في بداية شهر يوليو الماضي أعلنت الإمارات البدء في سحب قواتها المشاركة في الحرب على اليمن ضمن ما أسمته أبوظبي خطة إعادة انتشار لأسباب استراتيجية وتكتيكية.
وقال مصدر أماراتي كبير وقتها أن أبو ظبي تعمل على الانتقال من الاستراتيجية العسكرية إلى خطة تقوم على تحقيق السلام أولاً.
الثورة / محمد شرف الروحاني
هذا الإعلان قوبل بالتشكيك من قبل الكثير المحليين السياسيين وقتها فكثير من المحليين قالوا أن العملية لا تعدو أن تكون إعادة تموضع للإماراتيين وامتصاصاً لموجة السخط الشعبي المتصاعدة ضد الإمارات وسلوكها العبثي التدميري في اليمن.
ومنذ إعلان الإمارات عن انسحابها أثبتت الوقائع على الأرض مناقضة لإعلان أبو ظبي الانسحاب .
ففي الـ29 من أغسطس المنصرم وأثناء تقدم المليشيات التابعة للفار هادي نحو مدينة عدن قامت طائرات عسكرية تابعة للإمارات بمهاجمة هذه المليشيات في أطراف مدينة عدن ، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف هذه المليشيات ونفذت غارات أخرى في مدينة زنجبار مركز محافظة أبين.
و كشف مصدر جنوبي يومها للعربي الجديد أن ضباطاً إماراتيين رفيعي المستوى أشرفوا على القصف وسير المعارك من خلال طائرة أباتشي كانت تحمل قيادات ما يسمى الانتقالي مع بعض ضباط إماراتيين.
وخلال الأسبوع الماضي اعترفت الأمارات في بيان نقله الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الإماراتية بمصرع ستة من جنودها نتيجة ما أسمته حادث تصادم آليات عسكرية في أرض العمليات حد قولها ولم تشر إلى مكان التصادم .
وكشفت مصادر جنوبية عن كمين استهدف سيارة صالون كان على متنها ستة إماراتيين بعد خروجهم من مقر السكن الخاص بهم في خور مكسر في عدن .
وهذا يثبت عمليا ً أن انسحاب الإمارات من اليمن لم يكن ألا شكلياً ، فاعلان الانسحاب بحسب مراقبين إنما هو كان خطوة من الإمارات للحفاظ على منشآتها الحيوية واستثماراتها، خاصة بعد وصول الصورايخ البالستية اليمنية إلى أهداف حيوية داخل العمق الإماراتي واستهداف الطائرات المسيرة لمطار أبو ظبي هذا أولاً .
وثانياً استعداداً للتصعيد والذهاب نحو الانفصال لتترك البلد منقسماً وضعيفاً وتحول اليمن إلى دولة فاشلة تحكمها الميليشيات .
وثالثاً التخفيف من الضغوط الدولية جراء الانتهاكات الإنسانية التي ارتكبتها قوات الإمارات والأحزمة الموالية لها في عدد من المحافظات اليمنية.
ومن خلال كل ما سبق فإن أطماع أبو ظبي في المحافظات الجنوبية ما تزال قائمة وتشهد عليها ممارسات القوات الإماراتية ، فالإمارات اليوم تقف بكل ثقلها السياسي والعسكري خلف ما يسمى بالانتقالي وقواتها مازالت باقية في شبوة ، و المخا ، والمكلا ، وعدن ، وسقطرى ، وهناك معلومات ان القوات الإماراتية مازالت متواجدة في الساحل الغربي .