الأسرة: خاص
خلقت ثورة 21 سبتمبر قدرا كبيرا من الوعي لدى الناس والنساء بالتحديد للوصول الى واقع سياسي واجتماعي جديد وقد عزز ذلك اثبات المرأة فعلا انها نصف المجتمع وانها قادرة على دعم مستقبلها السياسي ومواجهة التيارات الفكرية السلبية التي ارادت ان تنمط ادوارها ولم تستطع كسر ارادتها في التغيير واثبات كيانها وتواجدها بقوة في العمل السياسي حيث ان مطالب النساء للمرحلة المقبلة تستمد من واقع ما حققته المرأة اثناء هذه الفترة وحجم الحراك السياسي الذي اسهمت به خاصة وان دور المرأة قد تنامى في المرحلة الماضية وبرز كادر قوي ومؤثر من النساء حيث خرجن للتعبير عن انفسهن وفقا للتنوع الثقافي بينهن .
عضو اتحاد الإعلاميين اليمنيين فاتن الفقيه تقول ؛ للمرأة اليمنية دور كبير في انتصار ثورة 21 سبتمبر حيث قدمت كل ما بوسعها لتحقيق بناء الدولة وفي صناعة الثورة والثوار ومشاركة جميع اطياف المجتمع في الزخم الثوري الكبير رفضا للظلم والتسلط
وقدمت المرأة اليمنية التضحية والصمود منذ بداية العدوان الى الآن دون كلل وكانت هي الداعم الأول للمجاهدين في الجبهات فكانت هي الأولى المنادية بضرورة دعم القوافل لأبنائها في الجبهات واستقبلت ايضا أبناءها الشهداء بكل حمد ورضا في دليل واضح لقدسية تضحياتها ودورها الكبير وكانت المرأة هي الشريك الأول لأخيها الرجل في ثورة 21 سبتمبر وتصحيح مسار الثورات لتحرر وانعتاق اليمني وحقه في السيادة المطلقة على أرضه وكل ثرواته وحرية قراراته في كل القضايا الداخلية والخارجية ورغم امتلاك العدوان من امكانيات هائلة الا انه لم يستطع هزيمة اليمنيين وأن ما يقوم به الجيش واللجان الشعبية يدعو للفخر والعزة وهم يلحقون كل الهزائم بالعدو في كل جبهات القتال .
وتضيف الفقيه : تسطر المرأة اليمنية أروع الصور في الصمود والوقوف في وجه العدوان بكل ثبات وتحد فهي تنتج اليوم أبطالا وتنشئ جيلا متسلحا بالإيمان مدافعاً عن وطنه دون قيود من احد .
وتؤكد فاتن عبدالله عبدالباقي ان الانتصارات العظيمة لثورة 21 سبتمبر التي حققها رجال ونساء اليمن دليل على قوة وشجاعة اليمنيين ووقوفهم جنبا الى جنب لتحقيق العدالة والحرية واسقاط الفساد رغم العدوان والحصار الجائر الذي يطال اليمن ارضا وانسانا وكان للمرأة حضور ودور بارز فقد دفعت بأبنائها للجهاد واستشعرت واجباتها بمسؤولية وحملت السلاح واعدت الزاد لكل المرابطين في جبهات القتال
موقف اسطوري
وتقول الناشطة أميرة محمد الزبيدي :ثورة 21 من سبتمبر المجيدة التي كانت المرأة شريكا اساسيا فيها أسقطت نظام العمالة والتبعية والفساد وأطاحت برموز العمالة والتخلف وخلقت بيئة مناسبة للتغيير واصبحت اليمن اليوم مقبلة على مرحلة تغييرات هامة في كثير من المجالات خاصة السياسي والتشريعي في حياة المرأة يكمن في حفظ حقوقها وتوسع مشاركتها وتمكنها من النهوض في شتى المجالات والتضحيات جسيمة التي قدمتها المرأة اليمنية ولا تزال من اجل الوطن وحريته واستقلاله رغم انها المتضرر الأول من نتائج الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه اليمن جراء استمرار العدوان والحصار الذي ادى الى تدهور كارثي في الوضع الإنساني إلا أن ما أثبتته المرأة انها أصبحت قادرة على التعامل مع الواقع المعاش بقوة ومسؤولية واكتسبت الخبرة والقوة وبرز تيار نسائي قوي يمتاز بقدر كبير من المسؤولية الوطنية والوعي.
وتضيف الزبيدي : ان النساء يشكلن أكثر من نصف تعداد سكان اليمن ويعانين من تهديد الأمن الغذائي والصحي وشحة المياه مما يعد تحدياً كبيرا على النساء و حملا ثقيلاً يصعب على المرأة تحمله ، وأن معاناة النساء تزداد قساوة في ظل انقطاع الخدمات العامة مما يدعوهن للقيام بمهمات شاقة .
حيث ان المرأة اليمنية قد تعرضت سابقا للتهميش والاقصاء ولم تتمكن من الحصول على كامل حقوقها لفترات طويلة بالرغم من نضالها لتحقيق ما امكن من تلك المطالب والحقوق ولكنها الآن صممت على ان تواكب التغيير والذي كان لها الدور البارز والفعال في إحداثه وعلى الجميع المساهمة للحد من جميع أشكال وصور العنف والاضطهاد والظلم الذي تعانيه النساء وتسليط الضوء على وضع المرأة اليمنية وضرورة تحمل الجميع لمسؤولياتهم والتحرك العاجل لأجل إنهاء معاناة المدنيين والذين سقطوا وبعشرات الآلاف ما بين شهيد وجريح بينهم اعداد كبيرة من النساء والأطفال.