إنجازاً للعهد.."توازن الردع الثانية"لسلاح الجو المسيّر تُحْرِقُ أهم منشآت أرامكو النفطية في أقصى شرق مملكة العدوان
اندلاع حرائق كبيرة في مصفاتي بقيق وخريص وتوقف إمدادات النفط السعودي
> محللون: عمليات الردع اليمنية آخذة في التطور والاتساع ولا خيار للنظام السعودي إلا الانصياع لدعوات السلام
الثورة/ حمدي دوبلة
انجازا للوعد جاءت عملية “توازن الردع الثانية ” للجيش اليمني ولجانه الشعبية الباسلة أكثر إيلاما للعدو وذهبت مجددا إلى ابعد مما كان يتصوره وعصفت بواحدة من أهم مفاصله النفطية الحيوية في أقصى حدوده الشرقية.
العملية النوعية التي أطلق عليها الجيش اليمني “توازن الردع الثانية” والتي استهدف فيها سلاح الجو المسير لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية، صباح أمس السبت بعشر طائرات مسيرة مصفاتي نفط بقيق وخريص في أقصى شرق السعودية أثارت ارتياحا واسعا في أوساط الشعب اليمني الذي بات يؤمن يوما بعد آخر بمصداقية وكفاءة أبطاله في مؤسسة الجيش واللجان الشعبية الذين اخذوا على عاتقهم مسئولية الدفاع عن الوطن وردع العدوان الهمجي البربري على اليمن ومقدراته وارتكاب لأبشع الجرائم بحق الأبرياء من أبنائه على مدى خمس سنوات.
وتصاعدت ألسنة اللهب في سماء المنطقة المستهدفة بشكل كثيف فيما نقلت وكالات أنباء عالمية عن مصادر سعودية التأكيد بأن عملية تصدير النفط السعودي قد توقفت فعلا إثر الهجوم اليمني على مصفاتي شركة ارامكو بالمنطقة الشرقية.
وأوضح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان متلفز أمس “أن سلاح الجو المسير نفذ عملية هجومية واسعة بعشر طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرقي السعودية”.
وأكد العميد سريع أن الإصابة كانت دقيقة ومباشرة، مشيرا إلى أنه أطلق على هذه العملية بعملية “توازن الردع الثانية”.
وشدد على أن استهداف حقلي بقيق وخريص يأتي في إطارِ الحق اليمني المشروع والطبيعي في الردِ على جرائمِ العدوانِ وحصارهِ المستمرِ على اليمن منذ خمسِ سنوات.
وبيّن متحدث القوات المسلحة أن هذه العملية هي إحدى أكبر العمليات التي تنفذُها قواتُنا في العمق السعودي..موضحا أن عملية “توازن الردع الثانية” جاءت “بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون من الشرفاء والأحرار داخل السعودية”.
وتوعد ناطق القوات المسلحة مجددا “النظام السعودي بأن العمليات القادمة ستتسع أكثر فأكثر وستكون أشد إيلاما طالما استمر عدوانه وحصاره، مؤكدا أن بنك الأهداف يتسع يوما بعد يوم وأنه لا حل أمام النظام السعودي إلا وقفُ العدوان والحصارِ على بلدنا.
يذكر أن “عملية توازن الردع الأولى” نفذها سلاح الجو المسير لدى الجيش واللجان الشعبية في السابع عشر من أغسطس الفائت بعشر طائرات مسيرة واستهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو بالقرب من الحدود الإماراتية.
ومن الواضح أن حجم العملية كان كبيراً جدا حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للحرائق الهائلة والدخان الكثيف بمصافي أرامكو في البقيق وخريص، وهو ما دفع السلطات السعودية للاعتراف بالهجوم النوعي .
وعمدت السلطات السعودية كعادتها إلى التكتم والتعتيم الإعلامي تقليل على خسائرها جراء العمليات الهجومية على منشآتها الحيوية
وعلى الرغم من أن وكالات أنباء ووسائل إعلام عالمية مثل ” اسوشيتد برس ” الأمريكية ورويترز قد أكدت أن الخسائر الناجمة عن الهجوم كانت فاحة وانه قد تسبب في وقف امتدادات تصدير النفط السعودي وان الحرائق الكبرى التي اندلعت في المنشآت المستهدفة كانت هائلة ويتعذر إطفاؤها أو السيطرة عليها بسهولة إلا ان الداخلية السعودية زعمت السيطرة على الحريق.
وتعتبر شركة أرامكو أن منشآتها في بقيق تعتبر من أكبر مصانع النفط الخام في العالم وأنه ينتج ما يصل إلى سبعة ملايين برميل من الخام يوميًا.
كما أن حقل خريص النفطي ينتج مليون برميل من النفط الخام وقدرت احتياطياتها بأكثر من 20 مليار برميل ، وزعمت وزارة الداخلية السعودية السيطرة على حريقين في معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار “درون”.
وحقل بقيق هو حقل نفط يقع في المنطقة الشرقية من السعودية ويضم الحقل أكبر مرافق معالجة الزيت في السعودية، إضافة لأكبر معمل لتركيز الزيت في العالم. كما تزيد طاقة الحقل الإنتاجية على 7 ملايين برميل من الزيت يوميا.
ويتم في معامل بقيق معالجة 70% إنتاج أرامكو، والذي يمثل 6% من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية. ويقدر إجمالي الاحتياطيات المؤكدة في حقل نفط بقيق بحوالي 22.5 مليار برميل (3020 × 10 6 طن)، ويتركز الإنتاج على 400.000برميل يوميا (64.000م3/يوميا).
أما حقل نفط خريص بمنطقة الإحساء فهو حقل نفط بدأ ضخ النفط فيه عام 2009، ويبلغ حجم احتياطيه 27 بليون برميل نفط، بمعدل 1.2 مليون برميل يومياً.
ويمكن لحقل خريص أن ينتج أيضا 315 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز عالي الكبريت و70 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز الطبيعي التي ستعالج في محطتي الغاز بشدقم وينبع.
ويرى محللون سياسيون وخبراء اقتصاديون بان النظام السعودي لا يزال في حالة من الصدمة والارتباك ولم يستوعب بعد طبيعة المعادلة المنطقية التي أعلن عنها الجيش اليمني واللجان الشعبية بان مملكة العدوان على طول وعرض أراضيها لن تكون بمأمن من عمليات الردع اليمني طالما استمر العدوان والحصار على اليمن .
ويؤكد هؤلاء في أحاديثهم للثورة بان عمليات الاستهداف الدقيق لسلاح الجو المسير والقوة الصارخية للمواقع العسكرية والمنشئات الحيوية في عمق العدو ووصولها إلى تلك الأهداف على مسافات شاسعة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان القدرات العسكرية الدفاعية لليمن آخذة في التطور وان المعطيات والمستجدات في المواجهة الدائرة منذ نحو خمس سنوات تؤكد بان لا مجال أمام النظام السعودي إلا الانصياع لدعوات السلام وإيقاف عدوانه فورا ورفع الحصار والتوجه نحو مفاوضات جدية تضع حدا لهذا العدوان العبثي.