حسن الوريث
خفت بريقه كثيراً وتراجع نشاطه أكثر وأكثر ولم نعد نسمع عنه إلا فيما ندر، فبعد أن كان أكثر الاتحادات الرياضية نشاطاً ها هو اتحاد الرياضة للجميع يقول إنه لا يمكن إلا أن يكون في صف الاتحادات النائمة وما أكثرها والتي بعضها يصحو في السنة مرة واحدة وبعضها كل سنتين والبعض منها ربما مات وشبع موتاً في ظل النوم العميق لوزارة الشباب والرياضة وقطاعاتها التي يفترض أن تكون على الأقل في موقع الرقابة على أنشطة الاتحادات لأن عملية صرف المخصصات والاعتمادات تمر عبر هذه القطاعات.
اتحاد الرياضة للجميع كان في يوم من الأيام نشيطاً وتصدر العمل الرياضي بل وكان له بعض البصمات هنا وهناك لكنه اليوم لم يعد كذلك فقد أصابته العدوى، ولكن وللإنصاف يفترض بنا أن نتوجه ببعض التساؤلات التي يمكن أن نتعرف من خلال الإجابة عنها وعليها على السبب أو الأسباب التي أدت إلى هذا الركود الكبير للاتحاد رغم أن قيادته من الكوادر الرياضية المتمرسة والمتمكنة لكن ربما يكون لديها بعض المبررات والأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الكبير وغير المنطقي.
نحن سنتوجه بتساؤلات عن سبب غياب هذا الاتحاد الذي كان متميزاً فهل هذا التراجع والغياب يعود إلى الجانب المالي وعدم تسلم الاتحاد مخصصاته من صندوق رعاية النشء والشباب وعدم وجود موازنة مالية من قبل الحكومة ووزارة الشباب والرياضة؟ أم أن هذا التراجع والغياب بسبب جوانب إدارية أو خلافات بين أعضاء الاتحاد كما نسمع في الكثير من الاتحادات التي يتنافس أعضاؤها على المناصب والكراسي ويختلفون حتى يسمعهم العالم لكن حين يأتي النشاط لا نجد منهم أحداً؟ وهل السبب وراء هذا الغياب والتراجع الفتور الذي ربما أصاب أعضاء الاتحاد نتيجة الفترة الزمنية الطويلة التي قضوها وهم في الاتحاد وبات الوضع بحاجة إلى تجديد وتغيير والذهاب إلى اتحادات أخرى؟ وهل سبب هذا التراجع والغياب يعود إلى أن بعض أعضاء الاتحاد مشغولون بأعمال أخرى سواء في الوزارة أو في الأندية أو في أعمالهم الخاصة التي يفضلونها على العمل في الاتحاد للبحث عن مصدر للدخل بسبب انقطاع الرواتب والمخصصات والاعتمادات وغيرها؟.
اعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات ستجعلنا نعرف أسباب غياب وتراجع نشاط اتحاد الرياضة للجميع، وربما تكون هناك أسباب لا نعرفها تتعلق بوزارة الشباب والرياضة وقياداتها التي لها الدور الأساسي في غياب وتراجع الرياضة اليمنية وهذا الأمر معروف ليس من اليوم ولكنه من زمان حيث أن الوزارة مازالت هي المنفى لكل من يريدون أن يبعدوه عنهم أو للترضية لمن لم يجدوا له عملاً، أو أنها من ضمن المحاصصات التي تتم وبالتالي فاتحاد الرياضة للجميع يعاني من الوزارة وقياداتها ما جعله ينام كغيره من الاتحادات الرياضية.
بالتأكيد أن الرياضة للجميع هي عبارة عن أنشطة رياضية تمارس من قبل فئات أو شرائح عديدة من المجتمع بدافع ذاتي بحسب رغبة الفرد وقدراته وفي إطار من التقاليد الاجتماعية بهدف الحصول على قدر من اللياقة البدنية والمحافظة على الصحة العامة للجسم، ومعظم البلدان أنشأت اتحادات رياضية لهذا النوع من الأنشطة بهدف تشجيع هذه الفئات على ممارسة الرياضة بل أنها أنشأت ملاعب لها لكننا في بلادنا حولنا الملاعب الرسمية إلى مراعي للأغنام فما بالك بإنشاء ملاعب عامة للرياضة للجميع فهذا أبعد ما يكون وما يمكن في ظل عدم وجود الرؤية الحقيقية والصحيحة للرياضة.
وختاماً .. سنقول إذا كان السبب مادياً وعدم صرف المخصصات لهذا الاتحاد الذي كان نشيطاً فعليكم أن تفرجوا عن مخصصاته كي يعود إلى نشاطه المعتاد على اعتبار أن الرياضة للجميع مهمة وخاصة في ظل الوضع الحالي الذي تمر به بلادنا جراء العدوان والحصار، أما إذا كان السبب إدارياً فإننا ندعو الاتحاد إلى معالجة أوضاعه وأي خلل تسبب في هذا التراجع، وإذا كان السبب هو انشغال البعض من الأعضاء بمهام وأعمال أخرى فمن لم تعد لديه الرغبة في العمل عليه أن ينسحب فوراً دون أن يؤثر على الآخرين وعلى نشاط الاتحاد أما، إذا كان السبب يعود إلى عراقيل من الوزارة وقياداتها فعليناً أن نقول لهم ارفعوا أيديكم عن الاتحاد وحاولوا أن تشجعوه لا أن تحبطوه، كما أن عليكم أن تنظروا إلى تجارب الآخرين في مجال الرياضة للجميع للاستفادة منها كي تبقى الرياضة للجميع وليس للقليل.