غزة/
قال الجنرال غادي آيزنكوت- القائد السابق للجيش الإسرائيلي- في مقابلة مطوَّلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت: “ما تشهده الآونة الأخيرة من انتهاك سياسة الغموض في عملياتها العسكرية- وهي التي اتبعتها إسرائيل في العقود الماضية- يعد خطأ خطيرا يهدد أمن الدولة”.
وأضاف: “التحالف الدفاعي الجاري الحديث عنه بين إسرائيل والولايات المتحدة خاطئ، لأننا أقدمنا عليه مع تأسيس الدولة لأننا عانينا من تهديد وجودي، لكن التحالف الدفاعي اليوم ليس منطقيا، فقد هاجمنا الأعوام الماضية آلاف الأهداف في الشرق الأوسط: ضد داعش، والوجود الإيراني في سوريا، وقدرات حزب الله، دون الحاجة لتحالف دفاعي”.
وأشار آيزنكوت- الذي يعمل اليوم باحثا في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى- إلى أن “الهدف الطموح لإسرائيل ينبغي أن يكون الإطاحة بسلطة حماس من خلال الاحتلال الكامل لقطاع غزة، والقضاء على بنيتها التحتية، وهذا يستلزم عبئا عملياتيا واقتصاديا طويل الأمد، فضلا عن تكلفة سياسية باهظة”.
وأوضح: “حين يتعلق الأمر بهدف أكثر تواضعا كتجديد الردع، فيجب الأخذ بعين الاعتبار الأضرار الجسيمة التي ستلحق بنسيج الحياة في إسرائيل، مقارنة بالتكلفة الاقتصادية والأخلاقية لعدم القدرة على ردع حماس، ما يحرج إسرائيل بأكملها، ولذلك فإن الذهاب لعملية محدودة ضد حماس يجب أن تكون الملاذ الأخير”.
وأكد: “إسرائيل قد تذهب لحروب مفاجئة دون أن تدرك كيف وقعت، حدث ذلك قبل أسبوعين في غزة وقبل شهر في لبنان، لكن الأساس أن المعركة التي تندلع بمبادرتنا أو مبادرة العدو يجب أن تكون نتيجتها تغييرا استراتيجيا، نتحدث عن 3 سيناريوهات: استجابة دفاعية بعد هجوم خطير للعدو، هجوم إسرائيلي استباقي لإحباط قدرة العدو، ونيته في الهجوم، وحملة استباقية تهدف لتدمير بناء قوة العدو”.
وأضاف: “تغيير ميزان القدرات الاستراتيجية لحزب الله يعتبر سببا للذهاب لحرب وقائية، لأن المشروع الدقيق الذي ينخرط فيه الحزب قد يكون سببا للحرب، لكن حين يقول حسن نصر الله إن لديه قدرات صاروخية صارمة فهذه مبالغة، لأن إسرائيل تقوم بعملية مفتوحة ضد دقة الصواريخ، وفي كل هجماتنا دمرنا المنشآت العسكرية في سوريا التابعة لإيران وحزب الله”.
وانتقل آيزنكوت إلى الحديث عن الساحة الفلسطينية، قائلا: “إسرائيل اليوم ليس لديها سياسة أمنية واضحة خاصة بالفلسطينيين، فهل نريد الإطاحة بحماس، أم إقامة دولة فلسطينية منقوصة السيادة، أم إلصاق غزة بمصر، أم علاقات أمنية مع السلطة الفلسطينية، وهل نسعى لإبقاء السلطة الفلسطينية قوية، ولا نريد أن تنهار؟”.
وأكد: “المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية عملت في غياب بوصلتها عن الساحة الفلسطينية، مع العلم أن تقوية حماس في غزة خطأ استراتيجي خطير، ونحتاج لإنهاء حكمها هناك، ربما ليس الآن لأن لدينا بعض القيود، والوجود الإيراني في الشمال يسيطر على أجندتنا، وبناء الجدار المادي على طول حدود القطاع، لكنه ينبغي أن يكون هدفا بعيد المدى يتمثل في إضعاف حماس بشكل كبير، وإخضاع غزة للسلطة الفلسطينية”.
من جانب آخر قامت قوات الاحتلال بتنفيذ حملة مداهمات واسعة في الضفة الغربية اعتقلت خلالها عدداً من الفلسطينيين من بينهم 8 قياديين من حماس.
الحملة شملت بلدات عديدة في الخليل ورام الله في الضفة، وذكرت مصادر محليةٌ أن من بين المعتقلين العديد من الأسرى المحررين، كذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا، حيث تصدّى لها الفلسطينيون.
وكانت قوة خاصة مما يعرف بـ “وحدة المستعربين في جيش الاحتلال” قد اختطفت الأسير المحرر محمد يوسف الحروب خلال عبوره شارعاً في منطقة سنجر ببلدة دورا في الخليل.
وذكرت مصادر محلية أن وحدة المستعربين التي كانت متنكرة بلباس مدني وتحمل الأسلحة نزلت من مركبة واختطفت الشاب من أمام أحد المحال التجارية، وأظهرت مشاهد مواقع التواصل الاجتماعي اعتداء مستعربي الاحتلال عليه بالضرب، قبل نقله إلى جهة مجهولة.
كما اختطفت قوات الاحتلال الشابين أحمد ذيب الحروب وعز قاسم الحروب خلال تواجدهما داخل سيارة في دير سامت.