العرس الذي تحول إلى مأتم
عبدالفتاح علي البنوس
في السابع من أكتوبر من العام 2015م تجمعت أسرة آل السنباني من مختلف المحافظات إلى مسقط رأسها بقرية سنبان محافظة ذمار لحضور عرس أولاد أحد أعيان القرية ، كانت الأجواء فرائحية وكانت السعادة طاغية على المكان ومرتسمة على وجوه الحضور ، و في خضم هذه الأجواء ، وبينما كان الجميع يستعدون لحفل السمر ، قام طيران العدوان باستهدافهم بصورة مباشرة وهو الأمر الذي أدى إلى اشتعال مخيم العرس وتهدم المنزل المستهدف ، وسط حالة من الذهول، في لحظات تحول العرس إلى مأتم ، والفرح إلى حزن ، فالمصاب جلل ، وحصيلة المذبحة ليست بالهينة ، 43شهيدا بينهم 12طفلا ، و16إمرأة ، و15رجلا وقرابة 90جريحا في واحدة من سلسلة الجرائم والمذابح الوحشية التي ترتكبها اليهودية السعودية في اليمن ، الأمر الذي أحدث ضجة كبرى تجاوزت الحدود اليمنية ليصل صداها للعالم أجمع ، يهربون من مواجهة الأبطال في الجبهات ويذهبون لقصف النساء والأطفال في مخيمات الأعراس ، منتهى السقوط والخسة والنذالة .. لا زلت أتذكر فضائيات العمالة والإرتزاق وأبواقها المأجورين وهم يتحوثون عن قصف حوثي مزعوم على سنبان كان السبب في وقوع هذه الجريمة البشعة ، للدفاع عن أسيادهم آل سعود ، وعدم تحميلهم مسؤولية هذه الجريمة ، منشورات وتحليلات لأشخاص نزع الله من وجوههم الحياء ، لا ضمائر لهم ولا إنسانية ، يساندون القاتل السفاح ويلمعون صورته ويدافعون عن جرمه المشهود ووحشيته اللامحدودة في حق أبناء جلدتهم وإخوانهم خدمة للمصالح السياسية ، وتصفية للحسابات الحزبية ، رغم كل الشواهد التي تؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك استهداف العرس من قبل طائرات تحالف مملكة الشر ، قبل أن يعترف المجرم بجريمته ، ملجما تلكم الأبواق الخسيسة ، والأصوات المأجورة ، التي باعت كل قيمها وأخلاقها ومبادئها من أجل المال السعودي المدنس .. أربعة أعوام مضت على تلكم الجريمة البشعة التي لا يمكن تبريرها على الإطلاق ، لا تزال دموع والدة إحدى العرائس التي سقطت شهيدة قبل أن تدخل عش الزوجية ومشاعر الحزن التي ما تزال طاغية على محياها تحاصرني وتتبدى أمامي كلما جاء ذكر هذه المذبحة ، وكلما حلت ذكراها السنوية المؤلمة ، ولا يزال الحزن يخيم على أجواء سنبان ، وما تزال شواهد الجريمة حاضرة تحكي للعالم عن إجرام ووحشية وصلف آل سعود ، وتوضح للعالم مدى الحقد والكره والغل الذي يستوطن قلوب آل سعود، هذه الأسرة اليهودية الجذور تجاه اليمن واليمنيين ، الحقد الدفين الذي رضعوه رضاعة ونشأوا وتربوا عليه بناء على وصية مؤسسهم الهالك عبدالعزيز آل سعود الذي افتتح دولته بارتكابه الجريمة المروعة بحق حجاج بيت الله الحرام من اليمنيين في تنومة في العام 1923م.
بالمختصر المفيد ، تحل الذكرى الرابعة لجريمة العدوان السعودي السلولي في حق عرس أهالي سنبان بمحافظة ذمار والتي لا يمكن أن تنسى أو أن تسقط بالتقادم ، في الوقت الذي يواصل هذا التحالف الإجرامي ارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح الوحشية التي تطال المدنيين الأبرياء ، ظنا منه بأن ذلك سيشكل مصدر رعب على شعبنا ، أو أنه سيؤثر على صمودنا وثباتنا ، أو أن يفت من عضدنا ، ويؤثر على نفسياتنا ، وهو بذلك يحلم بالمستحيل ، فكلما ارتكب العدو السعودي والإماراتي ومن معه من الحلفاء جريمة ، كلما تولدت لدينا طاقات متجددة ، وتعززت الرغبة الجهادية للأخذ بالثأر ، فليس اليمني الذي يسكت عن ثأره ، وهي حقيقة يجب أن يفهمها ويدركها جيدا آل سعود وآل نهيان ، فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص ، وعلى الباغي تدور الدوائر .
الرحمة والخلود لشهداء مجزرة عرس سنبان ، وكل الشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى ، ولا نامت أعين القتلة الجبناء ، والمرتزقة الأجراء ، ( وما تموت العرب إلا وهيه متوافيه) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .