الجنوب بين احتلال ومحتل ومحتال !
فادي باعوم
أحيانا كنت التمس العذر للقادة الجنوبيين فهم بين مطرقة مصالح الدول وسندان أيدولوجيتها .
ولكن القضية الجنوبية ولدت من رحم معاناة مريرة وطويلة ومن واقع ظالم متخلف عاشته لسنين وما نراه اليوم لا يمت للجنوب ولا للقضية الجنوبية بصلة.
القائد الجنوبي اليوم محاصر بأطماع الدول ونزقها ومصالحها وأيدولوجيتها وكذا الفهم القاصر لكثير من ضباط مخابرات تلكم الدول وهي والله بما اوكته يدا هذا الجنوبي وبما نفخ فاه !
ففي عدن وحضرموت هناك صراع دولتين كالسعودية والإمارات
هذا الصراع السعوامارتي تجاوز « ما يعرف بالشرعية اليمينة « التي كانت غطاء لتدخلاته السافرة وأوجدوا في الجنوب كانتونات وقطاعات ومليشيات ومرتزقة وقادات من ورق مهمتهم رعاية مصالح تلك الدول وحراستها وأصبح كل هم هؤلاء القادة رفع علم تلك الدولة أو علم الأخرى وتوسيع رقعة تواجدها ورفع صور قادتها على الصدور! (الا يخجلون ؟ )
وكلاهم يرفع شعارات براقة فهذا مع وحدة يمينة شرعية وذاك مع جنوب مستقل
وكلاهم لا يتعدون أن يكونوا مجرد أدوات لدول تعبث بأرضه.
نقدر تماماً بأن الجنوب بحاجة الى حلفاء وأصدقاء ومناصرين بل لا بد وهذا شيء طبيعي
ولكن ما يحصل الآن لا يرقى حتى الى مستوى عبودية فهو استرخاص وإسفاف وابتذال لا مثيل له !
فلماذا هذا يحصل في الجنوب وبالذات في المناطق التي يسيطر عليها حلفاء الإمارات؟
هل هي بتوجيهات من أبوظبي ؟
أم هي اجتهادات من بعض الدخلاء على الثورات أم هي مزايدات الرفاق الذين كانوا اشتراكيين أكثر من لينين وماركس وأضافوا الى ما قاله لينين ؟
واساس أي ثورة هي الكرامة الوطنية والسيادة والعنفوان والاعتزاز بالهوية والمبادئ الثورية.
ولكن ما يحصل في الجنوب من مدعي الثورة لهو عار على كل مبادئ الثورات في كل العالم .
الخلاصة أننا أمام واقع مرير بائس ولا بد من تغييره وتقييم اعوجاجه وخلق علاقات ندية محترمة مع الآخرين مبني على مصالح الجنوب أولاً ثم مصالح الآخرين وإلاّ لن يتعدى الجنوبي التابع أو المرتزق فاقد الهوية والانتماء على أفضل تقدير .
عن « الجنوب اليوم « .