ثورة الـ21من سبتمبر قضت في أسابيع على عصابات القتل والاجرام الممتدة لعقود طويلة

تهامة عشق الرئيس صالح الصماد ومنتهى مسيرته النضالية الحافلة

اعتبرها قائد الثورة الشعبية “أمانة” الشهيد الصماد في أعناق الشعب اليمني:

الحديدة تنفض غبار سنوات طويلة من الفساد والاجرام رغم الاستهداف الواسع من قوى الغزو والارهاب

الحديدة هي أمانة الرئيس الشهيد صالح الصماد في أعناق الشعب اليمني هكذا يلخص قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المكانة العظيمة التي حظيت بها ولاتزال محافظة الحديدة في فكر وأدبيات ثورة الـ21من سبتمبر.
وضعت ثورة الـ21من سبتمبر الظافرة تهامة الغربية ومحافظة الحديدة تحديدا في رأس أولويات اهتمامها نظرا للأهمية الكبرى التي تمثلها للوطن اليمني من أقصاه الى أقصاه لذلك فقد وجه العدوان سهام أحقاده الى هذه المحافظة بكل قوة وعنف والقى بكل ثقله لنشر الخراب والدمار في ارجائها لكنه ورغم الامكانيات الهائلة التي حشدها لمعركته الخبيثة في جبهة الساحل الغربي اصطدم بإرادة وثبات وبسالة ابناء تهامة الذين تصدوا ولايزالون لجحافل الغزاة والمرتزقة ومعهم كل أبناء اليمن وها هو العدوان يترنح هناك دون أن يحقق أي انجاز منذ قرابة العامين.

