عملية بقيق تضع مستقبل المملكة على حافة الهاوية
مراقبون : ستحتاج أرامكو إلى أبراج تثبيت جديدة يجب أن تُصنَّع في أميركا واستبدالها سيحتاج وقتًا
> معارضون وكُتَّاب سعوديون : استهداف بقيق يُعادل ضرب 100 هدف من حيث الأهمية الاستراتيجية .. والرياض باتت أمام فصل فارق في الحرب العبثية
الثورة /
الضربة التي تعرضت لها منشآت لشركة “أرامكو” السعودية في محافظة بقيق وهجرة خريص شرق السعودية بعشر طائرات من دون طيار فجر أمس ، يُطرح السؤال البديهي : ما هي الأهمية الاستراتيجية لعملية “الردع الثاني” التي نفّذتها القوات المسلّحة اليمنية؟
المتخصّص في الشأن السعودي علي مراد يقول “إذا تبين أن منشأة بقيق قد خرجت عن الخدمة، فلا يمكن للنظام السعودي أن يتستّر على حقيقة الضرر الذي وقع، لأن المنشأة تعالج ما يقارب 7 ملايين برميل من الخام يوميًا”، ويشير الى أن فقدان هذه الكمية من السوق العالمية ستظهر مهما حاولت الرياض التكتّم، متوقعًا أن ترتفع أسعار النفط ارتفاعًا جنونيًا.
وأوضح مراد لـموقع «العهد» أنه اذا تبين بأن أبراج التثبيت في المنشأة( stabilizing towers) قد دُمّرت فلا يمكن حينها أن تعمل المنشأة، وهذا سيؤثّر على الانتاج وعمليات الضخ باتجاه رأس تنورة والمنطقة الغربية، ويلفت الى أن هذا يعني أن أرامكو ستحتاج إلى أبراج تثبيت جديدة يجب أن تُصنَّع في أميركا، واستبدالها سيحتاج وقتًا.
مراد يشرح أن منشأة بقيق التابعة لشركة أرامكو تُعدُّ درّة تاج منشآت النفط السعودية، ويضيف أن الصور التي انتشرت للحرائق المندلعة تؤكد أن حجم الأضرار كبير، وإجلاء السكان من قرية بقيق المجاورة مؤشر على صعوبة إخماد الحرائق، والوضع هنا يختلف عن انفجار مضخات النفط ففي هذه المنشأة يُفصل الغاز عن الخام”.
ونقل موقع «العهد» عن الإعلامي اليمني حميد رزق ، إن مساحة منشأة بقيق تبلغ حوالي 4 كم ويحيط بها 14 برج تثبيت صنّعوا خصيصًا للمنشأة في الولايات المتحدة وسيتطلّب استبدالها وقتًا طويلًا خاصة أنه لا يمكن ايجاد بديل آخر داخل الولايات المتحدة، ويُتابع “السعودية تصدّر 10 ملايين برميل نفط يوميًا، مما يجعل خط أنابيب بقيق راس التنورة اكثر انابيب النفط حيوية داخل المملكة وربما في العالم، وهذه المنشأة تقع في أهمّ محطة لفصل الغاز والنفط في السعودية”.
وبحسب رزق، يتوفّر في بقيق خزانات ضخمة مخصّصة للغاز عالي الضغط الأمر الذي يجعل اندلاع الحرائق سريعًا وواسعًا داخل المنشأة في حال تعرّضت خزانات الغاز للإصابة والاستهداف.
كذلك يعتبر المُعارض السعودي حمزة الحسن أن ضرب بقيق كهدف يعادل من حيث الأهمية الاستراتيجية ١٠٠ هدف وأكثر، فلا المطارات ولا الموانئ ولا المنشآت العسكرية، ولا ضرب حتى وزارة الدفاع، يعادل في أهمية وتأثير ما جرى في بقيق.
ويرجّح أن تشلّ العملية الدولة السعودية، ويقول اذا كانت هناك من فائدة من تفجيرات معامل بقيق فهي أن خطط بيع أرامكو – التي يستعجل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان القيام بها – ستتأجل على الأرجح، لأن التفجيرات ستنفّر المستثمرين وستهبط بتقديرات قيمة أرامكو.
وبحسب الحسن، توقّف تصدير النفط وانخفاضه أخطر من إخماد الحريق، وأهمية بقيق تكمن في أنها المنشأة التي تقوم بفصل الغاز عن النفط، وهي العملية التي تسبق شحنه وتصديره.
من جهته، يرى الكاتب السعودي البارز فؤاد ابراهيم أن الرسالة اليمنية في عملية بقيق وخريص في ظل استعدادات لطرح أرامكو للاكتتاب العام ذات دلالة خطيرة، وأن الرياض باتت أمام فصل فارق في الحرب العبثية .