بأس أنصار الله

 

د. منصر هذيلي*

يكتشف كثيرون الآن فقط بأس أنصار الله اليمنيين. أنا رأيت هذا البأس على وجه السيد بدر الدّين الحوثي رحمه الله والد عبد الملك الذي يخرج دوريا على الشاشات والذي يقود شرفاء اليمن.
رأيت يأس الرّوح على وجه ذلك الثمانيني الذي رحل عن الدّنيا بعد ما ترك في الأبناء بذرة عزة وكرامة. رأيت ذلك البأس وبشّرت بفعله العظيم القادم في اليمن وكلّ المنطقة.
البعض استهزأ والبعض شيّعني والبعض حوّثني. الحمد لله أنّ اليمنيين حفاة عراة وإلا قالوا أنّهم يقبضونني مالا وفيرا. ما سيكون ببركة اليمن عظيم عظيم ولن يكون الا ببركتهم أي بالسرّ المعنوي السّاكن فيهم.
هناك علم جليل أسمّيه علم الاستثناء نحن في العامّ نجهله لفرط ما فتنتنا الأسباب وغرقنا في عقلانية صارمة وتورّطنا في الكمّيات المرقّمة. لا نعي أنّ الإيمان في جوهره تسليم بقانون الاستثناء وأنّ ما يسمّى سننا إلهية لا تتبدّل ولا تتحوّل إنّما هي تثبيت للاستثناء.
قد يكون المرء كافرا جدا في العمق ويأتي ما يأتي المؤمن من سمت وحركات. أقصد أنّ الإيمان حالة ذهنية لا التزام بعبادات.
من كان يتصور أو ينتظر أن ينجز اليمنيون ما ينجزونه؟ هل يفسّر أمرهم بأسلحة إيران؟ لا والله. يفسّر الأمر كلّه بقوّة الله وهذه القوّة لا تتجلّى الّا بقدر التسليم لها زهدا في كلّ قوّة غيرها أو سواها.
يحبّ الله ذلك الإنسان الذي تتقطّع به الأسباب فلا يضعف ويزيد عنده اليقين بأنّ الله هو مسبّب الأسباب وهو أول الأسباب والمحيط بها جميعها. آلاف الأسرى دفعة واحدة! هذا لعمري تطور معجز وتحوّل يلوي أعناق الجبابرة المستكبرين.
سيضطرّ جهابذة الاستعمار إلى إعادة التفكير في القوّة لأنهم يكتشفون حدود القوة التي بنوا عليها وأسّسوا وأقاموا المنظومات. قريبا وبقوة الله وبأس أمره أطير إلى اليمن ولست ذلك الهدهد.

*أكاديمي تونسي

قد يعجبك ايضا