24 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة
الفشل العسكري المتواصل للتحالف السعودي الاماراتي يضاعف من المعاناة الانسانية في اليمن
الأسرة / خاص
مع الفشل المتواصل للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن وعجزه عن تحقيق أيّ إنجازات عسكرية واضحة منذ ما يقارب خمسة اعوام يزداد الوضع الإنساني تفاقما في بلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية بحسب وصف الأمم المتحدة التي حذرت مرارا من كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يتوقف الصراع.
ويفرض تحالف العدوان بقيادة الرياض حصارا جويا وبحريا وبريا على اليمن مما ساهم في ارتفاع أعداد المتضررين من السكان المدنيين وبات عشرون مليون يمني كما تقول المنظمة الأممية في حاجة ماسة لمساعدات عاجلة للبقاء على قيد الحياة.
وفي أحدث إفادات الامم المتحدة فان هناك 5 ملايين يمني يعيشون في مناطق يصعب إيصال المساعدات لها.. مما يعني أنهم في مواجهة اخطار حقيقية تهدد حياتهم إمَّا جوعا أو بنيران تحالف العدوان.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، في تغريدة على حسابه على موقع تويتر: إن” هناك 5 ملايين يمني ممن هم بحاجة لمساعدات يعيشون في 75 منطقة يصعب الوصول إليها”.
وكثيرا ما تشكو المنظمات الإغاثية من الصعوبات التي تواجهها خلال العمل في اليمن.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة فإن 24 مليون شخص في اليمن بحاجة للمساعدات الإنسانية، يمثلون نحو 80 % من سكان البلاد، كما تشير البيانات إلى أن الصراع تسبب في تهجير أكثر من ملايين شخص.
ولاتزال قوات العدوان ترابط على التخوم الجنوبية والشرقية لمدينة الحديدة رغم مرور أكثر من عامين على بدء ما سميت حينها بمعركة الحديدة التي يتواجد فيها الميناء الاكبر في البلاد ويمثل شريانا لإمداد أكثر من 80 % من اليمنيين باحتياجاتهم من الغذاء والدواء والسلع الضرورية لكن تلك القوات المعززة بأحدث المعدات الحربية وبأعداد كبيرة من المقاتلين تراوح مكانها ولا تكاد تتقدم امتاراً الى عمق المدينة حتى تتقهقر كيلومترات باتجاه الجنوب على الساحل الغربي.
ويقول خبراء عسكريون: إن معركة الحديدة التي فشل تحالف العدوان العسكري في تحقيق أي تقدم فيها ساهمت في مضاعفة المعاناة الإنسانية لملايين الأبرياء سواء ممن يعيشون في المدينة أو في المدن والمحافظات الأخرى إذ يعتمدون على مينائها كليا في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
واضطر عشرات الآلاف من العائلات والأسر الساكنين في الحديدة الى ترك منازلهم والتوجه شرقا صوب العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرة حركة أنصارالله والتي تتمتع بمستوىً جيد من الأمان بعكس تلك الخاضعة للتحالف السعودي الإماراتي بحسب سكان محليين.
وتتحدث الأمم المتحدة عن نزوح مئات الآلاف من الأسر بالحديدة التي لم يعد لها غير المنفذ الشمالي بعد إغلاق التحالف لمنفذي الخط الساحلي الجنوبي ومنفذ كيلو16الشرقي وهو ما يجعل النازحين أمام خيار وحيد لقطع مسافة لا تتعدى الـ70كيلومترا للوصول الى مدينة باجل اقرب المدن الى الحديدة في اكثر من 6ساعات بعد أن كان لا يتطلب الوصول إليها سوى قرابة 40دقيقة.
وألقى الحصار المفروض على مدينة الحديدة ومينائها بتداعياته السلبية على حياة الملايين في العاصمة صنعاء التي باتت تكتظ بأعداد هائلة من النازحين في حين تشهد العاصمة بعض الأزمات في توفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي وهي الأزمات التي يرجع اسبابها مسؤولون في حكومة الانقاذ الى الإجراءات والقيود التعسفية التي يفرضها التحالف السعودي الإماراتي على السفن والبواخر التي تنقل تلك المواد ومنعها من دخول ميناء الحديدة.
وتحمل منظمات دولية ومحلية العدوان السعودي كامل المسؤولية عن تفاقم الوضع الإنساني في اليمن وخاصة بالحديدة التي تعرضت ولا تزال لتصعيد عسكري واسع ولغارات جوية مكثفة، ويقول مسؤولون في الامم المتحدة إنها أدت الى كارثة إنسانية غير محمودة العواقب كما ساهمت في انتشار الأوبئة سيما وباء الكوليرا على نطاق واسع وغير مسبوق.