الحملة الاحترازية للتحصين ضد شلل الأطفال.. تأهب على أشده لمنع عودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن مجددا◌ٍ

لا يعود الزمان إلى الوراء أو يتبدد الأمل وبالمسؤولية وروحها المغمورة بالعطاء تتحقق الأمنيات مهما بدت صعبة المنال.
هكذا حقق اليمن أملاٍ بدا صعب المنال في بادئ الأمر وبمثابرة وعزم تحقق ما كان ينشده بتخلصه من فيروس الشلل عام 2006م بفضل الله ثم بفضل حملات التحصين ولم يكن حصاد هذا الإنجاز الكبير سهلاٍ وكذلك الحفاظ عليه ليس بالأمر الهين مع بقاء خطر هذا الفيروس ماثلاٍ لم ينتهيº طالما لم يْستـأصل من العالم بأسره.
لذلك تواصل وزارة الصحة الحفاظ على خلو البلاد من الفيروس لمنع عودته مرة أخرى لاسيما طالعتنا تطورات الأوضاع بالقرن الأفريقي والتي كشفت موجة تفشيُ واسع لفيروس شلل الأطفال اجتاح العديد من تلك البلدانº بدءٍ من الصومال ثم كينيا وبعدها أثيوبيا وانتهاءٍ بظهوره مجدداٍ قبل أيام في دولة جنوب السودان.
نعرج على أهم التفاصيل في اللقاء الذي جمعنا بالدكتور/ عبدالحكيم النهاري- نائب مدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع واقفين على حقيقة الأوضاع التي يشهدها اليمن وما يكتنف وضع صحة الطفولة فيه من مشكلات وعقبات إلى جانب ما تعكف عليه وزارة الصحة ممثلةٍ بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع من تدخلات وحملات لتلافي أسوأ الاحتمالات. . فإلى ما ورد ودار في هذا اللقاء..
حملة تحصين احترازية
* نفذت وزارة الصحة جولتين من حملة تحصين احترازية خلال الأشهر القليلة الماضية فما الداعي لإقامتها جولة تحصين ثالثة للفترة من(6-8 أكتوبر الجاري)¿
* ليست المسألة اختيارية فوضع انتشار حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري في الجوار الأفريقي في(الصومال كينيا أثيوبيا) وأخيراٍ في جنوب السودان عزز المخاوف من إمكانية عودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن من خلال المتسللين إليها القادمين من القرن الأفريقي في ظل تدني نسبة الإقبال على استكمال الأطفال دون العام والنصف من العمر للقاحات التحصين الروتيني ضد أمراض الطفولة القاتلة والتي من ضمنها لقاح شلل الأطفال.
صحيحَ أن اليمن تخلصت من فيروس الشلل تماماٍ منذ عام 2006م وحصلت على شهادة خلو ها من هذا الفيروس من قبل منظمة الصحة العالمية عام 2009م إلا أن هذا الإنجاز الصحي الكبير لا بد من الحفاظ عليه لأجل سلامة أطفال هذه الأرض الطيبة.
فلابد من الاستمرار في تنفيذ حملات التحصين من حينُ لآخر لاسيما في المحافظات التي يشهد تحصين الأطفال فيها إقبالاٍ متدنياٍ دون المستوى المطلوب سواءٍ باللقاحات الروتينية المعتادة التي تقدمها المرافق الصحية أو في الحملات السابقة.
المحافظات المستهدفة في الحملة
> أي المحافظات التي تستهدفها حملة التحصين¿ وما طابع أو آلية اختياركم لهذه المحافظات تحديداٍ¿
- حملة التحصين الاحترازية ضد شلل الأطفال تستهدف المحافظات الأدنى في نسبة استكمال جرعات التطعيم الروتيني في الوقت الراهن والتي لم ترقِ إلى النسبة المطلوبة في تغطية المستهدفين من الأطفال دون الخمس سنوات في الحملات الماضية علاوة على أنها تشكل مقصداٍ لعبور أو إقامة المتسللين بطرقة غير شرعية القادمين من القرن الأفريقي والذي يشهد اليوم وضعاٍ متأزماٍ – وخصوصاٍ الصومال- بسبب انتشار فيروس شلل الأطفال على نطاقُ واسع.
