21 سبتمبر ثورة ضد الطغاة وعتاولة الفساد ورفضاً للوصاية الخارجية

محمد صالح حاتم

بعد أن ساءت الأوضاع المعيشية للمواطن ،وتفشى الفساد واستشرى في كل مفاصل الدولة، وفي ظل التدخلات الخارجية في الشأن اليمني ،بحيث اصبحت اليمن حديقة خلفية للسعودية ،وكادت أن تكون إمارة من إمارات بني سعود يتحكمون في قرارها السياسي، وخاصة بعد أحداث 2011م والتي فتحت الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية ،وأصبح سفراء امريكا والسعودية وبريطانيا هم من يحكمون اليمن وذلك عن طريق عملائهم وأذرعتهم في اليمن ،وبعد أن تدهور الوضع الإقتصادي في اليمن الى حد ّالإنهيار بحيث اعلنت حكومة باسندوة اذا لم يتم رفع الدعم عن المشتقات النفطية فإن الحكومة ستصبح عاجزة عن دفع المرتبات ،وهذه الحكومة هي من تلقت مليارات الدولارات، دعم ومساعدات ومنح من المجتمع الدولي ،لم تتلق أي حكومة من قبل دعم كهذا ،وأمام كل هذا فكانت ثورة 21 سبتمبر2014م والتي جاءت ملبية لمطالب الشعب ،وكانت ضرورة ملحة للقضاء على عتاولة الفساد ورموز الخيانة والعمالة من الإقطاعيين الذين حولوا اليمن إلى مزرعة وملكية خاصة بهم، فهم اصحاب شركات النفط والغاز وهم ملاك شركات الإتصالات ،وهم أصحاب الأراضي والعقارات، وهم من يملكون شركات النقل البرية والبحرية والجوية ،وهم وكلاء الشركات العالمية وهم مالكو البنوك التجارية والفنادق والوكالات السياحية، وكان هؤلاء الرموز هم من زرعتهم مملكة بني سعود في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وكانوا يتلقون الأوامر والدعم منها فكانوا يتقاضون مرتبات شهرية عبر اللجنة الخاصة بالسعودية علاوة ًعلى ما ينهبونه من ثروات اليمن، وهم من باع اليمن بعد 26مارس 2015م وهم من يسكنون الفنادق في الرياض ودبي واسطنبول الآن ،فكانت ثورة21سبتمبر ضد هؤلاء وهي من طردتهم وخلصت اليمن من شرورهم والذي نتمنى أن لا يعودوا أو يظهر اقطاعيون بديلا ًعنهم، وكذا كانت ثورة 21سبتمبر ضرورة ضد التدخلات الخارجية في شؤون اليمن الداخلية، ورفضا ًللوصاية الخارجية السعودية والأمريكية وحكم السفارات، فكان هذا العدوان وهذه الحرب على اليمن حقدا ًعلى سبتمبر وانتقاما من ثورته التحررية، فما إجماع العالم ضد الشعب اليمني وثورته الا دليل واضح على أنها ثورة شعبية يمنية خالصة ضد رغبات ومخططات الخارج، فهذه الثورة كانت بتخطيط يمني يمني خالص ،ولو كانت لها أيادٍ خارجية لما أجمع العالم ضدها ويريد إفشالها، وشن حربه الكونية التدميرية ضد ابناء الشعب اليمني وفرض حصارا ًبريا ًوبحريا ًوجوياً عليه، فهذا هو الحقد السعودي ضد ابناء الشعب اليمني وثوراته، وهي التي ظلت تحاربه وتتدخل في شؤونه قرابة النصف قرن، فعندما أحست أنها فقدت السيطرة وخسرت أذرعتها وجواسيسها وعملائها الذين زرعتهم في مؤسسات الدولة ومفاصلها وأن اليمن خرجت عن وصايتها، قامت بشن ّ عدوانها عليه، واليوم ونحن نحيي الذكرى الخامسة لثورة 21سبتمبر ونعيش في النصف الثاني من العام. الرابع من العدوان فإن علينا جميعا ًالمضي قدما ًلتحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر وذلك من خلال مواصلة الصمود ضد تحالف العدوان وتماسك الجبهة الداخلية حتى تحقيق النصر الشامل وتحرير كل شبر ٍمن تراب اليمن الطاهر ،وكذا العمل على تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة ومشروع الرئيس الصماد (يد ُتحمي ويد ُتبني )،والذي بها نبي دولة قوية مستقلة ذات سيادة وصاحبة قرارها السياسي، وكذا العمل على تفعيل منظومة القضاء واجهزة الرقابة والمحاسبة لمحاربة الفساد المالي والإداري في جميع مؤسسات ودوائر الحكومة واحالة الفاسدين والناهبين والعابثين بالمال العام الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل، وهنا نتساءل اين ذهبت قائمة الـ 74 فاسد الذين تم الإعلان عنهم قبل فترة ولكن لم نسمع أو نرى محاكمتهم ولم نعرف أسماءهم.
فثورة 21 سبتمبر مستمرة حتى اكتمال اهدافها وطرد المحتل والغازي من اراضينا، وتنضيف مؤسساتنا من رموز الفساد القدامى والجدد الذين يتسلقون على ظهر المسيرة القرآنية ويسيؤون إليها، وكذا القضاء على جميع العملاء والخونة والمندسين الذين لازالوا يعملون لصالح الأعداء وينتظرون الفرصة لإثارة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة تنفيذا لمخططات الأعداء ، وكذا العمل على توحيد الصف اليمني وتماسك الجبهة الداخلية وعقد مصالحة وطنية شاملة وحوار وطني يمني يمني بدون تدخلات خارجية تحت مظلة اليمن الواحد، على أساس من المحبة والود والسلام، بما يحفظ لليمن سيادته واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه.
وعاش اليمن حرا ًابيا ً، والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا