نساء يمنيات يتحدثن لـ “الثورة”: الحادي والعشرون من سبتمبر.. ثورة ضد الطغيان والارتهان لأعداء الوطن في الداخل والخارج
الاسرة / اسماء البزاز
يرى مراقبون ان ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة المستضعفين ثورة ضد الاستكبار والخيانة الوطنية والطغيان، ثورة نابعة من الإرادة الشعبية للتحرر من الوصاية الخارجية والتبعية والارتهان لأعداء الوطن في الداخل والخارج ..
البداية مع الاعلامية حنان غمضان ـ قناة المسيرة والتي اوضحت ان أي ثورة صحيحة تقوم في العالم لا بد ان تكون لها أهداف ومطالب معينة تسعى إلى تحقيقها بحيث يعم الامن والعدل في ارجاء المنطقة وينعم اهلها بخيرات هذه الثورة ، لذلك ثورة 21 من سبتمبر وكانت لها أهداف ومطالب تنشدها ولأجلها ثارت ومن هذه المطالب إسقاط الجرعة الجائرة وإسقاط الحكومة العاجزة عن تلبية احتياجات الشعب اليمني وتنفيذ مخرجات الحوار .
واضافت قائلة: لم يكن لليمن قبل هذه الثورة أي قرار مستقل دون تدخل الوصاية الخارجية حيث كانت أغلب قراراتها إن لم تكن كلها تدار من السعودية بتوجيه من البيت الأبيض فلم يكن عبدربه منصور المخلوع إلا أداة لتنفيذ الاملاءات الخارجية الأمريكية .
وترى غمضان ان الموقف الوطني السيادي الخارجي كان مغيباً وضائعاً ويتم التعبير عنه بالسياسة السعودية المتسلطة التي تأخذ أوامرها من البيت الأبيض ، أما على المستوى الداخلي على حد تعبيرها فقد كانت الفوضى السياسية تعم مؤسسات الدولة وكانت أغلب مكونات النسيج الاجتماعي في حالة من الفرقة والشتات وانتشرت الاغتيالات التي حصدت خيار رجال السياسة وبدأ التكفير والإرهاب والقاعدة يضغط على الساحة اليمنية بسبب ارتهان السلطة للهيمنة والوصاية الخارجية التي حاولت تفكيك اليمن وفق هواها ومنها تقسيم اليمن إلى أقاليم وعملت على تفكيك الجيش اليمني بمدخراته من خلال الحكومة والسلطة الفاسدة التي كانت بمثابة الدمية في يد الهيمنة الخارجية وبذلك سهل لها نهب ثروات اليمن من نفط وغاز ومعادن واعتبرت السعودية اليمن مخزونها الاحتياطي لتلبية احتياجات أمريكا.
إنجازات
وبيت غمضان أن ثورة 21 من سبتمبر بقيادتها الثورية الحكيمة واللجان الشعبية استطاعت بفضل من الله ومن ثم بفضل إيمان شعبنا اليمني بعدالة القضية، عدالة الرفض للظلم والفساد والاستعباد إلا لله، استطاعت هذه الثورة المباركة اجتثاث كل ما تم ذكره سابقا وكسرت العدو الخارجي قبل العدو الداخلي وحققت إنجازات مازالت مستمرة إلى يومنا هذا وستظل مستمرة باستمرار الرفض التام للوصاية والتبعية الخارجية فمن أبرز ما تم إنجازه في ظل هذه الثورة المباركة وفق ما ذكرته مجلة الجيش ما يلي :
تطوير الصناعات العسكرية (حيث تنامت القدرات العسكرية بتسارع اذهل العالم رغم العدوان والحصار حيث أصبحت صواريخنا وسلاح الجو المسير تصل إلى العمق السعودي وما بعد العمق السعودي ).
إسقاط مؤامرة تقسيم اليمن (حيث كان المخطط يهدف إلى تقسيم اليمن إلى 6 دول وبفضل الثورة والثوار تم إحباط هذا المخطط الخطير ).
إحياء الهوية اليمنية حيث (أعادت الثورة للقبيلة اليمنية حضورها بعد عقود من الزمن شوهت فيها الهوية اليمنية من خلال تمييعها بالثقافات الدخيلة).