حمدي دوبلة

امكانيات ومقومات كبيرة
محافظة الحديدة التي تمتد على مساحة تقارب الـ10آلاف كيلو متر مربع تعتبر البوابة الغربية لليمن بحكم موقعها الاستراتيجي على البحر الاحمر حيث توجد الى جانب ميناء الحديدة الرئيسي عدد من الموانئ والمنافذ البحرية الحيوية الهامة على طول الساحل الغربي ناهيك عن الثروة السمكية الهائلة التي تمتلكها اذ يمثل القطاع السمكي وخاصة الاصطياد التقليدي احد اهم مواردها الاقتصادية الذي يبقى من اهم دعائم الاقتصاد القومي للبلد ناهيك عن الثروة الزراعية والحيوانية الكبيرة وغير ذلك من المقومات والامكانيات التي لا يتسع المجال لذكرها هنا لكن ما يهمنا هنا القول بان هذه المحافظة الرائدة ورغم ما تمتلكه من مميزات ومزايا عديدة ظلت في نظر السلطات والانظمة السابقة طيلة العقود الخمسة الماضية عبارة عن بقرة حلوب مع عدم اعطائها اهتمام يذكر على صعيد توفير البنى التحتية وتنفيذ المشاريع الانمائية والخدمية لتبقى الحديدة واحدة من أكثر محافظات اليمن اهمالا وعبثا ولم يتوقف الامر عند هذا الحد اذ عمد النافذون في الانظمة البائدة على تحويل المحافظة الى ومرافئها الحيوية الى منافذ للتهريب وادخال انواع لا تحصى من السلع والبضائع المحظورة وحرمان الاقتصاد الوطني من عائدات مالية كبرى عوض عن استفادة اشخاص وعصابات كانت تتحكم في القرار السياسي الى جانب سيطرة واستحواذ هؤلاء النافذين على مساحات واسعة من الاراضي الزراعية وتحويلها الى ملكيات خاصة فيما تم استعباد ملاكها الحقيقيين وجعلهم عاملين بالأجرة في أراضيهم.
الحديدة قبل الثورة الشعبية
عاشت الحديدة مع أهلها الطيبين ابان العقود الماضية اسوأ مراحلها وعانت طويلا من الاهمال والاستغلال المجحف والتهميش والاقصاء المتعمد لابنائها وكوادرها في مختلف المجالات وحتى قبيل اندلاع ثورة الـ21من سبتمبر من العام 2014م ظلت المحافظة وخاصة المناطق الحيوية منها مثل مدن وارياف مديريات زبيد وحيس والخوخة في اقصى جنوب المحافظة مرتعا للمجرمين والمهربين وقطاع الطرق.
ويقول المواطنون في هذه المناطق بان ممارسة عمليات التهريب والاعمال الاجرامية من قتل ونهب وسطو على الممتلكات العامة والخاصة كانت عناوين يومية في الارياف الجنوبية لمديريتي حيس والخوخة تحديدا وظلت هذه الممارسات لعقود طويلة وظل المجرمون السفاحون في تلك المناطق يمارسون جرائمهم بكل ارتياح دون أن يكون للأجهزة الأمنية أي جهود تذكر مما ساد اعتقاد في أوساط الناس بأن هناك تنسيقا بين الجانبين للتنكيل بالأبرياء والسيطرة على ممتلكاتهم دون اعتراض من أحد.. ويقول غالب محمد وهو من أبناء الريف الجنوبي لمديرية حيس بأن ممارسات هذه العصابات المدعومة من قبل نافذين في الانظمة السابقة استمرت لأكثر من عشرين عاما وتوسعت بصورة أكثر وحشية واجراما في عهد الفار الفادي وبات الناس في عهد حكومة الوفاق التابعة لهادي كما يقول لـ”الثورة” لا يستطيعون الخروج من منازلهم اعتبارا من بعد العصر.
ويضيف المواطن غالب محمد بان المسافرين على خط طريق الحديدة تعز كانوا يتعرضون طوال العقود الماضية وتحديدا ما بين مدينة حيس ومنطقة النجيبة للتقطع من قبل هذه العصابات وان كثيرا من تلك الحوادث كانت تنتهي بقتل ودفن الضحايا في رمال تلك المناطق دون ان يتم ضبط أي من القتلة مما شجع المجرمين وضعاف النفوس الى التوسع في انشاء هذه العصابات التي وجهت جرائمها ايضا الى اللاجئين الصوماليين الذين كانوا يمرون في هذه المناطق عقب وصولهم على قوارب التهريب الى ميناء المخا حيث يتم البطش بهؤلاء المساكين ونهب أموالهم وحتى اغتصاب النساء وظلت هذه الممارسات الى ان جاءت ثورة الـ21من سبتمبر ووصل مجاهدو “انصار الله” الى المنطقة بعد ايام فقط من انتصار الثورة ولم تمض اسابيع الا وتم القضاء وبشكل نهائي على تلك العصابات وهو ما أثار ارتياحا واسعا في اوساط الناس واستبشروا خيرا بهذه الثورة الظافرة التي اغلقت ملف واحدة من اهم قضايا الاجرام المعقدة بعد ان استعصت لعقود طويلة.
