الحادي والعشرون من سبتمبر.. ثورة شعب رفض الوصاية والعبودية

 

ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة جسدت كل معاني الوعي والبصيرة وحافظت على كرامة الشعب وسيادة الوطن ؛ لأنها ثورة ضد الطغيان، ثورة ضد الفساد ،ضد الحكم الأموي وامتداده ، فهي ثورة حسينية نجحت بدماء الطاهرين التي كانت طوفانا جرف العرش اليزيدي الظالم ، كذلك كانت نتاج لإدراك ضميرا الثوار الحقيقيين لحجم تواطؤ العملاء فقاموا بإسقاط ما تم التخطيط له، وكان الانتقال سريعا خلال مسيرة هذه الثورة ، فكان هناك هيمنة ووصاية وتسلط وتبعية لليمن وإبقائه ضعيفا مهزوما مسلوبا لقراره وإرادته إلى ثورة غضب وحق ضد الخونة من قبل الثائرين في وجه الطغيان، وهي ثورة تحريرية من التبعية والانقياد من كل القوى التي عاثت في الأرض الفساد وعملت على نهبها وامتصاص ثرواتها .
وبهذه المناسبة المجيدة قام المركز الإعلامي للهيئة النسائية بمكتب الأمانة بحوار مع بعض الإعلاميات و الكاتبات القديرات لمعرفة كيف أصبحت ثورة الـ 21 من سبتمبر ثورة يُحتذى بها بين كل الثورات، ومدى نجاحها في إزاحة عملاء كانوا أدوات تخريبية في أياد أجنبية نبقى مع التفاصيل..

تحدثت الأستاذة أمة الرزاق جحاف قائلة : قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر كان الناس قد وصلوا إلى حالة كبيرة من اليأس والإحباط، بسبب اكتشافهم أن ما كانوا يحسبونه دولة لم يكن سوى كذبة كبيرة انهارت عندما بدأت مظاهرات الـ11 من فبراير، وتساقطت أقنعة جميع الوزراء والمسؤولين الذين كانوا يديرون البلاد ويزيفون وعي الشعب وينهبون خيراته ويتشدقون بالوطنية في كل مناسبة وخلال المفاوضات التي تمت في الموفمبيك، وكان من الواضح أنهم لا يفاوضون من أجل الوصول إلى حل ولكن من أجل إفشال الحوار من خلال ما بدا واضحا من إصرارهم على تنفيذ رغبات السعودية مع أنهم متأكدون أنها لا يمكن أن تصب في مصلحة اليمن، فحين قامت ثورة الـ21 من سبتمبر لم يستطيعوا أن يتحملوا فكرة أن يعيشوا أحرارا وأسيادا على بلادهم لأنهم تعودوا على حياة العبودية، ولم يستطيعوا أن يتحملوا وجود شركاء لهم في العمل السياسي، لأنهم لم يكونوا يفكرون في الوطن ولا في مصيره وإنما في مصالحهم الخاصة، بدليل أن كل منهم كان يتسلم مبالغ طائلة شهريا من النظام السعودي وهم يعلمون أنها مقابل عمالتهم وخيانتهم لبلادهم ومصادرت قرارات بلادهم السياسي، ولذلك عندما بدأ العدوان لقد كانوا يتبنون القررات والتوصيات السعودية رغم أنها ضد بلادهم وشعبهم ؛ وهو ما استندت عليه دول التحالف بعد ذلك في ارتكاب كل تلك الآلاف من المجازر الدموية بحق المدنيين دون أن تهتز لهم شعرة أو يرف لهم جفن أو يصحى لهم ضمير.
ثم واصلت جحاف حديثها قائلة : بعد ثورة 21 سبتمبر حصل تقدم سياسي واقتصادي، وقد تمثل في تطور الأداء السياسي للدولة، فتمكن السياسي اليمني من الحفاظ على كيانات الدولة وبنائها المؤسسي وعدم وقوع الدولة في دائرة الفراغ السياسي الذي كانت دول تحالف العدوان تراهن عليه على أساس قلة خبرة أنصار الله السياسية والإدارية،لكن تمكن الأنصار من إفشال هذا الهدف تدريجيا ولم يتهوروا بإعلان تشكيل حكومة جديدة، وإنما تدرجوا من تشكيل اللجان الثورية وصولا إلى تشكيل المجلس السياسي، وفي كل خطوة سياسية كانوا يستفتون فيها الجماهير الغفيرة التي كانت تتدفق الى الشوارع مؤيدة ومباركة، وهذا منحهم حصانة شعبية فوتت على الأعداء التشكيك فيها.
كما أشارت لدور المرأة اليمنية في الثورة المجيدة قائلة : المرأة اليمنية لعبت دورا كبيرا في ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة كان من خلال الدور المباشر المتمثل في التأييد لكل القرارات السياسية والمشاركة في كل المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي دعت اليها قيادة الثورة ابتداء من تواجدها في الساحات الثورية في الـ11 من فبراير، و من خلال دعمها للجبهات بأغلى واثمن ما تملك مضحية بالولد والزوج والأب والأخ والإبن حاثة لهم على الجهاد في سبيل الله واستقبالها لجثامينهم بالفرح والاستبشار، كانت ولا زالت هي المرأة المؤمنة المثقفة بثقافة القرآن استوعبت جيدا ما هو مستقبل الشهيد عند الله وما هي نتائج العزة والشرف والكرامة التي تترتب عليها تلك الشهادة، وهذا ما يمز المشاركة النسائية أنها لم تكن قاصرة على فئة دون أخرى، بل انخرطت فيها النساء من كل الفئات والشرائح الاجتماعية، حتى الأميات وكبار السن، ولم يقتصر مشاركتها على الدعم بالرجال فقط فلم تترك مجالا يمكن أن تدعم من خلاله إلا وساهمت فيه دعما با لأموال والمجوهرات وتجهيز القوافل الغذائية وجمع التبرعات ونشر الثقافة والوعي ؛ كما قال عنها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي _حفظه الله: “تلعب المرأة اليمنية دورا كبيرا فيما يتحقق من انتصارات”.
ومن ناحية أخرى أوضحت الأستاذة أشجان الجرموزي بقولها : عندما شعر العملاء والخونة بخطر هذه الثورة المباركة بدأوا بعمل مفاوضات مع السيد_ سلام الله عليه_ كمحاولة ثني أبناء المسيرة والجماهير المعتصمة عن التراجع عن هذه الثورة، فباءت مساعيهم ومخططاتهم بالفشل فقاموا بإسكات أصوات الحق والحرية وأعضاء الحوار الوطني وقياداته من خلال القيام بجرائم بشعة بحق الأرواح “الاغتيالات” ؛ قاموا باغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان والبرفسور أحمد شرف الدين، وحاولوا اغتيال البرفسور إسماعيل الوزير والكثير من الهامات الثورية والعلمية ولكن ذلك لم يزد أبطال الثورة إلا صموداً وثباتا وبانت نوايا أولئك العملاء وبانت الوجوه الحقيقية المخبأة خلف الأقنعة المزيفة، فكان للشعب اليمني أحقية ومطالب مشروعة، جعلتهم في حالة من الوعي الشديد والخروج من قوقعة الظلم المطبق عليهم منذ عقود كثيرة فأعادت للشعب ثقته بنفسه وعززت قيم العزة والكرامة في ذاته، وحافظت على كيان وكرامة الشعب اليمني في ظل ظروف حاول فيها دعاة الفساد إلى جعل الشعب في ذل واستبداد وخنوع، حيث كان الرأس المدبر وراء خراب الوطن هو نظام الفساد الذي كان يستشري في يمن الإيمان بقيادة النظام الفاسد وأعوانه ورأس الأفعى المدبر علي محسن الأحمر وزبانيته وأيضا تم التخلص من الهيمنة الأمريكية التي كانت مطبقة على الشعب اليمني بواسطة النظام السابق الذي أسقط وذهب شره بعيداً عن موطن الإيمان.
وأكدت الجرموزي قائلة : هناك أهداف لثورة الـ21 من سبتمبر تتلخص فيما قاله السيد عبدالملك _سلام الله عليه_ في أحد خطاباته وهي على النحو التالي :
1 – مواجهة الخطر الأمريكي الذي يستهدف اليمنيين في قيمهم وأخلاقهم وثرواتهم ثم في حياتهم وأنه يهيئ اليمن لاحتلال مباشر.
2 – الحكومة في اليمن صارت تتحرك لخدمة الأمريكيين وتسهل تنفيذ مؤامراتهم والسفير الأمريكي صار هو الحاكم والمتحكم في شؤون اليمن.
3 – بيّن بأن ما يسمونها بالقاعدة هي صنيعتهم وهي ذريعتهم لاحتلال الشعوب وأن أمريكا هي من ترعاهم وتسهل عملية تمددهم.
4 – على الشعب اليمني أن يستغل الفرصة في الوقت الراهن للتحرك الجاد والواعي والمسؤول لتغيير الواقع وإزاحة هذه السلطة المجرمة العميلة مؤكداً أنه سيكون في طليعة هذا الشعب.
كما أشارت الأستاذة أنيسة عناش الماخذي قائلة : أسقطت ثورة الـ 21 من سبتمبر الوصاية بسقوط رموزها الذين حكموا اليمن وكانوا جزءا من النظام السابق الفاسد، الذين تسلقوا ثورة 2011 بثوب جديد ولكن بقيت رائحته العفنة عالقة فيهم وفضحهم وتم إسقاطهم في الوقوف أمام القضايا المحورية للبلد من أقلمة ودستور ؛ التي كانت ستؤدي الى مصائب وخيمة لليمن وشعبه إذا تم السكوت عنها، إنه وبعد ثورة 2011 واعتلاء الإصلاح فيها واعتلاء عبد ربه الرئاسة بمسرحية هزلية وكل الأحداث الدامية التي حدثت أثناء رئاسة عبد ربه، شعر الشعب وكأنه في مأزق وبئر لا قرار له، وحينما نادى الأنصار لثورة حقيقية ضد الجرعة وعملية الفساد والإفساد الممنهجة كان الشعب في حالة احباط شديد فكانت ثورة 21 سبتمبر المخرج من ذلك النفق المظلم الذي حاكه لنا اعداء اليمن وعملاؤه.
وواصلت الماخذي حديثها قائلة : إن الشعب اليمني أثبت أنه شعب مؤمن وقوي، ثابت بإيمانه وقوي بصموده، وأنه جاء الإيمان على قدر الصبر والصمود والثبات بوعي، هذا من الحكمة “ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا” ؛ والشعب اليمني حكيم ويأبى العبودية.
ومن جانب آخر تحدثت الأستاذة كوثر محمد قائلة : أطاحت الثورة برموز سياسية مهمة كان يظن البعض أن الدولة ترتكز بهم وأن التطور والتقدم لن يكون إلا بهم وأنهم لا يمكن أن يزولوا، ولكن نجد أن الثورة أطاحت بمن كانوا جنودا مجندة لدول الخارج وأنهم كانوا فقط مجرد أقنعة لواجهة فساد كبيرة أدت باليمن إلى التخلف والتراجع عن ما وصلت إليه دول العالم، لقد جاءت هذه الثورة في مرحلة هامة كان يساق فيها الشعب نحو الهاوية فنلاحظ هيكلة الجيش شيئا فشيئا، أعمال الاغتيالات المتزايدة والاخفاء القسري وارتفاع الأسعار وجرعات الغلاء والمشتقات النفطية بصورة كبيرة ومتسارعة وفي الأخير بيع أجزاء من الوطن وتأجير أماكن مختلفة لسنوات طويلة وإثقال الشعب بالديون والفوائد، فبدأ الاهتمام بتطور اليمن لمرحلة جديدة فقد كان اليمن يستورد كل شيء ولهذا كان من الضروري قيام هذه الثورة لتحرير الوطن من براثين الفساد والظلم والطغيان، وقد ارست الثورة العدالة والشراكة والتعاون والتكاتف والتسامح بين المواطنين، فمجريات الثورة المجيدة بدأت من مخيمات الاعتصام في حي الجامعة وفي شارع المطار والذي قوبل بالقتل وبالقنابل الغازية السامة وغيرها من طرق ترويع المعتصمين سلميا، وقد كانت حاجة الشعب لهذه الثورة ضرورية وملحة، فكان الشعب هو من ثار أمام الطواغيت فلم يجد خيارا آخر سوى التحرك لكن كان التحرك فيها بشكل آخر، فقد توفره القيادة الحقيقية التي يسير وراءها الشعب وهو يعلم أنه يحمل على عاتقه همّ الشعب هو السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي وقد كان الرأس الذي يدير دفة الفساد علي محسن وعبد ربه منصور هادي وحميد الأحمر ومن ورائهم حزب الإصلاح، الثورة نجحت من خلال كشفها عن أجندات خارجية أمريكية بالدرجة الأولى اديرت من داخل اليمن وخارجه، وقد نجحت الثورة في جعل الحكم داخليا غير مرتهن للخارج وفي إنهاء الوصاية الخارجية على اليمن، أدت باليمني إلى العودة إلى هويته وزراعة أرضه، والاهتمام باقتصاده وصناعته، وقد أعادت هذه الثورة ثروة الشعب واعادت لهم الأمن والأمان
وواصلت الحديث بقولها: ثورة الـ12 من سبتمبر أسقطت الوصاية الخارجية على اليمن من قبل السفير الأمريكي والسفير السعودي والذين هربوا عقب هذه الثورة والتي هي صحوة للشعب، فعقب التفتيش في بقايا الأوراق في السفارتين أظهرت مقدار التحكم في شؤون الدولة من تعيينات حكومية وغيرها من التحكم في ثروة الشعب، إلى إطلاق الأوامر لقتل المتظاهرين السلميين، فكانت الثورة تحمل أهميتها في دحر المستعمر غير المباشر لليمن بقوة الحق والعدل وبأيدي الشعب وبرجاله الأحرار وجيشه المغوار وترتب على ذلك قيام عدوان على اليمن، فنجاح الثورة بدأ من يوم الـ21 من سبتمبر ؛ بتشكيل حكومة جديدة شابة تحمل على عاتقها آمال وأحلام الشعب في حكومة إنقاذ تتوافق فيها كل الأحزاب والمكونات السياسية، وترتب على ذلك الدعوة للعودة إلى الصناعة اليدوية والمحلية وتنميتها والعودة للزراعة والاكتفاء ووقف استيراد الفواكه والحبوب من الخارج وتنمية المهارات المختلفة للشعب.
*المركز الإعلامي للهيئة النسائية بمكتب الأمانة

قد يعجبك ايضا