المليشيات تشوه تاريخ اليمن بصور مسيئة

 

الثورة /
منذ وقعت مدينة عدن وبعض المحافظات الجنوبية في قبضة الاحتلال السعودي الاماراتي وقوى الغزو والاحتلال تعمل جاهدة على تغيير ملامح تلك المناطق بطرق وأساليب كثيرة تساعدها في ذلك الجماعات والفصائل المسلحة التابعة لها والتي بررت لها التدخل في اليمن وإدارة شؤونه الداخلية.
وكما حدث في عقود سابقة حيث كانت تواجه قوى الغزو مقاومة من نوع آخر تتمثل في الهوية اليمنية الضاربة في جذور التاريخ والمتجسدة في دماء وجينات المواطنين الذين مهما تكالبت عليهم الأمم ظلوا أمة وشعباً واحداً وإن مزقت اجسادهم إلى قطع متناثرة وسلطنات، فكل جديد في اليمن يعيد بناء نفسه تحت راية اليمن، وكل قديم لا يمكن تعريفه سوى باليمن.
عملت بريطانيا التي احتلت عدن وبعض مناطق الجنوب اليمني على تشويه الهوية اليمنية وتقطيعها وتدجينها خلال قرن ونيف إلا أن كل ما عملته لم يصمد ليوم واحد بعد أن التقطت عصاها ورحلت في نوفمبر 1967م، بالرغم من أنها راهنت على نخب ساسية وعسكرية في الإبقاء على الشعب عدن ومواطنيها تحت رعايتها إلا أن تلك النخب وجدت نفسها معزولة عن الشعب الذي ظل متماسكاً ومتكاتفاً وكأن بريطانيا لم تمر من عدن.
اليوم تقوم المليشيات التابعة للإمارات برفع صور أمراء ومشائخ دويلة الامارات في مكاتب ومؤسسات الدولة في عدن وبقية المحافظات التي تسيطر عليها بل واغتصبت من أجلها لوحات الشوارع، بالرغم من أن صورهم تشوه البيئة اليمنية، ولم تقف عند هذا الحد بل وصل بها الأمر الى تبني مواقف أبوظبي السياسية تجاه الكثير من الأحداث في المنطقة، ورفع صور السيسي تضامناً معه ضد محاولات تغيير نظامه في الآونة الآخيرة.
من المعروف أن بعض القوى السياسية كانت ترفع اعلام السعودية في بعض الفعاليات الانتخابية أو الثورية في سنوات سابقة، غير أنه لم يسبق أن رفعت صور أمراء أو زعماء أو مشائخ أي دولة كانت في المكاتب الحكومية أو المؤسسات الرسمية، وهذه ظاهرة غريبة على مجتمعنا اليمني بكل طبقاته وقواه السياسية والاجتماعية.

قد يعجبك ايضا