بقية مناطق الحديدة لم تكن هي الاخرى بأحسن حال من هذه المناطق وشهدت ممارسات واسعة للفساد والتسلط من قبل النافذين القادمين من خارج المحافظة حيث قاموا بالاستيلاء على اراضي الناس وشراء المساحات الهامة على الساحل الغربي وصار الشاطئ السياحي لمدينة الخوخة حكرا على المسؤولين والنافذين لتنتهي كل هذه الممارسات المستعصية في غضون اسابيع فقط من عمر ثورة الـ21من سبتمبر الشعبية وهو الامر الذي لم يرق لقوى العدوان ومرتزقته فكثفوا من استهدافهم لمناطق الساحل الغربي وحشدوا اليه عشرات الالاف من المرتزقة من مختلف الجنسيات ليتمكنوا من فتح جبهة الساحل الغربي بهدف منع مسيرة التصحيح الوطني في هذه المنطقة الهامة والحيوية بالنسبة للوطن اليمني.
عشق الشهيد الصماد ومنتهى مسيرته العظيمة
ارتبطت تهامة ارتباطا وثيقا بالرئيس الشهيد صالح على الصماد وظلت الحديدة وابناؤها في صميم عشقه وتوجهاته الوطنية ورغم عمره القصير على رأس الهرم السلطوي لحكومة صنعاء فقد اعطى كل اهتمامه ورعايته للحديدة وابنائها الطيبين واذا بروحه الطاهرة تفارق جسده ويرتقي شهيدا الى السماء من أرض عشقه ومنتهى مسيرته الوطنية المميزة يقول السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية بان الاهتمام الاستثنائي الذي ابداه الشهيد الصماد بالحديدة وزياراته المتعددة لها واستشهاده على اراضيها المباركة كان مرجعه الى ادراكه العميق والمبكر لطبيعة الاستهداف من قبل قوى العدوان لهذه المحافظة وأن المعركة في الساحل الغربي هي معركة أمريكية بامتياز وجنودها مرتزقة ويضيف السيد في خطابه عقب استشهاد الرئيس الصماد في اواخر ابريل من العام 2018م بأن تهامة عموما ومحافظة الحديدة على وجه التحديد ستبقى أمانة الشهيد الرئيس الصماد على عاتق الشعب اليمني.
وكما كان الرئيس الشهيد صالح الصماد مدركا لطبيعة الاستهداف الخبيث لمحافظة الحديدة ومخططاته الدنيئة لنشر الفوضى والدمار في ارجائها وجعلها موطنا للعصابات الارهابية وتأكيده المبكر بأن الشعب اليمني كله سينفر خفافا وثقالا للدفاع عنها نجد بان قائد الثورة الشعبية السيد المجاهد عبدالملك الحوثي كان قارئا حصيفا وذا نظرة ثاقبة وحكيمة للتوجهات العدوانية على الحديدة وبعد قرابة العامين منذ اندلاع معركة الساحل الغربي نجد بأن ما قاله القائد تحقق حرفيا وهنا نعود بالذاكرة قليلا الى خطاب السيد عقب استشهاد الرئيس الصماد حيث اكد حينها بالقول “أن العدو يستطيع أن يفتح معركة في الحديدة لكن يستحيل عليه أن يحسمها ، مؤكداً أن الشعب اليمني معني بالدفاع عن تهامة وينبغي للسكان في الحديدة أن يثقوا في وقوف الشعب إلى جانبهم.
ويضيف ” أي اختراق للعدو يمكن تطويقه بالتكاتف الشعبي والقبلي إلى جانب الجيش واللجان والعدو يراهن على الإرباك وأن الاختراقات في الخط الساحلي قابلة للاحتواء والسيطرة عليها وتحويلها إلى تهديد للغزاة.
وكشف السيد أن تكتيك العدو في الساحل هو تكتيك صبياني يمكن أن يسقط أمام الثبات العسكري والتماسك الشعبي
ويشير الى ان التماسك والاطمئنان في هذه المعركة هي أهم نقطة وتكتيك العدو سيفشل حيث أن العدو يسعى لإعطاء كل خطوة أكبر من حجمها، ويجب مواجهة ذلك بالتحرك التعبوي والإعلامي ..مؤكدا بأن معركة الساحل تشكل مرحلة فارقة وان الحديدة ستبقى عصية على الغزاة ومرتزقتهم ”
وبالفعل ها هو العدوان بكل جحافله والالاف من ادواته وعتاده العسكري الضخم يفشل في تحقيق أي انجاز ميداني واضح باستثناء الاختراق الصوري والشكلي على امتداد الخط الساحلي والذي اصبح بابا لجهنم تحصد ارواح العدو بفضل بسالة وتضحيات ابطال تهامة الميامين ممن يتصدرون الخطوط الامامية في المواجهات مع قوى الغزو والارتزاق وعصابات الارهاب التي أراد العدو ان يجعل من أرض الحديدة الطيبة والمعطاءة مرتعا لممارساتهم الاجرامية ويسطر أبطال تهامة ومعهم المجاهدون من ابطال الجيش واللجان الشعبية من كافة مناطق الوطن اليمني وكما أراد الشهيد الصماد أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن أرضهم وكرامة أمتهم.

قد يعجبك ايضا