ننظر للمبادرة الأميركية بحذر ولا نثق في أنها نابعة من دوافع حقيقية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام

مصدر مسؤول : الولايات المتحدة طرف أساسي في الحرب على اليمن وعليها الانخراط في الحوار بشكل مباشر

> مسؤول أميركي : لا توجد خيارات عسكرية قابلة للتحقيق أمام التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن
> رأي اليوم : أنصار الله فرضوا أنفسهم على الخريطة السياسيّة اليمنيّة والإقليميّة وباتوا رقماً صعباً

الثورة/
في أول تعليق شبه رسمي على المبادرة الأميركية حول الحرب على اليمن ودعوتها إلى التحول للحوار كوسيلة لإنهاء الحرب على اليمن ، علمت الصحيفة من مصادر مطلعة أن المجلس السياسي الأعلى ينظر إلى المبادرة بكثير من الحذر ، ولم يتخذ موقفا نهائيا بشأنها .
وقال المصدر لـ»الثورة» قناعتنا أن الولايات المتحدة الأمريكیة طرف أساسي في العدوان على الیمن بشكل مباشر أو غیر مباشر وھي تتحمل مسؤولیة مباشرة أو غیر مباشرة في العدوان على الیمن وهي تملك الكثیر من مفاتیح الحل وبیدھا أن توقف الحرب العدوانیة على الیمن ، وسبق أن صرح ترامب أكثر من مرة أن دول العدوان لا شيء بدونھم وأن طائرات العدوان لا تستطیع أن تقلع بدون الولايات المتحدة الأمريكية .
وأضاف المصدر : تدخُّل الولايات المتحدة الأمريكية واضح لا تستطیع أمريكا أن تنكره ، فضلا عن مبیعات السلاح والتغطیة السیاسیة التي توفرھا الولايات المتحدة لتحالف العدوان في الأمم المتحدة ، وقال: « .. ولأنها طرف أساسي في الحرب ، يجب أن تتوجه المفاوضات أو المشاورات معھا بشكل مباشر وأن تكون جزءاً من مفاوضات السلام بدرجة أساسية«.
وأضاف : «في نفس الوقت نحن ننظر لھذه المبادرات التي تطرحھا أمريكا بكثیر من الحذر لأننا لا نثق أنھا نابعة من دوافع حقیقية تجاه عملیة السلام ، وقد يكون لھا دوافع أخرى ، انتخابیة أو محاولة للتملص من مسؤولیتها في الحرب على الیمن .

الخيارات العسكرية فشلت
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، كشفت الثلاثاء، أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستعدّ لإطلاق محادثات مباشرة مع “أنصار الله” في جهد لإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ أربع سنوات ـ حسب الصحيفة ـ . ونقلت الصحيفة عن أشخاص وصفتهم بـ “المطلعين على الخطط” أنّ الولايات المتحدة تتطلّع لحثّ السعودية على المشاركة في محادثات سرية مع “أنصار الله” في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار. ويخطّط مسؤولون أميركيون لعقد لقاء مع قادة سعوديين في واشنطن بهدف إقناعهم بتبني الدبلوماسية. ومن المقرّر أن يلتقي نائب وزير الدفاع السعودي، شقيق ولي العهد محمد بن سلمان، خالد بن سلمان، وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو.
وبرأي الصحيفة، إنّ هذه الخطوة قد تفتح أول قناة مهمة بين إدارة ترامب و”أنصار الله” في وقت ترتفع فيه المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع.
وقالت الصحيفة أنّ كريستوفر هنزل، الدبلوماسي المخضرم، الذي أصبح في إبريل الماضي، السفير الأول لإدارة ترامب إلى اليمن، هو من سيقود المحادثات الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي ، إنّ المحادثات المخطط لها، تعكس عدم وجود خيارات عسكرية قابلة للتحقيق، متاحة أمام التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وأكدت أنّ المحادثات تنطوي على عروض محتملة لتقديم تنازلات أو إجراءات لبناء الثقة مع “ أنصار الله “.

ستة أسباب
وفي افتتاحيتها أمس ، اعتبرت صحيفة رأي اليوم « أن المبادرة الأميركية تعد اختراقا سياسيا كبيرا بعد دخول الحرب على اليمن عامها الخامس ، وأكدت أن “ أنصار الله باتوا الرقم الأصعب في اليمن، واستطاعوا فرض أنفسهم على الخريطة السياسيّة ليس اليمنيّة وإنّما الإقليميّة أيضًا، وبات من المُستحيل التوصّل إلى حلٍّ سياسيٍّ للأزمة بدونهم، والاعتراف بثُقلهم” .
وخلصت “ رأي اليوم “ إلى ستة أسباب لهذا التحول وهي :

أوّلًا: انهيار التحالف السعودي الإماراتي الذي يخوض الحرب في اليمن، وتفاقُم الخلافات بين ضلعيه، رغم كُل مُحاولات النّفي، خاصّةً بعد القرار الإماراتي بسحب القوّات، والتّركيز على الحل السلمي.

ثانيًا: الضربات العسكريّة المُتتالية من قبَل الذراع العسكري لحركة “أنصار الله” وحُلفائها وجيشها اليمني التي استهدفت مُنشآت نفطيّة في العُمق السعودي، آخِرها حقل الشيبة العِملاق والمِصفاة التّابعة له، وكذلك تعطيل الحركة في مُعظم مطارات المملكة في المُدن الجنوبيّة من خِلال هجمات بطائرات مُسيّرة وصواريخ باليستيّة مُجنّحة ذات دقّةٍ عاليةٍ في إصابة أهدافها، بل وقصف الرياض أيضًا.

ثالثًا: الضّغوط الكبيرة التي مارسها الكونغرس الأمريكي على إدارة ترامب لوقف دعمها للتحالف السعودي الإماراتي في حرب اليمن، وإصدار قرار يُطالب هذه الإدارة بوقف مبيعات الأسلحة للدولتين.

رابعًا: إسقاط الدفاعات الجويّة اليمنية طائرتين أمريكيتين مُسيّرتين بصواريخ ذكيّة كانتا تطيران في الأجواء اليمنيّة وفي غُضون شهرين، آخرهما قبل عشرة أيّام، وتهديد الحوثيين بضرب أيّ أهداف أمريكيّة أو إسرائيليّة في البحر الأحمر.

خامسًا: تراجع شعبيّة حُكومة الفار هادي، خاصّةً بعد سيطرة قوّات المجلس الانتقالي الانفصالي الجنوبي على قصر المعاشيق ومُعظم المراكز العسكريّة في عدن العاصمة المُؤقّتة، صحيح أنّ مليشيات الفار هادي استعادت المدينة بعد تفاهمات سعوديّة إماراتيّة، ولكنّ الضّرر قد وقع، والحرب في الجنوب ما زالت مُستمرّةً.

سادسًا: فتور ردود فعل الأطراف اليمنيّة، والجنوبيّة منها خاصّةً، لتلبية الدعوة التي وجّهتها القِيادة السعوديّة إليها للمُشاركة في مؤتمر للحوار كانت، بل وما زالت، تُخطّط لعقده في مدينة جدّة، وقد جدّد مجلس الوزراء السعودي هذه الدعوة أمس في خِتام اجتماعه مثلما جاء في البيان الذي تلاه الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، وزير الإعلام بالإنابة.

وأضافت الصحيفة : « لا نعرف كيف ستكون الخطوات العمليّة القادمة التي ستأتي ترجمةً لهذه المُبادرة الأمريكيّة المُفاجئة، فحتى هذه اللّحظة لم يصدُر أيّ بيان رسمي عن تحالف حركة “أنصار الله” تُجاهها، مُضافًا إلى ذلك أنّ زيارة الأمير خالد بن سلمان لواشنطن ما زالت في بداياتها، وهُناك ملاحظة لافتة يمكن رصدها من خلال قراءة ما بين سطور التحرّكات الدبلوماسيّة في إطارها، تتمثّل في غِياب، أو تغيّب، دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيسي في الحرب اليمنيّة، والدولة ذات النّفوذ الذي لا يُمكن تجاهله في الجنوب اليمني”.

قد يعجبك ايضا