اسقاط حكم الوصاية الخارجية (كان السفير الأمريكي هو الحاكم الحقيقي للبلد والسفير السعودي هو الوصي علي اليمن وكان الرؤساء مجرد موظفين ).
وأخيرا إسقاط قوى التكفير والتفخيخ حيث (كانت الاغتيالات في صنعاء وبقية المحافظات حدثاً اعتيادياً وشبه يومي وطالت التفجيرات الإجرامية جميع مناطق اليمن حتى وصلت إلى مبنى وزارة الدفاع نفسها ).
وختمت حديثها بالقول : ثورة 21 من سبتمبر ستبقى مرحلة مفصلية في تاريخ اليمن ماضياً وحاضراً لأنها البذرة الأولى وصوت الحرية والاستقلال التام من الوصاية والتبعية .
أرباب الفساد
من جهتها تقول الكاتبة والناشطة زينب إبراهيم الديلمي: ان ثورة الـ21 من سبتمبر ٌ لم يستنتجُها إلا ألباب ذويها الذين لم تقر أعينهم من وساوس ضغينة العُملاء وثوران أحقاد الأمريكان ومن على شاكلتهم الذين حاولوا أن يجهضوا أهداف الثورة التي ظلت حبيسة الأدراج وبعيدة عن الواقع العملي ، ورأوا فيها بعين السّخط والضغينة في زاويّة داكنة، فأثارت هذه المطالب سخطهم وضجيجهم وانزعاجهم منها وبدأوا بالتضليل والتشويش ضد الأهداف المُعلنة ولم يرَ الشعب اليمني أي نورٍ بعد أن نمت جذور السياسات الأمريكيّة وتفرّعت أشواكها وتضّخم نفوذها في اليمن ، بل إن نظام الظلم وحكومة الفساد آنذاك قد خضعت تحت المجهر الأمريكي وأصبحت إحدى أذرعها وما أسرع أن يتسرب الفاسدون في حفرة مغشوشة كما يتسرب السّائل من الإناء المثلوم !
واضافت الديلمي : لقد عمَّ الفساد وترسَّب غلّ قوى الفساد في التفافها على الثورة والثوّار الأيلوليين ، صمّت آذان المفسدين وبكمت أعين الظالمين عن خيارات الثورة ومطالب الثوّار المنادين بإسقاط نظام الظلم ، تجاهلت حكومة الفساد وجرعة المنيّة إنذارات قائد الثورة ، ولم تتيقظ قط بأن التصعيد والثورة ما زالا يصبان حمم الصّبر والاحتمال والثبات لدى الثوار رغم التخاذل الكبير وعدم الاكتراث لأصوات الأيلوليين، وهُنا وضعت الثورة أسئلة غامضة لأرباب الفساد: من الأحق في العيش بحريّة واستقلال وألا يخضع تحت إمرة أجنبي ، الشعب أم المتسلطون والجبابرة ؟ من ذا الذي يضع الحقوق والقوانين ويحمي سيادة البلد من طُعمة الفئران الأمريكيّة ، الشعب أم المحتل الأمريكي ؟ من ذا الذي سيُعمِّر الأرض ويبنيها بيديه ، الشعب أم الفسدة وناهبو الأراضي؟، وما زال الثوار مُتكاتفين لمحاربة بوادر الجفاء ومؤخرتهم ، فلاحقوهم قبل أن يستفحل فسادهم بكثرة، حتى حان النّصر المُتجلّي في أيلول الحادي والعشرين عام 2014م ، وأجاب عن كل الأسئلة الغامضة ، وعمّ السرور والفرح في انتصار الإرادة والعزيمة التي لم تتقهقر يوماً ما ، وأُلقي خطاب النّصر على لسان القائد الضرغام مُباركاً للشعب اليمني والثّوار هذا النّصر المُظفر الذي لم يرضخ لأيّ فرمانات خارجيّة رغم المساعي الفاشلة لإخماد نيران الثورة.
روح التكاتف
ومضت الديلمي بالقول: انه وبهذا التعاون والتكاتف ، وبهذا الإرشاد الحكيم حارب شعبنا اليمني فئران أمريكا، وقتل جرثومها في المهد ، وارتقى المجتمع اليمني الصامد المؤمن إلى مستوى رفيع من الحريّة والاستقلال والسّيادة والكرامة .
