومساندتهم وتقديم الدعم النفسي لهم، كما ان كثيراً من الاسر لديها مكفوفون لكنها لا تسعى الى تعليمهم ولا الى إلحاقهم بالجمعيات المختصة لتعليمهم وتدريبهم وصقل مواهبهم بل تغلق عليهم في المنازل متناسية او متجاهلة أهمية التعليم بالنسبة لهذه الشريحة- شريحة ذوي الاعاقة البصرية- وان التعليم ضروري جدا لهؤلاء لكي يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي كما ان الحاقهم بالجمعيات الخاصة بالمكفوفين يتم فيها تأهيلهم نفسيا وحمايتهم واقامة الندوات التوعوية والدعم النفسي لهم وتذليل الصعوبات امامهم ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل في القطاعين الحكومي والخاص و قلة هم الأشخاص المكفوفين الذين يحرص أهلهم على تعليمهم ودمجهم في المجتمع.
واكد الدكتور محمد جحاف مدير عام صحة الاسرة ان العدوان على اليمن اثر بشكل كبير على المرضى بشكل عام وعلى المعاقين والمكفوفين وذوي الحالات النفسية ولم يعرف المجتمع الامراض النفسية بشكل كبير إلا في هذه الفترة بسبب العدوان حيث وارتفع عدد الحالات المصابة بالأمراض النفسية من المعاقين والاصحاء كما ارتفع عدد الامراض الذين هم بحاجة الى الدواء والدعم النفسي ناهيك عن عدم قدرة المراكز العلاجية على الاستمرار وشحة الادوية .
ويؤكد الدكتور حسام الشامي على ضرورة التكامل بين الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي خصوصاً ان اليمن تمر بأسوأ ازمة انسانية يشهدها العالم وقد تستمر المعاناة النفسية واثرها على المستوى البعيد اضافة الى ان الأخصائيين يعملون في نظام صحي على حافة الانهيار كما تشير تقارير منظمات الامم المتحدة.