الثورة/ عادل محمد
يحتفل الشعب اليمني بالذكرى الخامسة لثورة الشعب الظافرة ثورة الـ21 من سبتمبر التي أطاحت في لحظة فارقة من الزمن بكل طموحات الهيمنة والاستعلاء.. علماء وشخصيات وطنية أجمعوا على أن هذا الفعل الثوري المتعاظم تحرسه العناية الإلهية كونه جاء مترجماً لنداء حرية الإنسان التي تشكل في مضمونها الروحي سر الرسالات السماوية وخلاصة جهاد الأنبياء.
الذكرى الخامسة لهذه الثورة المعطاءة تحمل العديد من الدلالات التي يجب استلهامها في مسيرة كفاح أبناء الشعب ويأتي في مقدمتها العمل على ترسيخ أواصر الإخاء والترابط في أوساط المجتمع، ويجب أن يدرك الجميع- ونحن على اعتاب عهد جديد تحمله بشائر انطلاقة مغايرة على مختلف المسارات- أن اللحظة الراهنة بكل ما تحمل من تحديات هي لحظة اثبات وجودنا على الخارطة الإقليمية والتصدي لمخططات إعاقة هذا المسار، ومن هذا المنطلق يكون حرصنا على تجسيد الوحدة الوطنية والشروع في برنامج المصالحة الشاملة وفق المصالح العليا للبلاد وبما يكفل الاسهام الحقيقي والكامل لجميع مكونات العمل السياسي في بناء وطن يتسع لجميع الأطياف.
دلالات التزامن.. ثورتنا مستمرة
الباحث الإسلامي بسام المطحنى أشار إلى أن تزامن الذكرى الخامسة لثورة الـ21 من سبتمبر المباركة مع الانتصارات المشهودة لسياسة الردع اليمانية التي تضرب عمق العدو السعودي أكسبت هذه المناسبة أجواء استثنائية بما يعزز الأهداف الرئيسية لثورة أبناء الشعب، وقال: يحتفل اليمنيون بالذكرى السنوية لثورة الـ21 من سبتمبر المباركة..
بعد عملية التاسع من رمضان في العمق السعودي «عملية الردع الأولى” حذر قائد الثورة دول العدوان من الاستمرار في عدوانها الغاشم على بلادنا وتوعدها بتكرار عملية الردع.. واليوم تزامناً مع الذكرى السنوية لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المباركة أوفى قائد ثورة الـ 21 من سبتمبر بوعده بعملية الردع الثانية في العمق السعودي في حقلي بقيق وخريص والتي احدثت هزة قوية لشركة أرامكو وشاهد العالم وسمع بهذه العملية التي بكل تأكيد أن ما بعدها ليس كما قبلها وفي ظل سياسية الردع اليمانية يأتي احتفال شعبنا اليمني العظيم بذكرى ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة وهو يحمل دلالات تعكس الواقع والمرحلة التي تعيشها هذه الثورة المباركة ومن أهم هذه الدلالات:
احتفاء بثورة الـ21 من سبتمبر جماهير شعبنا اليمني العظيم تحضر وتشارك في خروج أكبر قافلة دعماً للجبهات وهذا يدل بوضوح على تماسك الجبهة الداخلية أكثر وأقوى من ذي قبل ويترجم التفاعل الشعبي حول القيادة
في ظل سياسة الردع، الجيش واللجان الشعبية يفرضون قواعد اشتباك جديدة خضع لها واعترف بها الشيطان الأكبر “أمريكا” واذنابها في المنطقة
يأتي احتفاء اليمنيين بالثورة المباركة احتفاء بتغيير موازين القوى التي صنعها بفضل الله وقوته القائد والجيش والشعب
الاحتشاد الكبير المتوقع يوم الـ21 من سبتمبر في كل الساحات والميادين يدل على الاستعداد الكبير للدخول في مرحلة تصعيد الخيارات الاستراتيجية ويدل على العزم والادارة والثبات على نهج الصمود والمقاومة
في يوم الـ21 من سبتمبر يبعث اليمانيون رسالة للعام مفادها “صامدون وثورتنا مستمرة”.