وبالتالي تستهدف هذه الحملة في الفترة من(6-8أكتوبرالجاري) جميع الأطفال دون سن الخامسة حتى من سبق تحصينهمº في كلُ من(أمانة العاصمة عدن تعز حضرموت المكلا أبين الحديدة لحج البيضاء حجةعمران شبوة المهرة صعدة).
وقد حرص البرنامج الوطني للتحصين الموسع ومكاتب الصحة بالمحافظات على تخصيص فرق تطعيم أخرى متنقلة مهمتها تحصين الأطفال دون سن الخامسة من منزلُ إلى منزل.
كما إن المرافق الصحية تقدم خدمات التحصين ضد شلل الأطفال خلال الحملةº بمعية مواقع مستحدثة ومؤقتة للتحصين تتخذها فرق تطعيم لأداء هذه المهمة.
بينما نتوجه بالشكر والتقدير لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف اللتان دأبتا على الاهتمام بصحة الطفولة وقدمتا الدعم والإسناد لهذه الحملة الاحترازية.
لقاح مأمون وفعال
* ما موقع لقاح شلل الأطفال في بناء المناعة البشرية ضد الفيروس الرخو المسبب للإعاقة أو الوفاة¿ وما أهمية تعدد جرعاته¿
* لقاح فيروس شلل الأطفال الفموي فعال جداٍ يسهم في تأمين مناعة كافية تجنب الأطفال الإصابة بفيروس الشلل الرخو وحتى يؤدي دوره هذا يتطلب حصول الطفل على جرعات متعددة منه حيث لا تكفي جرعة أو اثنتين أو حتى ثلاث جرعات لتأمين المستوى الأدنى من الحماية والوقاية لاسيما وأن الكثير من أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية الذي يعد المسؤول عن ضعف المناعة الطبيعية لدى الأطفال الأمر الذي يفرض تزويدهم بالمزيد من جرعات لقاح الشلل عبر تحصينهم باللقاحات الروتينية الاعتيادية التي تؤمنها المرافق الصحية للأطفال دون العام والنصف من العمر وذلك بمعية المواظبة على تحصين من هم دون سن الخامسة في الحملات وهو ما نعتبره المرتكز الأساسي لتصدي ومنع عودة هذا الداء الخطير.
وأؤكد على كفاءة هذا اللقاح الفموي وعلى عراقته الممتدة لعقودُ طويلة من استخدامه حيث بدأ استخدمه في اليمن منذ تأسس البرنامج الوطني للتحصين الموسع عام 1978م وعلى مر(35) سنة من استخدامه ثبت أنه لقاح فعال وعالي المأمونية.
كما أن هذه المنزلة الرفيعة تساندها تجربة جميع الدول التي تستخدمه والتي يصل عددها إلى أكثر من(150) دولة حول العالم.
في حين حققت اليمن الخلو من فيروس شلل الأطفال- بتوفيق من الله- منذ العام 2006 م وحتى الآن باستخدام هذا النوع من اللقاح, وكذلك غيرها من الدول التي تستخدم نفس اللقاح.
بينما يتم شراء هذا اللقاح عبر منظمة اليونسيف وبإشرافُ مباشر من منظمة الصحة العالمية.
مساندة الجهات ذات العلاقة
* ما الرسالة التي تود توجيهها للمجتمع والجهات المعنية بمؤازرة ومد يد العون لحملة التحصين ¿
* نتوجه بالشكر والتقدير إلى منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف لدعمها السخي وإسنادهما المتعدد الأوجه لحملة التطعيم الاحترازية الحالية.
ونعول كثيراٍ على حصول هذه الحملة على إسناد أكبر من السلطة المحلية في سائر المحافظات المستهدفة مع تفاعل خطباء المساجد والإعلام بمختلف وسائله وعبر رسائله التوعوية البناءة بالمستوى الذي يضمن نجاح حملة التحصين وتغطيتها الشاملة للمستهدفين من الأطفال دون سن الخامسة بلقاح شلل الأطفال.
كيف لا¿ وأمر التحصين يرتبط بالجميع فهو مسؤولية على عاتق كل أبُ وأم وكل فرد فاعل في وطننا الحبيب.
* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكاني
