منهجية عدوانية
طارق أحمد السميري*
تتوالى الأيام وتتعاقب الليالي ولا يزال هذا العدوان ممعنا في تدميره للبنى التحتية للشعب اليمني، ضاربا بقرارات وتوصيات الأمم المتحدة عرض الحائط، ومستمرا باستهدافه الممنهج للمواقع السياحية والتاريخية، متناسيا ومتجاهلا القوانين والأعراف الدولية التي تدعو إلى تحييد المواقع السياحية والتاريخية في حال نشوب أي صراع.
إننا ومنذ اللحظة الأولى لهذا العدوان دعونا وما زلنا ندعو الجهات المعنية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة السياحة العالمية إلى التدخل الفوري والعاجل لوقف هذه الأعمال غير المسؤولة والتي لا مبرر لها كون استهداف هذه المواقع هو استهداف للهوية اليمنية بل للهوية الإنسانية جمعاء.
لم يكف العدوان عن استهداف هذه المناطق بل أمعن في تدميرها تدميرا كليا في محاولة منه لطمس التاريخ، ولكن هيهات أن يتم له ذلك، فشعب اليمن شعب حضارة وتاريخ منذ القدم وحتى اليوم وما دمرته آلة حربهم سيعيد بناءه ابناء اليمن من جديد.
إن مما يبعث على الحزن والحسرة هو أن يترافق هذا العدوان الخارجي الغاشم مع عدوان داخلي لا يقل خطورة عنه، والمتمثل في انتهاك عذرية مدينة صنعاء القديمة من بعض المتنفذين والتجار والذين سعوا جاهدين لتدمير بعض منازلها القديمة واستبدالها بمنازل ذات طابع بناء حديث.
عدوان آخر يمارس بحق السياحة والتراث في اليمن، وطالبنا الجهات المعنية مرارا وتكرارا بإيقاف مثل هذه الأعمال التي ستقود إلى تغيير معالم المدينة وبالتالي خروجها من قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.
كما أننا في حكومة شباب اليمن المستقل دعونا الجهات المختصة بالترميم وإعادة البناء وإلى الاضطلاع بدورها في أعمال الترميم للمنازل المتهالكة والمهددة بالدمار حسب الطراز والمواد المتعارف عليها والتي لا تغير أو تشوه من معالم هذه المدينة بدلا عن قيام أصحابها بتدميرها واستبدالها بمبان حديثة.
في الأخير ندعو الجميع للتكاتف في مواجهة العدوان الغاشم والحفاظ على إرثنا وتاريخنا الحضاري العريق.
* وزير السياحة بحكومة شباب اليمن المستقل