شتان بين من يمد يديه لينقذك ومن يمدهما ليخنقك

 

محمد عبدالكريم

على الرغم من ان الاسير السعودي الجندي موسى عواجي قد ألقي القبض عليه في ساحة المعركة ومن حق الجيش اليمني ان يتحفظ عليه الى ان ينظر في أمره ويتم المبادلة به ضمن صفقة اسرى استناداً الى القوانين الدولية , إلا ان السيد عبدالملك الحوثي قائد الثورة وجه بإطلاق سراح الاسير دون قيد أو شرط نزولا عند حالته المرضية التي تتطلب ظروفاً صحية وعلاجية لا تتوفر لدينا خاصة في ظل العدوان والحصار وبالفعل تم تسليم الاسير الى الصليب الاحمر والذي بدوره سلمه للسلطات السعودية , قائد الثورة بهذه الخطوة الإنسانية اعطى درساً لدول العدوان في كيفية التعامل الانساني مع الاسير سيما ان كان يعاني مشاكل صحية , لما للنفس البشرية من مكانة عالية في ديننا الحنيف مهما كانت الظروف حرباً أو سلماً استناداً الى قول الله عز وجل (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) صدق الله العظيم .
في المقابل يكابد الشعب اليمني مشقة العيش جراء الانعكاسات العديدة والآثار المترتبة لما يقارب خمس سنوات على العدوان والحصار الاقتصادي وثلاث سنوات من قطع للمرتبات جعلته يعيش اسوأ ازمة انسانية على مستوى العالم حسب تقارير الامم المتحدة .
وفوق ذلك تحاول دول العدوان وعملاؤها ممن رهنوا انفسهم للغير سعياً وراء المال وباستماتة غريبة إبادة الشعب اليمني وانهاكه حصاراً ومعاناة من خلال سياسات ممنهجة وعوامل عدة يتذرعون بها لا لشيء سوى ابقاء اليمنيين في دائرة المعاناة المقفلة التي يعايشها رغم العديد من المناشدات الانسانية والوقفات الاحتجاجية والكتابات الاعلامية والتقارير الدولية التي عكست الحالة المأساوية والكارثة الانسانية التي بات يعانيها الشعب اليمني مطالبة برفع الحصار والسماح لسفن الوقود والغذاء والمحتجزة تعسفاً منذ اغسطس الماضي بدخول البلاد كون استمرار احتجازها يضاعف معاناة الشعب لارتباط حمولتها بكل ما له صلة بالحياة من غذاء ودواء وخدمات , غير ان من يدعون تحرير اليمن لا يأبهون لمعاناة اليمنيين ولا يعيرون أنينهم وآهات اوجاعهم ادنى اهتمام .
فشتان بين من ينقذك من الموت ويقدم لك العناية والعلاج ويعيدك لبلدك واهلك رغم انك اسير حرب , وبين من يمعن في إبادة شعب بأكمله مستهدفاً اقتصاده ومعيشته وجعلها ساحة حرب اخرى .

قد يعجبك ايضا