من كان الله معه لن يقدر عليه أحد
الناشط السياسي أحمد حسين شرف الدين أوضح أن ثورة الـ21 من سبتمبر حققت إنجازات نوعية استراتيجية غير مسبوقة رغم الفترة الزمنية القصيرة وما واجهته هذه الثورة من تكالب كل قوى الهيمنة والاستعمار الإقليمية والدولية شنها أعنف وأشرس هجوم عدواني في العصر الحديث، وأضاف: نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر الشعبية المباركة في ظل تحولات جبارة ونوعية غير مسبوقة في تاريخ أي ثورة في المنطقة من حيث ما تم تحقيقه من إنجازات كبيرة ونوعية استراتيجية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وغير مسبوقة كما اسلفنا قياساً على قصر المدة لهذه الثورة وما واجهته من تكالب كل قوى الهيمنة والاستعمار الإقليمية والدولية وشنها اعنف وأشرس هجوم عدواني بهدف اجهاض وقتل هذه الثورة الوليدة والفتية والمعبرة عن تطلعات الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية وطموحاتها في الحرية والاستقلال وإنهاء نفوذ القوى الاستعمارية الجاثمة على صدر هذه الامة وهو ما جعل هذه الثورة فريدة من نوعها من حيث قدرتها على المواجهة والتصدي لهذه الهجمة الشرسة والمتوحشة على هذه الثورة وقيادتها الايمانية الحكيمة التي اثبتت أنها بحجم وقوة وعظمة هذه الثورة والتي كشفت عن صلابة وقوة وبأس الشعب اليمن العظيم وأنه قلب الامة العربية والإسلامية والحامل الحقيقي لمشروع الامتين العربية والإسلامية المتمثل في التحرر والاستقلال ومواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي وأدوته في المنطقة فبعد أكثر من اربع سنوات من العدوان العسكري والحرب العدوانية بجميع اشكالها وانواعها الاقتصادية والأمنية والناعمة ضد هذه الثورة ها هي اليوم تتحول إلى كابوس مرعب لتحالف الشر الأمريكي الصهيوسعواماراتي والذي لم يدخر شيئاً من كل ما يملكه من أدوات شريرة وقذرة إلا واستخدمه ضد شعبنا وثورته الرائدة .
وها هو اليوم يصرخ متألماً ومرتعباً وأصبح في وضع متخبط وغير قادر على التوازن بل هو في مرحلة الترنح لما قبل السقوط لم يعد يمتلك إلا الصراخ والولولة وإظهار عجزه عن مواجهة هذا الخطر الداهم المتمثل في ما حققته الثورة من انجازات على كل الميادين من صفعات وهزيمة موجعة ومؤثرة لا يستطيع تحملها وهذا ما جعل كل العالم بلا استثناء يقف مذهولاً غير مستوعب لما يحققه اليمنيون من انتصارات نوعية وثبات وصمود اسطوري في ظل الفارق الهائل بين إمكانيات الطرفين وهو ما جعل كل المراقبين لما يجري في اليمن يصفون ذلك بالأمر الخارق والمعجر وهو ما نسميه نحن التدخل الإلهي الذي اعتمد اليمنيون عليه والذي اثمر نصراً وثباتاً وقوة.
وهو ما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي منذ أول أيام العدوان والحصار بقوله اننا نراهن على الله ونتوكل عليه ولن يخذلنا.
هذا الأمر يذكرني بما قاله الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بعد الثورة الإيرانية عندما خطط لغزو ايران وتحرير الرهائن بالقوات الخاصة التي وصلت إلى صحراء إيران وتحطمت طائراتهم بفعل العاصفة التي حدثت في ذلك اليوم وفشلت خطته فقال حينها ” لقد خططنا لكل شيء ونسينا العاصفة” والذي أجاب حنيها الامام الخميني ” إليست العاصفة من جنود الله؟.
والمعنى انهم نسوا الله وراهنوا على قوة وجبروت محورهم مخططوا لكل شيء لكنهم نسوا الله.
وهنا يجب علينا أن نجسد في هذه الذكرى هذا المعنى وأن يكون شعارنا” من كان الله معه فلن يقدر عليه أحد”.