القائد الحكيم
من ناحيته يقول الكاتب صادق المحدون: تثور الشعوب في وجه الطغيان والاستعمار لتمتلك مصيرها وقرارها وتصبح ذات سيادة مستقلة وكما هو معهود فإن العالم العربي شهد ثورات عديدة ضد الاستعمار وضد بعض الانظمة الملكية والرجعية بيد أن هذه الثورات التي تطمح إلى الاستقلالية وكتب لها النجاح لم تكن ثورات ذات بعد استقلالي عميق وذات قيادات كفؤة وناشطة وبعيدة عن العمالة والخيانة وهذا هو ما أدى الى ان يكون هناك استعمار من نوع آخر يسيطر على القرار من خلال النظام العميل وكانت النتيجة أن الغرب وبريطانيا سحبت جيوشها فقط واستخدمت أنظمة عميلة واستعمارية تؤدي أكثر مما كان يطمح إليه البريطانيون في العصر الحديث .
الديمقراطية :
وأضاف : عندما تحرك ربيع الثورات العربية الذي دخلت فيه قوى الاستكبار على الخط وبتمويل دول الخليج ما سبب سقوط أنظمة جمهورية تتمتع بديموقراطية نوعا ما أكثر من دول الخليج الرجعية الملكية واستفادت أمريكا وإسرائيل من ارباك الوضع العام وإسقاط أنظمة ربما انها لم تكن ترتاح لوجودها إسرائيل وآل سعود باستثناء سوريا الصمود التي كانت حجر عثرة أمام مشروع أمريكا في المنطقة .
مبينا أن الوضع في اليمن كان خاصاُ واستثنائياً وفريداً من نوعه من حيث الظروف التي مرَّ بها منذ عام 2001 م وبداية مرحلة جديدة من التدخل الأمريكي في اليمن ; وبما أننا نتحدث عن ثورة ذات نموذج جديد في العالم العربي وهي ثورة 21 سبتمبر 2014م فإن هذه الثورة حتى اليوم لم تلق الإنصاف من كثير من المحللين والسياسيين في العالم إلا ما ندر ؛ حيث كانت تتمتع بخصائص قوية تفتقر لها أغلب الثورات في العصر الحديث باستثناء بعض الثورات ؛ فهذه الثورة الوليدة لم تكن وليدة يومها فقط فقد كانت بداياتها وجذورها ذات المضامين الدينية منذ عام 2001م بداية مشروع السيد الشهيد حسين الحوثي -رضوان الله عليه- الذي ضحى بنفسه شهيدا هو والآلاف من أجل هذا المشروع الثوري الشامل ، كان نتاج كل الحروب التي شنت على صعدة والأحداث الجسيمة الأثر الأكبر في فضح مساوئ النظام السابق وتشكيل وعي لا بأس به لدى الشعب أسس لقناعات بمشروع القضية والسعي للتغيير وأن المستحيل لا يمكن أن يكون قدر هذا الشعب ، فالروح الثورية المتقدة لاتباع السيد الشهيد والثقافة الحسينية التي يتبنونها والوعي ألمتراكم والخبرات التي اكتسبوها أوجدت قيادات حصيفة ومحنكة ومستعدة للتضحية تحت قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي .
مشيرا إلى أن تمادي النظام وتنصله عن الحوار على أسس عادلة وقبوله المبادرة الخليجية بعد ثورة 11 فبراير المخترقة أكسب الشعب قناعات راسخة بمستوى المؤامرة الكبيرة والخطيرة في حق هذا الشعب .
احترام الجميع
وقال : ولا ننسى أن صمود تيار شباب الصمود في الساحات فوَّت على العدو تحقيق مآربه التي يسعى إليها وأدخله مرحلة حرجة وسبب له حرجاً كبيراً، فلم يهنأ بالنصر الوهمي الذي حققه ثوار الغرف والمتسكعين في سفارات أمريكا والسعودية من بقايا الإصلاح وفلول عفاش وأدى إلى انكشاف الأقنعة وظهور ما هو مخبأ في طيات المبادرة الخليجية التي تقضي بتقسيم اليمن إلى أقاليم تنفرد كل دولة استعمارية بإقليم معين ، حيث افشل أنصار الله ومن معهم من الثوار الأحرار هذه المؤامرة الخطيرة جدا بحق هذا الشعب ، واستمر الأنصار والأحرار في التعاطي مع كل المكونات بكل حكمة وصبر ونأوا عن الجراح وتناسوا ما حصل ومدوا يد العون والسلام للجميع ومكنوا الكل من العمل تخت مظلة الحوار والعدالة والتشارك في المسؤولية وبكل نزاهة واقتدار واحترام للجميع، وهذا ما اكسبهم احترام الجميع في الداخل والخارج وإقامة الحُجَّة على المتربصين والانتهازيين والعملاء، وهذا هو ما توضح للشعب وكان أكبر الأسباب في تفكيك ما تبقى من حاضنة لهذا النظام الارعن بكل مكوناته التي بالاستعانة بها واختلق الحروب وزج بالجيش في حروب كان آخرها حرب عمران ثم تلاها انفجار ثورة 21 سبتمبر. الخالدة وانهيار منظومة الفساد والعمالة وهروبها إلى الخارج ، كانت هذه الثورة من أنزه الثورات وأشرفها وتحت قيادة حكيمة وجماهير واعية وذكية غير قابلة للخداع والتوظيف.
الولاء والانتماء
منير الشامي- كاتب وناشط- قال: خمسة أعوام هو عمر ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م الخالدة ، وهي بلا شك الثورة الحقيقية التي أقل ما يمكن أن توصف به أنها ثورة يمنية الهوى والهوية أصيلة المنبع واقعية الإرادة، وطنية المبادئ، صادقة الولاء والإنتماء، عمرها يوحي بأنها لا زالت في مهدها إلا أنها أثمرت سريعا وكانت ثمارها عظيمة، فاقت كل التوقعات وأولها أنها أفشلت كل مؤامرات النظام الصهيوامريكي وأذياله في اليمن والمنطقة واجتثت اركان العمالة والخيانة وبترت أيدي التدخل والوصاية على الشعب اليمني ، وخلصته من كل قوى النفوذ التي ظلت جاثمة على كاهله عقوداً طويلة ، وكانت سبب اعاقته عن بلوغ أحلامه وأداة لتدمير طموحاته وأدواته الخبيثة التي استحوذت على خيراته و مقدراته.
نبض الحياة
ويرى الشامي أن هذه الثورة بعثت الشعب من أعماق اللحود وأعادت إليه نبض الحياة وفجر الأمل وصدق الوعود، فوثب منذهلا من هول المفاجأة غير مصدق ما جرى وكأنه في حلم جميل سريعا ما ايقن أنه يعيش المعجزة بكل تفاصيلها الواقعية، غشيته الأفراح ، وبللته الدموع فهتف بها وهتفت به ، وانتعش بها وانتعشت به، ومضى في ركابها مؤيدا ومباركا في كل شارع ومدينة ، موقنا بأن ثمار هذه الثورة دائمة وظلالها الوارفة واثقا من طهرها، وطهارتها ، وأنها نابعة من معايير الإرادة الشعبية التواقة للتحرر من الوصاية الخارجية ، والتبعية الارتهانية لأعداء الوطن في الداخل والخارج .
ومضى بالقول : لقد انفردت بطهرها واستقلالها، وصدقها ونزاهتها ، وصفائها ونقائها، فلا هي تابعة ولا مرتهنة ، ظاهرها كباطنها ، فلا اشباح وراءها، ولا اطراف خارجية تتحكم في توجيهها من غرف مظلمة، ولم ترض عنها قوى الاستكبار العالمي وأنظمة العمالة لهم في المنطقة ، وكيف يرضون عنها وقد أفشلت مؤامراتهم على الشعب اليمني وكل مخططاتهم ولأنها كذلك فقد وضعوها تحت مجهرهم وأدخلوها غرفة عنايتهم وجعلوها تحت الرقابة القصوى على مدار الساعة، فكانت حركاتها المرصودة كوابيسا عليهم، وهم يرون هذه الثورة الوليدة تسقط اوراقهم ورقة بعد أخرى .