بغداد/
قالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن 11 شخصا قتلوا في مظاهرات ليلية بمدينتي الناصرية والعمارة (جنوبي العراق)؛ ما رفع ضحايا الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى 26 خلال ثلاثة أيام، وأغلقت إيران معبرين حدوديين مع العراق بسبب الاضطرابات الحالية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية أن أربعة أشخاص قتلوا في مدينة العمارة (كبرى محافظة ميسان)، في حين سقط قتيل آخر في محافظة ذي قار، وفق مصدر طبي.
وفي العاصمة بغداد أطلقت قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي في الهواء لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير، رغم حظر التجول الذي دخل حيز التنفيذ فجرا.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن القوات الأمنية صدت المحتجين باتجاه شوارع فرعية متاخمة لمكان التجمع الأساسي في ساحة التحرير، وذلك في اليوم الثالث من المظاهرات التي اندلعت في العاصمة ومدن جنوبية عدة احتجاجا على تردي الوضع المعيشي والخدمات الحكومية وتفشي الفساد.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن علي البياني عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أن قتيلين سقطا في بغداد، وسبعة في الناصرية، بينهم رجل أمن، بالإضافة إلى قتيلين في كل من محافظتي واسط وميسان.
وأشار البياني إلى أنه جرح في المظاهرات 708 أشخاص، منهم عشرة في حالة حرجة بمحافظة ميسان، كما اعتقل 132 شخصا، وأفرج عن معظمهم.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي حظرا كاملا للتجوال في بغداد حتى إشعار آخر، في حين ترك المسؤول العراقي سلطة اتخاذ قرار مماثل في محافظات البلاد وفق تقدير كل محافظ.
وتحدثت مصادر أمنية عن فرض حظر التجوال في مدن الناصرية والعمارة والنجف ومحافظة بابل.
كما أمر وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري في إعلان حالة التأهب القصوى في كافة القطاعات والمنشآت الحكومية والسفارات والبعثات الدبلوماسية كافة.
وذكر مرصد “نت بلوكس” المتخصص في مراقبة أنشطة الإنترنت أن خدمة الإنترنت انقطعت أمس عن معظم أنحاء العراق، بما في ذلك بغداد.
وأوضح المرصد أن معدل الاتصال انخفض إلى ما دون 70%، مصحوبا بحظر شبكات التواصل الاجتماعي.
وعلى المستوى السياسي، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان) والقيادات السياسية في البلاد اجتمعوا، واتفقوا على ضرورة التعجيل باتخاذ إجراء تحقيقات دقيقة بشأن ما حصل في مظاهرات اليومين الماضيين.
وأضاف صالح -في بيان- أن المجتمعين أكدوا ضرورة ضبط النفس واحترام القانون، ومنع استخدام القوة المفرطة في التعامل مع الأحداث، كما أكدوا المسؤولية القانونية والمجتمعية في مواجهة من وصفهم البيان بالمندسين الذين يريدون استهداف الأمن العام.
من جهة أخرى، قالت “جينين هينيس باسخارت” الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بعد لقاء مع مجموعة من المتظاهرين؛ إن المطالب التي ينادي بها المتظاهرون بإجراء إصلاحات اقتصادية وتوفير فرص عمل ووضع حد للفساد مشروعة.
ودعت الممثلة الأممية السلطات العراقية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات، وإتاحة المجال للمتظاهرين المسالمين للتعبير عن آرائهم بحرية، في إطار القانون.
وبسبب تصاعد الاحتجاجات أغلقت إيران معبرين حدوديين مع العراق؛ أحدهما يستخدمه زوار أماكن يقدسونها في العراق، ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أمس عن قائد حرس الحدود الإيراني اللواء قاسم رضائي أن معبري خسروي وجذابه أغلقا في وقت متأخر الليلة الماضية.
وذكر مسؤول إيراني كبير للتلفزيوني الرسمي أن معابر أخرى ظلت مفتوحة قبل موسم توافد الزوار الإيرانيين على المزارات الشيعية في العراق.
وفي سياق منفصل وقع انفجار في وقت متأخر أمس الأربعاء في المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد، ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني عراقي قوله إن الانفجار ناجم عن استهداف صاروخين للمنطقة الخضراء، وأضاف المصدر أن الصاروخين لم يخلفا أي أضرار بشرية أو مادية.
وقال التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية إن القوات الأمنية العراقية تجري تحقيقات بشأن التفجير، وإن منشآت التحالف لم تتعرض لأي أضرار نتيجة الهجوم.