21 سبتمبر .. حاورت الجميع
الأستاذ مجيب الحجري أشار إلى المرتكزات الحضارية التي انطلقت منها ثورة الشعب المباركة وما شكله هذا الحدث الثوري المتعاظم من ترسيخ لأجواء الشراكة والتضامن بين جميع الأطراف السياسية وأضاف: شكلت ثورة الـ 21 من سبتمبر نموذجاً حضارياً لمفهوم المشاركة الشعبية في صنع القرار، فقد راعت هذه الثورة القوى الأخرى بشكل كبير فهي حتى بعد أن حققت انجازاً تاريخياً في اليمن لم تحتكر المسؤولية الوطنية بل اتجهت إلى المكونات السياسية ومدت يديها للجميع ، تحاورت مع الجميع، حرصت على التفاهم مع كل الأطراف في الساحة الوطنية بغية الوصول إلى حل إشكالية الانسداد السياسي الذي وصلت اليه البلاد، إلا أن القوى المحسوبة على الطرف الخارجي لم تتعاط بشكل إيجابي وبالتالي ظل الفراغ قائماً، وكان هذا الفراغ بسبب تعنت القوى المعادية للإرادة الحرة لأبناء الشعب اليمني وكان الفراغ ذريعة العدوان السعودي الأمريكي ليعيد إلى الساحة السياسية تلك الأطراف التي تعمل تحت وصايته وتنفذ اجندة القوى الاستعمارية.
ويدرك الجميع في الوطن اليمني اليوم أن ثورة الـ21 من سبتمبر لم تستأثر بأي مكاسب لمصلحة اطراف معينة ولم تقص أي طرف من الأطراف بل قامت هذه الثورة من أجل حماية مؤسسات الدولة من الانهيار.. اليوم ونحن نعيش الذكرى الخامسة للثورة نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الثبات البطولي في مواجهة اشرس عدوان في العصر الحديث، لقد رأينا شعبنا اليمني وقد توكل على الله واعتمد عليه وأصبح اليوم يشكل رقماً وازناً في المعادلة الدولية.
ثورة الشعب.. النصر والسيادة
الدكتور أحمد الغيلي تطرق إلى الأهمية التاريخية لثورة 21 سبتمبر المباركة في مسار مواجهة التحديات التي تواجه الشعب اليمني، وأوضح أن القدرات اليمنية في شتى المجالات تتعزز يوماً إثر يوم وصولاً إلى تحقيق النصر والسيادة.
وأضاف: يحتفل الشعب اليمني بالذكرى السنوية الخامسة لثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة في ظل إنجازات نوعية مشهودة في مسار مواجهة العدوان الأمريكي – السعودي حيث تتعزز يوماً اثر آخر القدرات اليمنية الذاتية في مجال الدفاع عن الوطن وحماية مكتسبات الشعب ومواصلة الكفاح المقدس حتى تحقيق النصر والسيادة.
حيث تهل على شعبنا اليمني الصامد هذه الذكرى في ظل أجواء استثنائية واستطاع الشعب أن يوصل مظلوميته إلى كل بقاع المعمورة وأن يعلن للجميع أن الدفاع عن النفس حق مشروع كفلته الشرائع والمواثيق ومادام أن العدو قد خاب ظنه وخسر خسراناً مبيناً في مواجهة الشعب اليمني عسكرياً وسياسياً فقد لجأ إلى خلخلة الصف الداخلي بواسطة الحرب الإعلامية والتضليل الفكري فيجب على الجميع التعاون من أجل حماية الاقتصاد الوطني وحماية المجتمع من تداعيات الإعلام المخادع وعلى القائمين على مؤسسات الدولة ترسيخ أجواء الوحدة الوطنية.
إن صمود وثبات شعب الحكمة والإيمان طيلة هذه السنوات هو من ثمار هذا الثورة الشعبية التي تحمل تطلعات العزة والكرامة والاستقلال، هذه الصمود والثبات في معركة مواجهة العدوان يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النصر حليف أهل اليمن بعون الله وقدرته، والهوان والخسران للعدو واذنابه بعون المولى سبحانه وتعالى.